شعر و ادب

قصيدة… مابعد الحداثة ..الكاتب كاظم شلش

قصيدة… مابعد الحداثة
النص هنا معجون بالاسطورة الى حد الأندماج الذي لايمكن فصله..

الكاتب كاظم شلش

نحن لانخلق من الاشيء شيء.. ولم نخلق شاعرا يتقدم الصفوف الشعرية بمجرد نطلق الكلام على عواهنه..الشعر بطبيعته مغروساً في الشاعر منذ ان خلقه الله.. لتنفيذ هذه المهمه ووضع بداخله نفحة روحيه لكي يزيد الجمال جمالاً.. وهذه خصله يتحلى بها البعض دون غيرهم..وان كان هذا الشخص غير متعلم..لأن الشعر ليس لديه مدارس للتعليم..وانما هناك قواعد واسس وموهبه واطر تساعد الشاعر في تنمية روحه الشاعرةة الشفافة بالأبداع

من خلال تلك الموهبه. لكي تنمو تلك الشجرة الزاهية بالألوان من خلال التواصل وابداع الشاعر..نعم لدينا في العراق لون من الوان الشعر تسمى ال( ابوذية) تنسب لرجل لايقرأ ولايكتب أبومعيش( أنموذج)..لذا يثبت هنا ان الشعر بكل ألوانه غير قابل للتعليم كأن يكون متاح لمن يريد أن يكون شاعرا..والا جميع الأقلام بشتى أعمالها تستطيع ان تكتب الشعر


هناك شاعر يبزغ نجمه بين الشعراء نعم ولكن من خلال الملكه التي يمتلكها.لكنه يحركها وينميها من خلال خيالاته السارحه دوما.. والقراءة المستمره.. والمتابعه والمشاركة في كل جديد من خلال التواصل مع الملكه واشباعها.وهي التي لاتختلف عن جسد الأنسان الذي يحتاج للغذاء والماء ليبقى في ديمومة الحياة. كذلك الملكه تحتاج لغذاء روحي. لكي تزدهر وتستمر..وهنا نجد الروح الشاعرة ينبز أفل نجمها من خلال هذا الكم الهائل من الأشباع ..ويكون الأختيار للموضوع ووضع الفواصل بين القصيد لتشاهد هناك طبل وعزف وموسيقي صاخبه تصل للمتذوق العارف..حيث الصورة او الصور الملتقطه من الشاعر تهزك وتبهرك من الأعماق حينما يوجدها الشاعر داخل النص وتتغلغل من بين صور القصيد وتسمى الدهشه……

.للنظر هنا الى مايكتب احمد غراب من قصيد متفرد عن الأخرين.. حيث الصورة المنتقاة ..القافيه المحكمه..ولحن ونغم ماتتخيل فحق له ان يكون شاعرأ كونياً بدون منازع..قد رقص الأدب الروائي بنشوة رقصة (زوربا) اليوناني على ابجدية الأدب..واليوم يرقص الحرف بموسيقى ونغم على قصيد الشاعر احمد غراب وهو يعيد للشعر هيبته وحداثويته ومابعد الحداثة ليبقي المجد للنص..مادام غراب للنص باقي… حينما كتب لنا قصيدة الحداثة..واليوم يأتينا بقصيدة مابعد الحداثة..وهنا أصل تنمية الملكه..

حيث تمتزج الاسطورة بقضايا الأدب المعاصر مستخدمة رموز يلامس في تشكيل غريب وعجيب وحديث لتقول شيئا من خلال هذه التوليفة العجيبة
وهذا هو ادب مابعد الحداثة..

