ختام الاسبوع الثقافى بمسجد المراغي الكبير بإدارة الرمل مديرية أوقاف الإسكندرية

ختام الاسبوع الثقافى بمسجد المراغي الكبير بإدارة الرمل مديرية أوقاف الإسكندرية
حماده مبارك
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، برعاية ا .د محمد مختار جمعه ، وتوجيهات الشيخ سلامه عبد الرازق نجم وكل وزارة الأوقاف بالأسكندرية ، الشيخ هاشم سعد الفقى مدير الدعوة ، الشيخ وسام كاسب مدير المتابعة مسئول الدعوة الإلكترونية ، الشيخ ماهر عبد الجواد مدير الإدارات الفرعية ، وتحت إشراف الشيخ حسن المرادنى مدير إدارة أوقاف الرمل، انطلقت فعاليات ختام الاسبوع الثقافى بمسجد المراغي الكبير ، التابع لإدارة الرمل، اليوم الثلاثاء ٢٠٢٤/٥/٧ بعنوان ( قيمة الوقت ) حاضر فيه ا . د محمد عباس عبد الرحمن المغنى استاذ الدعوة والثقافة الإسلامية جامعة الأزهر ، والشيخ سلامه محمود عبد الرازق نجم وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية ، وقدم له الشيخ محمد ابو اليزيد الشورى إمام وخطيب المسجد ، والمبتهل الشيخ أيمن محمد بيومى ، وبحضور الشيخ حسن محمد المرادنى مدير إدارة أوقاف الرمل، وسط حفاوة بالغة وحضور طيب من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته وجه أ.د محمد عباس المغنى، الشكر إلى أ.د محمد مختار جمعه وزير الأوقاف ،الذى يحرص دائمًا على أن تدب الروح في المساجد ، والذي أعاد الحياة إلى المساجد من خلال أنشطة وزارة الأوقاف المتنوعة.
مؤكدا أن الوقت من أهم النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على العباد، ولأهمية الوقت العظمى في الإسلام أقسم الله سبحانه وتعالى به في القرأن الكريم في مواضع متعددة، وبألفاظ كثيرة منها، الدهر والأن والحين واليوم والأجل وغيرها من الألفاظ.
فالوقت هو عمر الإنسان، وجاءت الآيات الكريمة لتدل على عظم هذه النعمة، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَالقَمَرَ دائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ) .
ومن السنّة المطهرة ما رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ والفَراغُ)، والمعنى من الحديث أن إذا اجتمع في المسلم الصحة والفراغ، لكنه تكسل عن القيام بالطاعة فهو مغبون)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعظ رجلاً (اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك).
وأقسم الله عز وجل في القرآن الكريم بالوقت في مواضع متعددة نظراً لعظمته وأهميته، وخص القسم به من خلال القسم بأجزاء منه في فواتح العديد من السور، فقد أقسم بالعصر فقال تعالى: (وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر. وجاء القسم هنا بالعصر أي الدهر، وأقسم بالفجر، فقال: (وَالْفَجْرِ وليالٍ عشر) سورة الفجر، وأقسم باللّيل والنهار، فقال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) سورة الليل. وقال تعالى في موضع آخر: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) سورة الفرقان، وما هذا القسم إلا لبيان أهمية الوقت في الإسلام وأثره على الفرد والمجتمع.
ونظراً لأهمية الوقت في حياة الإنسان، يجب على الفرد ألا يضيّع حياته ووقته بلا فائدة، فالإنسان العاقل هو الذي يحرص على استغلال الوقت الاستغلال الأمثل بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك لأن الوقت من أثمن الموارد التي منحها الله تعالى للإنسان ودعاه للمحافظة عليها وجعله من الأمور التي سيسأل الإنسان عنها يوم القيامة كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ).
واستكمل الحديث الشيخ سلامه عبد الرازق نجم مدير المديرية ، قائلا إن من تعاليم الإسلام وتعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، الواضحة حث الإنسان على استثمار الوقت بطريقة مُثلى وكيف يستفيد الفرد بكل دقيقة من حياته، وأن يستثمر الوقت في كل عمل يفيده ومجتمعه.
وتؤكد هذه التوجيهات والإرشادات النبوية الكريمة على ضرورة أن يكون للوقت قيمته في حياة المسلم، فلا يتكاسل عن عمل واجب مفروض عليه، ولا يضيع الوقت في اللهو والعبث ولايضيع وقت في بيته أو عمله دون عمل وإنتاج ويهدر وقته في أعمال غير مفيدة. ويُعلم الإسلام الإنسان أنه لا يمكن أن تستقيم حياته، ولا يمكن أن تُحل المشكلات ولا يمكن أن تنهض المجتمعات والحضارات وتتقدم والإنسان يهدر الوقت فيما لا يفيده وفي اللهو والعبث. فالمسلم الحق هو الذي يقوم بتنظيم وقته بين الواجبات الدينية والواجبات الدنيوية وهو الذي يعطي كل ذي حق حقه من دون أن يقصّر في جانب على حساب الجوانب الأخرى.
ولقد غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم قيمة الوقت في نفوس الصحابة الكرام، وغرس فيهم كيفية الحفاظ عليه واستثماره، فكانوا أكثر الناس حرصاً على أوقاتهم، لأنهم كانوا أكثر الناس معرفةً بقيمته. فلا تمر لحظة من الزمن من دون أن يتزودوا منها بعمل صالح أوعلم نافع أو مجاهدة للنفس أو مساعدة ونفع الغير أو تحقيق منفعة شخصية تعود عليهم أو منفعة عامة تعود على غيرهم مثل تعليم الآخرين علماً يؤدي إلى زيادة في المعرفة أو زيادة في عمل الصالحات أو زيادة في الإيمان، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).