سورية تحيي ذكرى الشاعر عبد الناصر الحمد وتحتفي بمسيرته
سورية تحيي ذكرى الشاعر عبد الناصر الحمد وتحتفي بمسيرته

سورية تحيي ذكرى الشاعر عبد الناصر الحمد وتحتفي بمسيرته
كتب…حسن مصطفى – تصوير محي الدين كاظم
أقامت مديرية ثقافة دمشق بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة مهرجاناً لإحياء ذكرى الراحل عبد الناصر الحمد.. الحاضر الغائب واحتفاءً بمسيرته الإبداعية في الشعر والتراث والإعلام وأدب الطفل بحضور الأستاذ وسيم مبيض مدير ثقافة دمشق وعددٍ من الشعراء والأدباء والباحثين.
ابتدأ المهرجان بكلمة لمديرة المركز الثقافي الأستاذة نعيمة سليمان ثم بفيلم قصير يلخص حياة الشاعر ويتحدث عنه من اعداد الإعلامي علي الدندح الذي أدار المهرجان.
وكانت فاتحة كلمات الرثاء والإشادة بالراحل الباقي وعطاءاته للأديب مالك الصقور رئيس اتحاد الكتاب العرب ومما جاء فيها نقتطف:
كان عبد الناصر شاعرًا مجليًا يحمل قراءه ومستمعيه بكل صفاء روحه ليطير معه على بساط خياله المجنح الذي سببه بقصائده الفياضة عذوبة وسلاسة وعاطفه
قصائد عبد الناصر وأشعاره وجدانية قومية وطنية تفيض بحب الوطن والإنسان والطبيعة
العزيز عبد الناصر الحمد أنا لا أجيد ولا أحب الرثاء أنا جئت لأُحييك وأحيي ذكراك فتحية لك وألف سلام.
وعزائي باسمي وباسم زملائي أعضاء المكتب التنفيذي وكل أعضاء اتحاد الكتاب العرب والمثقفين ننقل أحر التعازي لذويك ورفاقك وزملائك.
ثم تقدم الإعلامي جمال الجيش بالحديث عن الجانب الإنساني في الراحل عبد الناصر الحمد ومما قاله نقتطف:
منذ اللقاء الأول مع الراحل عبد الناصر الحمد صار صديقًا قريبًا وعزيزًا وصار يأتيني بين يوم وأخر لا يأتي أسبوع إلا ويزورني ، كان يأتيني بكامل بهائه الإنساني وبكامل حزنه الذي كنت اقرأه حتى من خلال ابتساماته التي كانت ترتسم على وجهه بحلاوة روحه.
ولكنا ابتسامة كانت تغالب قدرًا كبيرًا من الأحزان لتظهر على وجهه ولكن الأحزان التي كانت تفيض على قلبه كانت تظهر واضحة على منكبيه.
فأراه بعد التحية يسترخي مباشرةً على الكنبة وكأنه يريد أن يريح روحه وقلبه المثقل بأوجاع الوطن .. الجانب الإنساني كان فيه واضحًا إلى أبعد الحدود
كان هاجسه أن تصل المعرفة بسرعة أكبر وأن تترسخ في نفوس الناشئة هذا كان هاجسًا ملحًا بالنسبة له ، هو نفسه كان يحب التعلم ويلح علي بشكل مستمر بأن يجمع مجموعة من زملائه وزميلاته الذين كان يعمل معهم في المحطة التربوية لأقيم لهم دورة تدريبية كنت أعتذر من ضغط العمل ولكن كنت أقول له دائمًا أنت في أي وقت تأتي لك فسحة من الوقت ومن القلب ، كان راغبًا في أن يتعلم أن يتدرب أن يتطور كان يشعر بأنه يمكن له في أي احظة أن يبدأ حياته من جديد كان في ذلك الوقت مأخوذًا بالبرامج الوثائقية شغوفًا كان بالمعرفة وبالتعلم بسيطًا يحمل قدرًا كبيرًا من الحنين لفراته وبيئته البسيطة.
وبدوره تحدث الدكتور نزار بني مرجة بحديثٍ شجي معبّر عن الذكريات وعن العلاقة الشخصية بين الشاعر والشاعر:
أيها الموت أخبرني كيف تغري الشعراء الأحبة بالرحيل قبل الأوان
أيها الموت أخبرني بأخبارك العاجلة الصاعقة المباغتة للروح
كيف تفعل أفعالك المغيبة لوجوه الأحبة وأنت ترتدي زي القاتل حينًا أو زي الخاطف أحيانًا كثيرة لتغمد نصلك في قلوبنا مع كل خبر مفاجئ مباغت.
عرفت الراحل عبد الناصر الحمد جميلًا مبدعًا ومعطاءً في اتحاد الكتاب العرب يعمل برصانة ويبدع بوقار ويفرض احترامه على الأخرين بمصداقيته العالية ولطفه الطاغي في علاقاته مع محيطه والأخرين .
وكان الانطباع الدائم والثابت عندي ازاء المبدع المتعدد عبد الناصر الحمد أنني أمام قامة شعرية شامخة ونجم حقيقي في عالم الشعر والأدب . لم يكن حظه المتوقع من الحفاوة والاهتمام.. رغم التكريم الذي حظي به في روسيا وإيران وفرنسا والكويت وغيرها من البلدان.. رغم كل هذا التكريم ونحن في وقت كما أشار الأستاذ جمال المصري هناك كثيرون يتسلقون منابر الشعر وهم بعيدون كل البعد عن الموهبة الشعرية الحقيقية التي يمكن لها أن تترك بصمة في الحركة الشعرية العربية المعاصرة.
كنا نشكل مفاصيل جميلة للقاءات مع الفراتي وتبرز في الذاكرة ويخيل دائمًا كل ما تحادثنا قصيدته (النهر الخالد) وكأننا نرددها معًا.
رحم الله شاعرنا العزيز الغالي عبد الناصر الحمد فهو باق في قلوبنا وعقولنا تتدفق ذكراه العطرة مثلما يتدفق في الأرض ماء الفرات باقٍ هو في حروف قصائده وأناشيده وأغانيه التي لن تموت.
ثم تلاه الإعلامي محمد العرسان بالحديث عن الجانب المهني والإعلامي
ومما تحدث به نقتطف:
عبد الناصر الحمد فقيد الإعلام والثقافة الرحمة لتلك الروح المتقدة بالعمل المشغول بالتفاؤل والمشبعة بالإصرار والمعشقة بحب وطنه وبيئته.
كان له تجربة وكان له السبق دائمًا في التأسيس لأي عمل ثقافي او إعلامي أو صحفي في طريق الابداع الذي شقه لنفسه .
كان له السبق والبداية في تأسيس جريدة الفرات في طبعتها الأولى وصدورها الأول في ثمانينات القرن الماضي.
بالتعاون مع صحفيين كثر من أبناء دير الزور وكان لهم السبق في توثيق الموروث الشعبي والتراث الديري الفراتي الأصيل في تلك الفترة ، بعد ذلك انتقل إلى العمل في صحيفة الثورة وكان له العديد من الأعمال الشعرية والنقدية والتغطيات الإعلامية.
من خلال عمله خارج القطر في الكويت كان له أعمال كثيرة من خلال عمله في قناة الصحراء وكان دائمًا له طريق خاص و طريق الإبداع والثقافة والحديث عن التاريخ والبحث المستمرار والإصرار في إيجاد هوية لكل منطقة يكون فيها عبد الناصر الحمد أيضًا عمل في مجلتي براعم الثاني ومذهلة.
روح عبد الناصر الحمد دائما تتعشق مع العمل الذي يعمل فيه وتتآلف مع المحيطين به .