فأحيانا شاعر مثل احمد غراب لايعرف ماهو الشعر لانه يعيشه بكل جوارحه .والشعر أناني بطبعه انه لايقبل اي مشاركة معه في حياة الشاعر فهو يستولي علي جوانحه ويحركها كيفما يريد ويسطو علي اهتماماته فيلغي كل مايتعارض مع رهبانية الوجدان المتبتل في محاريب الحرف …حتى الحب فالشعر لايقبل سوي العاطفة السريعة الانطفاء فهو لايريد امرأة تستولي علي أحاسيس الشاعر وتشارك الشعر في مملكته التي أقامها في حنايا الشاعر المبدع


من هذا المنطلق استطيع القول بشفافية ان الشاعر لايمارس حياة عادية ككل البشر واذا وجدت شاعرا لايعانى ماسبق ان ذكرته من صعوبات دكتاتورية الشعر …فهو ليس اكثر من صانع كلمات وبهلوانا في سوق القوافي لكنه ليس بشاعر ولن يكون


والحقيقة ان القصيدة انطلاقة من حنايا الاسطورة لم تلبث ان عادت إليها لتموت وتنتهي بالبيت الرائع الذي لايموت

قدر النهر أن يموت ليبقي …في حشي الأرض عاشقا ابديا…..

وهنا بعد هذا البيت الماسي …ماهي القصة وكيف انطلق الشاعر من حكاية تغريبة النبي يوسف عليه السلام …وعودته الي ابيه سيدنا يعقوب فيستعير الشاعر القصة لتصبح مدخلا لقضايا الشعر العربي المعاصر


فنفاجأ بيوسف شاعرا…عاد ليعقوب قبل عودة القميص

وإذا بيعقوب النبي مهتما بالشعر ينتظر يوسف ليواصل مسيرة الإبداع لكن يوسف يعاني من خذلان الرفاق ….شعراء اليوم …ويحكي ماساته وكيف أصبح زجاجة عطر كسروها وافرغوا مابها من عبير اسقاطات …تتابعها اسقاطات ورموز .. هذا هو الشعر


استفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله..الى الشاعر الرمز أحمد غراب..الكلام يفيد الأحياء ..اما الأموات فقد ذهب من ذهب والعبره بخواتيمها

**************************

قصيدة..القميص
( ترتكز هذه القصيدة في بنيانها الشعري علي قصة قميص سيدنا يوسف عليه السلام وعودته لأبيه سيدنا يعقوب عليه أطيب السلام بعد فراق السنين الطوال )

قصيدة…القميص
الشاعر الكوني..أحمد غراب/ مصر

قد يقولون أنني المتنبي
وأمرؤ القيس والمعري سويا

فأنا الصحو واشتعال المرايا
وأنا الحرف حين يغدو نبيا

ينبع الشعر من هضاب جبيني
نهر ماس يصب في شفتيا

ولأني أتيت قبل قميصي
صحت…(يعقوب ..ياسنا مقلتيا)

(ضمني قبل أن تسيل جراحي
فأراني مستنقعا دمويا)

(إن جوعي إليك فوق احتمالي
ياصهيل الهواء في رئتيا)

هب يعقوب صارخا..ذا صداه
لست أنسي إيقاعه الصيفيا

لم يزل صوته كبوح المراعي ..كنشيد الإنشاد في أذنيا

_أنت حي
_أجل ..كزيتون (يافا)
كنخيل (الجليل )
غضا طريا

_جئت كالعيد ياابن يعقوب مرحى
فالقوافي تبكي علي كتفيا

يوسف الشعر هل تري كيف أضحي
شعرنا اليوم حائطا حجريا؟

كيف باعت أحلي الرؤي ناهديها
واستحالت أم اللغات ..بغيا ؟

_أتمني قهر الحروف المنافي
كى أعري قناعها الخشبيا

_إبدأ الآن
_كم أود ولكن
ثم جرح يسافر الآن فيا

لم أعد ياأبي زجاجة عطر
كسروني وأفرغوا مالديا

كلهم يشربونني كل حين
كلهم يأكلونني اليوم حيا

_حسنا إنما إلي اين تمضي؟
_من جبيني إلي مواني يديا

المسافات داخلي فكأني
فى دروب تسيل مني إليا

قدر النهر أن يموت ليغدو

في حشى الأرض عاشقا أبديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى