
قراءة في مسلسل “برلين”
السيناريست محمد شامية
ان التكامل الحاصل في شخصية برلين يجعلها قابلة للاشتقاق حقا وتبنيها لتكون محور عمل مستقل وقائم بذاته اذ لم يتوقف الامر عند شخصية مكتوبة بشكل جاذب ودقيق لكنه تعدى ليقوم الممثل بلعب الدور بشكل لائق واحترافي منذ البدء لذى سنلاحظ ان خطأ نصيا واحدا اقترف في حقها عندما تم قتل هذه الشخصية في الاجزاء الاولى من مسلسل بيت الورق ادى الى محاولة تداركه باصدار اجزاء اخرى تعود بالزمن للوراء لاحيائها لان صناع العمل ادركوا ان استثناء برلين من العمل سيشكل فجوة لا يمكن تداركها وسيفقد العمل الكثير من بريقه وانتهى بهم الامر الى الاستثمار بها لتتصدر الواجهة بسلسلة مستقلة كما حصل في مسلسل برلين .. رغم اتقان صناع العمل ابتداعهم للشخصيات الجديدة وخلق نقاط تلاقي وتناقض فيما بينهم تخلق علاقات فريدة ومعقدة الا أن ألعمل حاول بطريقة او باخرى ان يستهلك حبكة مسلسل بيت الورق مع استبدال شخصية البروفيسور بشخصية برلين ! .. يمكننا اخذ العبرة ببساطة من سلسلة افلام الرجل الوطواط عندما كان يقدم شخصية البطل المضاد الجوكر دائما بشكل رائع حيث لعب الدور خلال السلسلة ابرز واعظم الممثلين لكن عندما تم اشتقاق شخصية الجوكر اهيرا ليكون عملأ مستقلا كان خيارا ذكيا جدا ان يذهب بنا الى اصول وبدايات تشكل هذه الشخصية ولماذا هي شخصية تتبنى وجهة نظر شريرة قاسية يصعب ضحدها باي منطق كان ولا يمكننا لومها على كل ما تفعله .. فهل نحن بحاجة ان نستعرض العقلية الاجرامية المركبة لدى برلين ومدى فذاذتها اكثر من حاجتنا لمعرفة لماذا انتهى بها الامر على هذا النحو ؟! .. هل نحتاج ان نعود خطوة واحدة للوراء ام خطوات كثيرة تشرح التطور الحاصل مذ كانت برلين شخصية تشبه اي احد من المارة وجعلها تبلغ مبلغا يدفعنا للتورط بحب هذه الشخصية والتعاطف معها اكثر واكثر ؟! .. يبدو ان صناع العمل لم يرغبوا بالمجازفة كليا واستعانوا بذات مقومات نجاح العمل الاساسي مع بعض اللمسات هنا وهناك لنراه يغرق بالجانب العاطفي والرومانسي الى جوار الجانب الاجرامي فقط لا غير .. ماذا لو راينا برلين مراهقا ضحية للتنمر والاستضعاف وهو المسؤول عن اخ يفوقه ضعفا “البروفيسور” ونشهد على ارتكابه لجريمته الاولى ويتعلم كيف يفرض احترامه في وسط يحكمه قانون الغاب ونعيش معه ميلاد شخصية سايكوباتيك لا تعرف معنى الندم الى ان يتحول موضوع التلذذ بالسرقة رد فعل منطقي يشعره بالارتياح انتقاما لذكرى لا يمكن تفاديها .. ربما نشهد ذلك في اجزاء لاحقة حتما لكن كان حري بان يكون الامر بهذا الشكل في مطلعه ويمتلك صناع العمل الشجاعة الكافية لمخاطبة شريحة اخرى من المشاهدين او بمعنى اصح شريحة اوسع لكن وبالرغم من ذلك .. والحق يقال .. فان مسلسل برلين لا يقل متعة عن بيت الورق رغم عدم امتلاكه هويته الخاصة .