الباحثان سامر منصور وشادي دياب في ندوة عن علاقة الشباب بالآداب
الباحثان سامر منصور وشادي دياب في ندوة عن علاقة الشباب بالآداب

الباحثان سامر منصور وشادي دياب في ندوة عن علاقة الشباب بالآداب
كتب . حسن مرعي مصطفى
أقامت مؤسسة القدس للثقافة والتراث ندوة بعنوان ” الأدب والشباب ” للباحث الأستاذ شادي دياب و الأديب والناقد سامر منصور ، بحضور مُمثلين عن الفرق الأدبية الشبابية في سورية وكوكبة من الشعراء والكتاب والمهتمين .
أدار الندوة الباحث محمد أبو جبارة مدير المؤسسة و جاءت المحطة الأولى مع الباحث شادي دياب الذي أكد الصلة الوثيقة بين الإبداع والتميز الأدبي ، وبين الشباب الواعي والمثقف ، قائلاً : ” لقد استطاعت النتاجات الأدبية الشابة أن تترك بصمة كبيرة في الأدب وعلى مر العصور كلها، وحفرت في ذاكرة التاريخ أسماء شابة، قدمت نبعاً ثرَّاً وغنياً بالعطاء الأدبي بكل ألوانه، وأثرت الأدب بكل فنونه وأجناسه الأدبية المختلفة من شعر ونثر وقصة ومسرح ومقالة وخاطرة “.
وأكد أن التاريخ العربي يحفل بالكثير من النماذج الشابة التي كتبت ما عجز عنه كثير ممن عمَّروا طويلاً ، وذكر الشاعر طرفة بن العبد ، أحد شعراء المعلقات وأصغرهم سنا على سبيل المثال ، وأردف الباحث دياب قائلاً : ” لم يعش الشاعر طرفة بن العبد أكثر من ستة وعشرين عاماً ، ترك اسمه بين فحول الشعراء وأكابرهم، ومنهم صاحب الروميات الذي ترجمت أعماله للألمانية وغيرها من اللغات. الشاعر الشاب أبو فراس الحمداني،
حيث دهمته المنية ولم يتجاوز سبعا وثلاثين عاما، لكنه أوتي حكمة الشيوخ وحنكة الأدباء وبراعة الشعراء، وفي عصرنا نماذج لا تقل أهمية عن أدبائنا السابقين، فقد استطاعت أن تقدم – وماتزال – شيئاً جديداً وتضيف بصمة أدبية بثوب عصري متميز تجاوزت الكثير من التقليد والجمود، لتواكب تطلعات مجتمعاتها ومعطيات عصرها،
فنقشت سطورا على الصخور تقرأها الأجيال القادمة، وخلد التاريخ أسماءهم، فمنهم الشاعر الشاب أبو القاسم الشابي شاعر الخضراء الذي فاض قلمه بالحكمة والنصح والتوجيه والتوعية قبل أن تفيض روحه لبارئها، وهو ابن خمسة وعشرين عاما، وكثير من شبابنا المعاصر كأمثال تميم البرغوثي وإبراهيم طوقان وغيرهم الكثير..
لذا فإن الشباب هم رافعوا راية المستقبل وهم فسيفساء أدبية يكمل بعضهم بعضا، ومن واجب الأدباء المخضرمين الوقوف إلى جانبهم وإنارة الطريق وتوجيههم وإرشادهم وبذلك يكون المشهد الثقافي والأدبي بخير ؟.
وبدوره استهلَّ الأديب والناقد سامر منصور بالتنويه إلى كونه سيتناول ما يريده الأدباء من الشباب وليس ما يريده الشباب من الأدب .
كما لفتَ إلى ضرورة أن ينتبه الشعراء والكتاب الشباب إلى أبعاد الشخصية العربية المتعددة التي يعكسها الموروث الشعري ، والتي تجلت في عدة نقاط ، ونقتطف مما ذكره منصور :
– الأنسنة ، في الموروث الشعري دليل إنسانية فياضة و رهافة ، كما في قصيدة أبي فراس الحمداني
” أقول وقد ناحت بقربي حمامة ” .
– الشخصية العربية تأملية وعميقة ، كما في قول الشاعر المتنبي :
” وتعظم في عين الصغير صغارها .. إلخ ، وكما في قوله : ” تفنى عيونهمُ دمعاً وأنفسهم .. في إثر كل قبيحٍ وجهه حَسنُ ” .
وأكد منصور أن الاعتداد بالذات والشموخ والإباء صفات أصيلة في الشخصية العربية وهي صفات لايمكن أن تتواجد إلى في النفس الكريمة الحُرَّة ، ولم تغب يوماً هذه الصفات عن أشعار العرب إلى يومنا هذا واستشهد بما قاله الشاعر أبو هلال العسكري :
ولا خير في قوم تذل كرامهم
ويعظم فيهم نذلهم ويسود
ويهجوهم عني رثاثة كسوتي
هجاءً قبيحاً ما عليه مزيد
وكما في قول نزار قباني :
” يا أيها الأطفال : أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة .. وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة ” .
وفي ختام الندوة تم فتح باب المشاركات الأدبية للشعراء والكتاب الشباب ، كما تم تقديم عدد من المُداخلات من قبل السادة الحضور .