مقالات

حوار صحفي مع الدكتور عادل السيد يوسف الناقد الادبي

حوار صحفي مع الدكتور عادل السيد يوسف الناقد الادبي
الغواص الماهر

بقلم رقيه فريد

حوار صحفي مع الدكتور عادل السيد يوسف الناقد الادبي
الغواص الماهر
الغواص الماهر في عالم النقد الأدبي فهو موسوعة شاملة من الثقافة و الإبداع والمعرفة في هذا المجال وهو الاستاذ الدكتور عادل يوسف الناقد الادبي الكبير بالإذاعة والتلفزيون والصحفي المتألق
والحاصل على دكتوراه في اللغة العربية قسم الدراسات الأدبية، كلية الألسن جامعة عين شمس.
ولد الدكتور “عادل السيد يوسف” بمحافظة بور سعيد عام ١٩٧٤/٥/٦م
هو غني عن التعريف
ولكن في هذا المقال نتحدث عن هذه الشخصية من زاوية أخرى وكأننا نراه من جديد.
فهو من الشخصيات المعاصرة ولا يقل أهمية عن العظماء الذين كتب عنهم التاريخ .
” عادل يوسف ” لديه من المهارة الإبداعية ما يفوق تخيل الكاتب من البراعة في كشف النقاب عن المواطن الجمالية أو القبيحة في الأعمال الأدبية وقياسها وبيان القيمة الجمالية ها.
فهو يخرج الدر المكنون بها يغوص بين السطور وفي أعماق العمل، ويجول في خاطر الكاتب أيضاً، ويتخيل نفسه مكان الكاتب ، وتتجسد أمامه شخصيات القصة، وكأنه يراها أمام عينه، فيعيش تفاصيل الأحداث معهم، وذلك لتأثره بما يقرأ وحبه الشديد للعمل وإيمانه الكامل بمجال عمله و بالكاتب ، حتي يخرج لنا الجواهر الإبداعية مما يساعد في نجاح العمل والكاتب وهذا يكون اكبر انتصار ونجاح للناقد.
في البداية أرحب بحضرته و أشكره لتشريفي بهذا السبق الصحفي والذي أتناول فيه الحديث والكشف عن حياته والتي ظلت بعيدة عن الأنظار وعن الأضواء .
بدأ الدكتور عادل يوسف حياته من الصفر وتحدى جميع الصعوبات التي تقف أمام تحقيق حلمه فهو كان يشعر بتلك القوى داخله، ويرى أنه لا ينبغي أن يكون شخصًا عاديًا.
بدأ العمل في بداية حياته الدراسية ببعض الحرف البسيطة لفترة طويلة مما جعلته يكتسب صفات جديدة، فقد تعلم الصبر والتحمل على أصعب المواقف التي مر بها، و التي أذا صادفت شخصًا غيره لكان هدم حلمه، وغير مسيرته إلى الانحراف، بدل من الاحتراف، ولكنه دائمًا يتوجه إلى الله ويستعين به في جميع أموره وهذا هو الخيط الوحيد والنور الذي كان يمده بالقوى والدفع إلى الأمام ليكمل طريقه.
أريد أن اعرف من حضرتك ما هي أهم النقاط التحول في حياتك وكيف واجهتها…؟ وهل كانت باختيارك لها أم بتقدير الله لك؟ وما مدى تأثيرها عليك؟
نقاط التحول في حياتي كثيرة والفرق بينها كالفرق بين الألم والأمل حرف واحد ، بين الاحتراق والاحتراف حرف واحد هو نقطة التحول.
فالإنسان الذي لا يعيش نقاط التحول، ولا يمر بالمتغيرات والتموجات إنسان حياته رتيبة ،مملة، بائسة.
نقاط التحول في حياتي هي دلالة على أنني أصبحت ناضجا بما يكفي، وواعي لما يحدث لي من تغيرات ، وأنني مستعد للانتقال إلى المراحل التالية من حياتي ،و لكن كان قبل انتقالي وتحولي من مرحلة إلى أخرى كان لابد من المرور باختبارات الصبر.
و لقد مررت خلال حياتي بالعديد من نقاط التحول أذكر منها:
بين الثانوية العامة ودخولي الجامعة كانت أول نقطة تحول فارقة في حياتي القادمة ، فقد كنت في الثانوية العامة شعبة علوم كان حلمي أن أرتدي البالطو الأبيض لأكون الدكتور عادل ، أخصائي الجراحة .
كنت متفوقا في مواد العلوم واللغات إلا مادة الرياضيات كانت أكبر عقبة في حياتي لم أكن استوعبها أبدا، حصلت فيها على درجة النجاح مما تسبب في هبوط مجموعي وعدم التحاقي بكلية الطب .
ومن هنا كانت نقطة تحول جذري
التحاقي بكلية أدبية وهي كلية الألسن تحول فكري وعقلي من المنهج العلمي التجريبي إلى مناهج المواد الأدبية التي تختلف كل الاختلاف عن العلوم والطب.
وأما النقطة الثانية في حياتي كانت ما بين الجامعة والتخرج والعمل المهني كانت فهي نقطة تحول أصعب من الأولى وكل نقطة تحول كانت اشد ضراوة في حياتي من التي قبلها ، فقد تحولت من شخصية الطالب إلى شخصية الموظف المطالب بالحصول على شقة وتجهيزها ، وفرشها ومسؤولية الإنفاق على العائلة.
بدأت في العمل بحرف بسيطة حتى استطيع أن أكمل ما بدأته وكانت بالنسبة لي من أشد و أصعب مراحل حياتي عانيت سنوات كثيرة في هذا التحول الكبير.