عندما عاد إلى سورية وعمل القناة التربوية والفضائية وبعض المحطات ودائما كان له إضافات جديدة من خلال بصمة التي اكتسبها من الثقافة الكبيرة والبحث المستمر والإصرار على العمل وتقديم المميز والجديد في عمله.
كان له بصمات في برنامج صباح الخير على الفضائية التربوية وأيضًا العديد من الندوات الثقافية والإعداد والتقديم لمختلف النشاطات والمهرجانات الثقافية.
ثم تقدمت الشاعرة صبا بعاج بقراءات شعرية للراحل عبد الناصر الحمد من الشعر الشعبي والشعر الفصيح وقصيدة رثته بها بإلقاء ساحر ومؤثر استطاعت أن تملأ المكان باسم وحضور الراحل .. ومما قالته نقتطف:
قبل أن أرى الشاعر عبد الناصر الحمد كنت أفكر فيه على أنه ظاهرة مدهشة لم تحصل من قبل وعندما رأيته لأول مرة وبعدها وكل مرة يؤكد لي أنه ظاهرة مدهشة لا يمكن تحليل هذه الشخصية أبدًا .
كل مرة أستفيد منه كما أشعر به كأب واشعر بالفخر على أنه ابن دير الزور الحبيبة
لكني دائمًا في كل مرة أراه واستفيد منه ومن علمه.. استفيد بقصة بذكر عن أي شخصية مشهورة إن كانت سياسية أو أدبية أو تاريخية.. أستفيد منه في معادلات الرياضيات.. في ضحكة..
لم ألتقي بعبد الناصر عبثًا وحتى رحيله لم يكن عبثًا
رحل عبد الناصر الحمد ليؤكد لنا على ان الشاعر الحقيقي يضل بيننا دائمًا..
ثم قرأت قصيدة تتحدث عن أسطورة الجنيات
كان يُعتقد سابقًا انه يوجد جنيات في نهر الفرات والجنيات تأخذ في كل عام أحد الشباب ربما تعيده وربما لا.
كما تقدم الناقد الفلسطيني أحمد علي هلال بالحديث عن تجربته بالأدب الشعبي قائلاً: ” الحديث عن علاقته وتجربته في ميدان الأدب الشعبي حديث متصل وذو شجون ليس لتواتر القبض الاصطلاحي للأدب الشعبي على لسان غير دارس أو باحث و مهتم بل إن عبد الناصر الحمد ذهب للأدب الشعبي ليمثل بيئته وترجمانًا لوجد ساكنيه.
وبالتالي علاقته بالأدب الشعبي هي علاقة مدون لكن ليس مدوناً فحسب وإنما المبدع الذي يعطي هذا الأدب أصالة وهوية ولعل الأصالة والهوية هما الذان سكنا روح عبد الناصر الحمد.
علاقة عبد الناصر الحمد تتأسس على هواجس عدة.. منها نظرته للمشهد الشعبي الفراتي.. حيث نقل المصادر حيث تقل المصادر إلى درجة الندرة حول الفلوكلور الشعبي الفراتي كما لهذه على كتابة القصيدة الشعبية وعنايته بلون شعري هو المولية وهو عنوان أحد أعماله (المولية).
الأمر الذي حمله على استلهام ينابيع هذا اللون إذ يعود إلى قصته ورقائه وسيرورته ليقف على تخومها القصية في استقراء النسيج النحوي والبلاغي والواقعية والقرب من الحس الشعبي والذائقة الجمعية الشعبية.
شأن غير باحث ذهب إلى استبطان هذا الأدب ومن غير محافظة في سوريا ومنهم على سبيل المثال الباحث محمد حسن عبد المحسن الذي وضع كتابًا بعنوان الأدب الشعبي في حلب دراسة وتحليل.
