شعر و ادب

إلى بيروت..في الثامن من تموز

إلى بيروت..في الثامن من تموز

إلى بيروت..في الثامن من تموز

بقلم . علام عبد الهادي

غريبُ الرّحى وجعِي
ثخينُ النوى قلقِي
وأنتِ داليةُ المنونِ
لاعينَ تكلؤني
لانارَ تشبهني
ولا ماءَ يسري في عروقِ السماءِ
لا وهجَ لكأسِ الترابِ
ولا لأصابعِ التبغِ اخضرارٌ..
وحدي أتلمسُ
شرايينَ الحبرِ أجسُّ جسدَ القصيدةِ
أنفضُ رمادَ الثّلجِ
عن وترِ الرّفاقِ..
وحدكِ توغلينَ في الصّمتِ
ترحلينَ في الإيابِ
وكلُّ مَن سفحَ جمارَ العشقِ
على يديك
رصعَ عنكِ سِفرَ الغيابِ
لماذا يا عروسَ القمرِ
يا روحَ الشّروقِ
ياشمسَ المساءِ
تغرزينَ المساميرَ في نعشِ الصّباحِ
لماذا تصدعينَ العينَ
والملحُ شحيحُ الوصالِ
وقلبي إليكِ باكٍ
(غريبُ الوجهِ
واليدِ واللسان)
وحدكِ ملاعبُ جنّةٍ..
وحدكِ آيةُ الرّحمنِ
وحدكِ أمُّ المثاني السبعِ..
والسبعُ الدبابيسِ اللّئامِ
ياربّةَ الجبروتِ و
الملكوتِ
والحسانِ الجواري في حبقِ اليدين..
يامليكةَ الشّجنِ الثريّ، مَن لي:
إذا دنياكِ نأت !!؟؟
وإذا القيامةُ أزفتْ!!؟؟
وأنتِ في الطّورِ تعثرينَ تضرعينَ..
تعفرينَ الخدَّ
تحرقينَ القرابينَ
كأنَّ ضفائرَ النارِ على شفتيكِ تينٌ؟؟!!
كأنَّ الدّمَ النَّشوانَ مابيننا غافٍ على وتدِ الزمانِ..
كأنَّ الدّخانَ الثّملَ على أضلاعنا
عقدَ القرانَ على تابوتِ الرّملةِ البيضاءِ..
ومدَّ أصابعَ الشّهوةِ إلى سُرّةِ النّهدِ الثّري..
تاركاً دكّةَ السّروالِ على كتفِ الصّرفندِ..
كقاربٍ نسيَ مرساةَ أنثاهُ
فَضلَّ شادراً
لايرتوي من زبَدِ الصّدرِ، يحارُ كيفَ يفيضُ..صبابةً ؟؟!!
كيف يحتلمُ كصعلوكٍ هزّهُ النهدُ لامرأةٍ من جبيل..؟؟!!
ويحَ الرؤى..
ويحَ الجرّةِ المفخودةِ بين أحضانِ الأميرة..
إذ تضوعُ لهفةً..
وتخيطُ من كفَنِ الغرامِ أمانيهِ..
وحدكِ كنتِ داليتي..
وحدكِ كنتِ محبرتي
وحدكِ كنتِ نافذتي إلى كبدِ الزّمانِ..
والآن الآن..ماذا تبقّى من عشقٍ؟؟!!
وماذا أبقى الرجاءُ؟؟
إلى عينيكِ إنانا:
ياوصالَ الصّبرِ في وطنٍ أضاعَ الهوى مقامَ الفلِّ.
وانسكبَ بئرُ الصّباباتِ..
خصرُ الغواياتِ الحمرِ..
وأنا هائمٌ على شطوطِ يديكِ أقتاتُ خبزَ الحلمِ
أتسلّقُ لوزَ ساقيكِ
أتعرّى صحنَ الجسدِ
كسائحٍ لججَ الجنون
يا رجفةَ المفتونِ
غريبُ الرّحى وجعي..
وأنتِ خمرةُ القدّاسِ
لوادي التيمِ..
أينَ حطَّ جحفلهُ..
السارحُ منكِ إليكِ أمردٌ مردٌ..
تمنطقَ لثغةَ السكينِ
وأغنيةَ القمرِ
كلّما استبسلَ الجبلُ الرفيعُ..
أو علا هزارُ النجمِ من صوفر..
لا صدى للأرضِ إلا الصدى..
أو ما صور تحدّثُه..
أين استوى عرسُ الرصاصِ؟؟!!..
مكرَ الحاكمِ المأفونِ
يحتسي لهبَ النجيعِ من فمِ البنادقِ..
لمّا الحرفُ ساريةً ومتراًسا
مفتحَ العينينِ
لاموتَ للموتِ يشغلُهُ
إلا الذي كان قبل المكرِ يمكرُه..
استوى عرسُ الرصاصِ
لأمرِ الحاكمِ الصّوري..
يأتزُّ قماطَ المحفلِ السرّي..
والرّملةُ البيضاءُ خبّأَتْ
أزرارَ القضيةِ..
فمَن أتى بأولادِ الأرملةِ
تشهدُ بحرَ تموز
يقهرُ شهوةَ الموتِ
قائلاً:
في البدءِ كانَ القمرُ
يسطعُ في الليلِ الأخيرِ
يكتبُ فجرَ الغضب..

*******
وادي التيم-الصرفند-الرملة البيضاء-
جبيل- صوفر-صور-الجبل الرفيع.
أسماء لمناطق ومدن في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى