《 ماهية الشركُ الجليّ – الشّرك الخفيّ وعلاقته بالسحر – حسن الخاتمة 》

《 ماهية الشركُ الجليّ – الشّرك الخفيّ وعلاقته بالسحر – حسن الخاتمة 》
بقلم /أ.د. أحلام الحسن
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (٤١) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (٤٢)}
سورة سبأ
(( من أتى عرّافا، أو كاهنا، فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد، وأصحاب السنن ))
قال رسول الله “اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله والسحر
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
(متفق عليه ).
المقصود بحُسْنَ الخاتمة هو أن تموتَ وأنت بريءٌ من الشرك .
والشرك نوعان هما :
النوع الأول ” الشرك الجلّيٌ ” :
1 – وهو الشرك المباشر كعبادة الأصنام والبشر والنار والشمس والقمر والكواكب وما إلى ذلك .
2- شرك تثليث الألوهية وذلك بإشراك النبي عيسى وأمه الصديقة مريم سلام الله عليهما بالربوبية
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) }
سورة النساء .
النوع الثاني :
“الشرك الخفي ” عبادة الجن ” :
1- وهو اللجؤ إلى السحرة في عملية تسخير الجنّ ” المسلم منهم أو الكافر ” في تحقيق غاياتٍ ومآرب يصبو إليها الإنسان المشرك الخفيّ ” وإن كان مسلمًا ” من تحقيق أهدافه الخبيثة في ضحاياه من خلال اتباع خطوات الشيطان في عمل السحر والتسخير وما إلى ذلك من جلب المحبة والخدمة ، أو للإيذاء وإن صلى وصام ، فالساحر مشركٌ ومن يلجئ إليه مشرك يخلّدان في النار ولا تقبل لهم عبادة أبدًا ، وعليه تقع ذنوب المسحور ومن تأذى من ذلك السحر .
2- اللجؤ إلى الأولياء الأحياء منهم أو الأموات في قضاء الحوائج بنية قدرتهم على ذلك .
” وليس بسؤالهم الدعاء إلى الله لقربهم إليه تعالى “
مقومات حُسْن الخاتمة ويترتب عليها عدة مهام هي :
– أن تموتَ وأنت بريءٌ من النفاق .
– أن تموتَ وأنت بريءٌ من البدعة .
– أن تموتَ وأنت على الكتاب والسنة ومؤمنٌ بما جاء فيهما دون التأويل أو التبديل أو الحذف أو الإضافة .
– أن تموتَ وأنت خفيفُ الحمل من دماء المسلمين وأموالِهم غير ظالم لهم ولأعراضِهم مؤديًا حقّ الله وحق عباده عليك غير متعرضٍ لهم بضرّ ٍ أو بسحر .
– أن تموتَ سليمَ القلب طاهرَ النوايا وحَسَنَ الأخلاق ؛ لا تحملُ غلاً ولا حقداً ولا ضغينةً ولا ظلامةً لمسلم .
– أن تؤدى الصلاة في وقتها مع الجماعة لمن لهم حقُّ الجماعة .
– أن تؤدي ما افترضه اللهُ عليك لأهلك وبيتك .
– أن تؤدي المرأة حقّ زوجها عليها .
– أن تكون ملتزمًا بأمور دينك محبًّا لجارك واصلًا لرحمك راحمًا للصغير ومحترمًا للكبير.
ولن يتحقق القبول إلّا من خلال تحقّق شروط حسن الخاتمة مما تمّ ذكره أعلاه من :
– عدم الشرك الجلي .
– عدم الشرك الخفي .
أللهمّ أَحسنْ عاقبتَنا في الأمور كلِّها وأجرنا من خزي الدنيا وعذابِ الآخرة .
أللهمّ أَحسنْ خاتمتَنا وردَّنا إليك رداً جميلاً.
أللهمّ إنّا نعوذ بوحدانيتك العظمى وبسلطانك القديم وبقوتك القائمة وبعزّتك الدائمة يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد من الشرك الجليّ ومن الشرك الخفيّ وممّا يترتب عليهما من الذنوب والآثام والظلم وممن يدعون إلى ذلك .
ا==================
فقرة مقومات حسن الخاتمة لا تخلو من بعض الاقتباس