في هذه المرحلة يكون لأي طالب عادي حق الاعتماد على من يسانده في الحياة ولكن كنت أنا المسؤول في الحياة.
وهذا كان اختبار للصبر والإيمان معًا، في هذه المرحلة، ذكرني باختبار الله تعالي لأولو العزم من الرسل سيدنا نوح عليه السلام، والذي صنع سفينة النجاة في الصحراء التي لا يوجد بها الماء مما جعل الجميع يستهزئ به ويسخر منه وينتقضه ويحبط عمله، لكنه تحمل ذلك كله وصبرَ حتى زوجته وأبنه لم يؤمن به ولكن إيمانه الشديد وثقته بالله جعلته قوي وصبر على ذلك الأمر حتى يحقق الله له النصر والنجاة.
وقد تحقق الحلم واستجاب الله لي ونجاني وحصلت على الدكتوراه
في قسم الدراسات الأدبية من كلية الألسن جامعة عين شمس.
وكانت هذه المرحلة الفاصلة من أهم نقاط التحول والتي أضافت إلى حياتي أكبر تحدي، وروح مغامرة ، وحلمي أن أكون ناقد أدبي يحلق في سماء الأبداع ، وأن أجعل من النقد الأدبي متعة ولذة لا تقل عن متعة الكتابة الأدبية نفسها، وانتقالي من العمل الوظيفي الروتيني وخروجي من هذه الشرنقة الوظيفية إلى التحليق في سماء الأدب والنقد….
وهنا اقف أمام هذه الشخصية وقفة احترام وتقدير لما تحمله ومر به دون أن يكل أو يمل ولم يعلم أحد بما مر به قبل أن يصعد إلى شاشة التلفزيون في ماسبيرو
وكان لابد لنا أن نكتشف ونكشف وننقب عن الجوهرة المكنونة والنادرة التي ظلت مخفية عن الجميع ولا يرى بريقها أحد حتى حان وقت خروجها لينعم بها الجميع فلا أبالغ فيما أقوله عنه بأنه شخصية فريدة يحمل من صفات الإنسان القوي والمخلص للعائلة والعلم والعمل تحمل الكثير والكثير لذلك لم بتركه الله فهو المدبر للأمر فهو توكل عليه والله تولى ذلك فهو نعم المولى ونعم النصير.
دكتور “عادل يوسف “يستحق أن يكتب عنه و تدرس حياته حتى نقتدى به، و يتعلم منه الكثير من أبناء هذا الجيل الصاعد، كيف يكون التحدي والصبر وكيف نطلب من الله العون لنا حتى نصل للهدف ولتحقيق الأحلام.
يقول الدكتور” عادل”
“أن الأحلام المؤجلة لا تسقط”
فهو يرى أن تأخير الأحلام لا يسقطها إذا كنتُ تسير في طريقك تسعى لتحققها.
ويذكر لنا أيضاً نقطة تحول اخري في حياته ويصف لنا شعوره حينها يقول: أتذكر أن أول نقطة تغيير كبير في مسار حياتي بعد حصولي على الدكتوراه هو يوم دخولي أول مرة مبنى الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو بصحبة الكاتبة “منى عبد اللطيف” التي جعلها الله سبحانه وتعالى سببا و تكون أول رفيقة كفاح معي في هذه المرحلة من بداية النجاح.
وبعدها تغيرت حياتي وتكرر دخولي مبنى ماسبيرو سواء مع الكاتبة “منى عبد اللطيف” أو غيرها من الأدباء والذين كان لها دور كبير في حياتي الأدبية ومنهم.
“الكاتب عمرو أنور”
” الكاتب هشام فياض “
“الكاتبة إيمان مرزوق”
” المذيعة داليا غرس الدين “
“المذيعة ناهد جنيدي”
وكانت أول جريدة أكتب فيها أول مقال نقدى لي هي جريدة” الوطن العربي” وأول وكالة نشرت بها اول مقال لي هي” وكالة mt ” الإخبارية وكانت المسئولة عن النشر بها الكتابة الصحفية ” أميرة طيرة” وبعدها توالت كتابة مقالتي في العديد من الصحف والمجلات الوراقية و الإلكترونية
لهم كل الشكر والتقدير
ثم بدأ دكتور عادل يتأقلم مع حياته الجديدة ويطورها للأفضل يسعى وراء حلمه ولا يمل أبدًا يسافر و يتناقل من مكان لأخر ومن محافظة إلي أخري يحضر ندوات ولقاءات في عالم النقد والأدب بدأ يتألق ومن هذه النقطة كان التغير كبير حيث حضر الندوات والمؤتمرات الأدبية خصوصا في الإسماعيلية كانت البداية له.
حيث صرح لنا عن ذلك بقوله:
” هذه الندوات واللقاءات أضافت وأعطت لي أمل كبير في التحول”
ومن أجمل العبارات التي قالها دكتور” عادل يوسف” إن التكوين البيولوجي للإنسان هو أيضا عبارة عن نقط تحول ، فالإنسان يولد نطفة ثم تتحول إلى علقة، ثم مضغة ، و عظام “.
هكذا كانت حياته عبارة عن نقاط تحول ومراحل انتقالية كثيرة.
يقول الله تعالى :” الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ..” صدق الله العظيم..
الأستاذ الدكتور عادل نريد أن تخبرنا عن بداية مشوارك النقدي من أين بدأت وكيف..؟