هذا السياق الذي اتكلم فيه عن عبد الناصر الحمد لا بوصفه شاعر قصيدة محكية وإنما أتكلم عنه بوصفه الباحث الذي دفع في مشروع مهم جدًا لنيل درجة الماجستير تأهيل وتخصص في التراث الشعبي بإشراف الدكتور بلال عرابي.
اعتمد عبد الناصر الحمد على المنهج الوصفي التحليلي في دراسته بقسميها النظري والعملي.
ولنا أن نرى مع الباحث عبد الناصر الحمد كيف تطور فن المولية شعرًا على يد الشاعر مظفر النواب وصولًا إلى الشاعر عبد الناصر الحمد الذي صمم أداة بحث خاصة بهذا الفن باعتباره مقطوعة رباعية على وزن البحر البسيط تنتهي بياء المشددة والتاء المربوطة أو ألف ممدودة
وذلك لتمييزها عن غيرها ، وهذه الأداة تم اعتمادها بعد تحكيم مجموعة من الأساتذة المختصين وهي عبارة عن جدول يبين ماهية المولية من حيث الشكل والوزن والموضوع وسميت أداة عبد الناصر الحمد لكشف المولية ،
أخيرًا أود أن أقول لعبد الناصر الحمد الصديق الذي عرفته على عجالة لكنني فيما دوَّنَهُ عرفته أكثر
القصيدة ستكون أغنية أو نشيداً
أما الشاعر فهو الغائب لكنه الحاضر
تحية إذن للذين يحضرون غيابه.
وتناول الأديب سامر منصور بعض الخصائص الفنية لقصائد الشاعر الراحل قائلاً:
كان شاعرنا الراحل الباقي بثقافته الثرّة المتنوعة قادراً على كتابة عدة أصناف من الشعر ، كالشعر الرمزي على سبيل المثال لكن هيمنت على مؤلفاته ، القصائد التي في باب السهل الممتنع كخيار فني هو باعتقادي نابع من حبه للإنسان البسيط وتعلقه به.
كان القاؤه للقصيدة أكثر من مجرد إلقاء ٍ شعري ، فقد كان منظومة اشارية تواصلية يحكي لنا الشعر بعيونه وببسمته التي لاتغيب عن ذاكرتي … وبذات شغف لحظة ولادة القصيدة مهما كانت قديمة.
كان من اللافت قدرة الشاعر الراحل رحمه الله على تحويل مواقف وأحداث عادية مألوفة إلى دهشة وكشف أبعادها الإنسانية ومقدرته على بثنا العاطفة التي اجتاحت كيانه إثر تلك المواقف أو المشاهد أو الأحداث.. إنها الحساسية العالية التي تمتع بها الشاعر للجمال وللإنسان وللشجر وللنهر ولكافة مكونات هذا الوطن.. إن هذا التماهي مع كافة ماحوله في بيئته الاجتماعية والطبيعية تجعلني أرى كل قصائده قصائداً وطنية تثري وتعزز احساسي بالوطن الجميل وانتمائي اليه .
ولعل كثيرين وجدوا في أشعاره متنفساً عذباً لهم فكما يقول آن فرانك:
” إن أفضل علاج ٍ لأولئك الخائفين والوحيدين وغير السعداء هو أن يذهبوا إلى الخارج ، إلى مكانٍ يمكن أن يكونوا فيه بمفردهم مع الطبيعة والله والسماوات.”
إن شدة تعلقه بالإنسان جعلته لايكتفي بأنسنة الأشياء في قصائده بل أيضاً كان للإنسان حضوره إلى جانب الأنسنة كالأهل والجيران والعجائز والاطفال.. إلخ ويدخلون قلوبنا من أبواب قصائده المقنطرة بالحب.. يقول الشاعر عبد الناصر الحمد رحمه الله في كلمات أغنيته بيتنا المهجور ” ياريت ألبي باب البيت” أي أنه يريد أن يُدخل الناس من فوره إلى قلبه وقد ربط بالعبارة التالية من تلك الأغنية دقات قلبه بدقات باب بيته كمتلازمة فرح.
ان قدرة أبسط المسائل على استدعاء كل تلك الرهافة وكل تلك البلاغة و البيان الجميل التي كانت قصائده مفعمة بها تشي بحساسية عالية نفتقدها في عصر الشعراء النظامين شعراء المناسبات مروجي البروباغندات الرخيصة.
وهنا تحضرني مقولة جون كيتس : ” شعر الأرض لايموت أبداً ” .. ويحضرني أيضاً قول أينشتاين: ” يجب أن تكون مهمتنا هي تحرير أنفسنا .. من خلال توسيع دائرة التعاطف لدينا لتضمَّ كل الكائنات الحية وكل الطبيعة وجمالها “.
ورغم أن الشاعر عاش في حواضر عدة في أكثر من عشر دول إلا أن الثمانية عشر عاماً من طفولته التي عاشها في دير الزور كان لها الأثر الأكبر في أشعاره.
ثم قدمت الشاعرة أمل مناور بعض القصائد من مؤلفات الشاعر الراحل بطريقة فنية تتلوها بنبرة صوت يرثي شاعر هذه القصائد وهما (رحيل الفرح) والثانية من الشعر الشعبي بعنوان غربة:
لو سرت بيوم في أي المدن الكبرى
ورأيت غريبًا يطفح من شفتيه الشوق
وينبس وحيدًا بين الناس بلا جهة
فاعرف أنك سرت أمامي
أحمل أشواقي طفلًا
يصرخ في الحارات ويبكي
وأنا أتلفت في فزعٍ
خوف الناس أهدهده
أتصنع أحيانًا فرحي
وأفرُّ عن الناس بعيدًا
الشارع أدمن أقدامي
والأبواب تشاكسني كي أدخل منها
لكني فضلت السير بدون إياب
فأنا أتجاهل دعوتها
وأخاف دعابات الأبواب
في الغربة أشتاق كثيرًا أن أرجع طفلًا
أغفو قرب النهر وحيدًا
والغرب العاشق يهديني منه الأطياب
أن أبقى في النهر سنينًا
أسبح ألعب
أبني فوق الشاطئ قصرًا
من رمل أخترع الألعاب
وأغني أصرخ ملء فمي
وأعود إلى البيت بصمت
أتسلل أبدل أثوابي
كي تبقى أمي لا تدري
أني ماكنت أمام الباب.
ثم قدم الشاعر مروان البحري رئيس جمعية شعر زجل درع الجمعية لذوي الشاعر وقد نابت عنهم الشاعرة أماني المانع في تسلّم الدرع .
وبدوره غنى الفنان نضال المداد أغنية “عشرين عام انقضت” من كلمات الشاعر الراحل وتخلل الغناء مقطوعات من شعر الزجل لعددٍ من الشعراء أبناء محافظة دير الزور ترثي الشاعر الراحل.
ختامًا ألقى الشاعر والإعلامي علي الدندح قصيدة معبرة هزت وجدان الحضور يرثي بها الشاعر الراحل.. ومن القصيدة نقتطف:
واقطع إلى شيبة التاريخ تذكرةً
لا تدفع القلب إن النبض لا يجدي
ادفع لهم نخلة عصماء تذكرة
واحذر سيهطل منها دمعة الزهدِ
دع الفرات وقل لي الآن كيف بنا
يا ساطع الشعر مهلًا أسعف الردِّ
عهدًا سيبقى جلال الشعر بوصلة
من أول النهر حتى ملتقى الرفدِ
يا ساطع الشعر جرح العين يفرحني
إذا كتمت دموعي هددت خدي
كم انتظرناك أن تأتي على الوعدِ
فكيف أسرعت كي تمضي على الوعدِ
يا حارس الماء كيف الماء أدمعه
هذي الوجوه تنعي موجة المدِّ
وها أتيتك وحدي كلهم حضروا
مادمت لست هنا هم كلهم وحدي.