لا كان فى كهرباء ولا تلفزيون وكنا عيشين احلى سنين بنت النوبة وجزيرة هيسا “اسمراني موركب” تحكى عن النوبة وأيام زمان

لا كان فى كهرباء ولا تلفزيون وكنا عيشين احلى سنين بنت النوبة وجزيرة هيسا “اسمراني موركب” تحكى عن النوبة وأيام زمان
كتب – خالد شاطر
تحكى بنت النوبة أسمراني موركب ربة منزل نوبية تبلغ من العمر 75 سنة أتولدت وعاشت في جزيرة هيسا، علاقتي باللغة العربية ضعيفة لاني مبعرفش اتكلم غير نوبي لكن بناتها بيعرفوا يتكلموا عربي، وتستكمل الحديث وأحنا صغيرين لا كان في كهرباء ولا تليفزيون ولا مدارس علشان اللغة العربية.
توصلنا وده كان سبب إن جيلنا لسة بيتكلم نوبي، بس البنات والولاد خلاص بيعرفوا عربي لكن أهم حاجة عندنا أن العيلة كلها تتكلم نوبي، كلنا من أصغر طفل لأكبر ست فينا بنتكلم نوبي مع بعض لأن دي لغتنا ولغة أهلنا.
علمت بناتي الشغل اليدوي النوبي زي الطواقي النوبية وشغل الخوص اللي بنعمل منها الأطباق النوبية والزينة، وعلمتهم الخبيز وكل الأكلات النوبية القديمة زي السناسل والأباريج.
أهلها تفرقوا بعد بناء السد العالى علشان المية عليت على الجزر وكان لازم يمشوا ويتهجروا. زمان كان كل شهر يجي تاجر للجزيرة معاه مونة الشهر من الأكل والشرب والدقيق لأن مكنش في سوق قريب وكانت كل عيلة بتشتري مونة من الأكل والشرب عشان أحتياجاتها بالظبط علشان مكنش عندنا تلاجات ولا كهرباء زي دلوقتي،.
كنا عايشين على فانوس النور اللي بنوره بالجاز، كان في بس نملية خشب بتتعلق في السقف علشان نشيل فيها أكل كل يوم.
كنا سعدا أكتر من دلوقتي لأننا كنا في أرضنا وكل العائلات قريبة من بعض قبل التهجير، دلوقتي بقى في أسواق وكل حاجة حوالينا لكن الأهل أتفرقوا.
أحنا بنتكلم كنزي وجدي كان فاجيكي ومكنش عندنا تفرقة بين الكنزي والفاجيكي زي ما موجود دلوقتي وأنا بفهم اللهجتين أنا وبناتي. أكتر حاجة كنت بحبها وأنا صغيرة هو لمة الأهل والقعدة قدام البيت والحكي والخبيز وناكل العدس بالسناسل.
لان مكنش عندنا لا تليفزيون ولا اي حاجة تانية. أكتر حاجة نفسي فيها ان بناتي وأحفادي يكونوا بخير ومبسوطين في بلدهم وأن المدارس تعلم الولاد الصغيرين النوبي علشان اللغة متضيعش منهم.