بدأت مشواري النقدي عن طريق صديق في فترة قضاء الخدمة العسكرية كان يحكي عن قصة من تأليفه ولكن بعد مرور ٢٥ سنة قام صديقي بطبع ونشر هذه القصة وطلب مني أن اقوم بعمل نقد و تقيم لها وبالفعل قمت بذلك وكان رد الفعل مبهر.
بعدها توالت الأعمال الأدبية فكانت هذه الرواية هي السبب الرئيسي في دخولي هذا المجال.
وهل كان الدعم لك من الوسط العائلي والأسرة أم من خلال الوسط الادبي..؟
للأسف الشديد في البداية دائمًا القليل الذي يكون مؤمن بك لذلك لم يكن الدعم من الأهل ولا المقربين بل كان من قلة من الأصدقاء والباقي من الجمهور في كل مكان
ما هو أفضل وقت لديك لقراءة العمل الذي تقوم بنقده وهل لك طقوس معينة عن البدء في العمل….؟
أفضل الاوقات لنقد وقراءة العمل بعد منتصف الليل في الهدوء والسكينة ولا مانع من سماع موسيقى هادئة.

هل تقبل جميع الأعمال الروائية أم لك شروط لقبول العمل أو القصة…؟

لا أقبل كل الأعمال التي تعرض علي،
بل هناك شروط، أولها: يجب أن يكون العمل يحمل رسالة للمتلقي، ولابد أن يكون له جمال يلفت النظر لأن الادب فن جمالي.
ولا أقبل أعمال تمس الدين أو التقاليد والأعراف، أو تخدش الحياء أو تضر بالوطن.
لماذا اخترت الأدب المعاصر عن غيره..؟

لأن الأدب المعاصر شديد الصلة بحياتنا وواقعنا فله دور في علاج مشاكلنا
كذلك الأديب المعاصر يستطيع الرد والنقاش فيكون النقد موضوعيا.

هل كان أمامك أحلام تراه وأنت في طريقك إلي هذا النجاح وهل تحققت..؟
حلمي كان واضح لا يغيب عن عيني أبداً وهو أن أُحلق في سماء النقد الأدبي الحديث فهذا الوضوح أعطاني فرصة ذهبية للنجاح والتفوق.

دكتور عادل حدثنا عن مفاتيح النجاح بالنسبة لك، والتي كانت تفتح أمامك الأبواب المغلقة في حياتك..؟
كان من أهم مفاتيح النجاح التي ساعدتني في تحقيق حلمي الصبر فالصبر أفضل علاج لأي مشكلة وأنك تكون مؤمن بحلمك وبذاتك.
والعزيمة والإصرار كانت شعلة نور في الظلام.
ختم الدكتور عادل يوسف حديثه “لجريدة صدي مصر الإخبارية “
قائلًا: وأخيرا أقول لكل قرائي الأعزاء ” إن نقاط التحول هي الجسور الكبرى التي لابد أن نعبر عليها ، أو هي الأمور الحتمية التي يجب أن تمر بها لكي تحقق أحلامك العظيمة، فلا تيأس ولا تستسلم لشيء”
في نهاية لقائي مع أسطورة الأدب والكفاح الدكتور عادل يوسف شكراً لك وأتمنى لك مزيد من التوفيق والنجاح

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى