شعر و ادب

تيهتي … بقلم الشاعرة : خجالي لطيفة

 

تيهتي …

بقلم الشاعرة : خجالي لطيفة

تيهتي

انت، من تكونين؟
من اي بلد اتيت؟
و اي سماء حضنت؟
و اي طريق سلكت؟
كنت لدى السائل معروفة، و الآن أصبحت مهجورة، لازمك الصمت و لذغك الفراغ.
كنت تحملين اعلى الدرجات، فوصفتك باحسن الصفات،
و الان ما الذي جرى؟

بين عشية و ضحاها، انعكس الجمال على شرايينك، ففجرجت صواريخ غضبك، و عانيت من فراق احبابك!
استعملت اللفظ المعقد، لايفهمه القريب و لا البعيد، و لم تعودي ترتدين اثواب الندى،
ركبت القطار بدون معرفة نقطة الوصول و لا هدف السفر، و أصبحت عقبة في طريقي، لايمكن تخطيها الا إذا تراجعت عن منهجك الشؤوم؟!
بحثت عنك في كل زمان و مكان، حسمت امرك بدون استشارتي ، ماذا فعلت بك يوما؟

دق جرس الزمن، نادى فكرا مستترا، كان في غيبة عن هذا الكون، غارقا في النوم، لن يبالي بأي عاصفة، رغما عن حدة السمع، في فترة اوشك فيها على الانقراض، و لكن القدر نزل في فترة المطر،
ترى من أنا ؟

انا شجرة الخريف، طافت بها الرياح من كل الجوانب، فجردتني من كل ما يستر عورتي من اوراق، حتى الغصن الذي كان يخصبني فر هاربا ليلازم مكانا آخر، فما علي الآن إلا الخضوع و الاستسلام.!
أ صبحت زهرتي حبيسة، دمعت بدموع الندى، كانت الفراشة تمص رحيقها في الربيع،
و الان جعلني الخريف قصة مكتوبة على اوراقي الصفراء فغادرني بستاني، و افقدني جمالي!
فمن أكون ؟

انا تلك الطفلة الصغيرة، امسك شمعة بريئة، تهت عن مخدع أمي، و أصبحت في ظلمة الليل، يلفني فتور آخره، و من حولي عالم من الأشياء الغامضة، أقبلت اصوات غريبة، لا أعرف لها أصل و لا اتجاه، صاحبتي الخوف و الاضطراب،
اسعى للمقاومة، و لكن بدون جدوى، اذ فقدت جناحي،
اسرع بخطى غريبة الاطوار كان شبحا يطاردني، و الريح تعيدني مرة و اثنين الى الوراء، حتى النوم لم يعد من ضرورياتي.
إذن، فمن أكون؟

_ انا_لازمتني فترة من فترات الدهر، فانقطعت اسلاك الضوء، و تحول نور مصباحي الى بخار سابح في الفضاء، يطلب النجدة من قائد السماء، لعله يستحب للنداء!

فلم ارى الا جهاز الاستقبال، تحمله أيدي أحد الابطال، اراد فتح ابواب الديار، لكنه سرعان ما فقد حركة التحكم، و تراجع عن خطاه!

فوقي سكون قاتل، في مكان مهجور، به شارع بعيد عن أعين النظر، ازقته ضيقة، جدرانه متعالية،
بها غرف منزوية، تدفعها بوهج جديد إلى حرية الفضاء، و الخروج من قيود البساط!.
فهل عرفتموني؟
فمن انا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى