جامعات وكليات

لأول مرة فى التاريخ          امتحان أولى ابتدائى طب !

لأول مرة فى التاريخ          امتحان أولى ابتدائى طب !

. لأول مرة فى التاريخ   امتحان أولى ابتدائى طب !

       وجيه الصقار 

 لم أتمالك نفسى عندما اطلعت على بدعة الوزير بتطبيق اختبار على الصفين الأول والثانى الابتدائى “بنظام فنكوش جديد ” نتيجة الفراغ العقلى والعلمى، وأطلعت على امتحان اللغة الانجليزية لأولى ابتدائى كما لو أنها لطالب بالطب فعلا، مع أنها أول سنة دراسية للمادة وأول “تيرم”، ولم يدرسها التلميذ أكثر من شهرين والذى يحتاج فترة طويلة للتعرف على حروف الإنجليزية فقط، ليتقن كل هذا المستوى اللغوى والثقافى والعقلى العالى، فلا يستطيع التعامل معها حتى طالب بالإعدادى،ففى شهرين فقط يحفظ كل هذا الكم من الكلمات التى تصعب على طالب الثانوى بعد سنين دراسة ! مع مدرس غالبا غير متخصص، لعدم تعيين مدرسين فهو مدرس جغرافيا أو فلسفة بالسنوات الثلاث الأولى، وبعد أن ثبت علميا خطأ التعليم والامتحان المباشر فى هذه السن، لعدم النمو العقلي والنفسى للطفل، فضلا عن أن الامتحانات بمستوى يستحيل أن تناسب المرحلة من حيث الفكرة والثقافة والاستيعاب ، مع القدرات السنية المحدودة جدا، وطبعا ليست هناك معامل صوتية أو لغوية لهذا الفنكوش، فى ظل عملية هدم أو تبديد لجهد التعليم، أتعجب مع كل ذلك من أن كل وزير جديد بأتى بفنكوش جديد، لا رقابة أو محاسبة،بل عشوائية تعيش عليها مقدرات البلد، لو أن الكفل تخصص فى المادة وتفرغ لها وحدها فى هذه المدة، لما وصل لمستوى حلها نهائيا، وتكفى الكلمات الكثيفة ومفرداتها المتعددة، ولو أن الطفل بهذا المستوى الخرافى لتأهل للدكتوراه فى المرحلة الابتدائية.. ناهيك عن مشكلة النطق والكتابة وثقافة اللغة المرتبطة بها ، وانعدام الإمكانات خاصة بالقرى، والاحتياج مؤكد وجبرا لدروس خصوصية، والمذاكرة ليل نهار، بما يقتل براءة الطفولة، وتجعله يكره حياته والتعليم ..أسأل هل الطفل يتقن لغة وطنه التى يعيش عليها بهذا المستوى سوى بضع كلمات، فما تعنى عقدة اللغات لدينا؟! كما لو أنها السحر والجنة المنشودة، ونهمل قيمتنا وقيمنا ولغتنا انجرافا للغة الغرب الذى مازال يحتقرنا ويفقرنا ويتآمر علينا بقتل الجنس العربى، ولا يهتز له ضمير،، ياسادة كفانا استخفافا بالأجيال، فأثبتت الدراسات العلمية أن من يدرس لغة أجنبية غير لغة بلده فى السن المبكرة يفقد وطنيته، والولاء للبلد والديانة معا، لا تنبهروا بالغرب الملعون، واحسنوا تعليم وتربية أولادكم .

أتعجب ممن وضع هذا الامتحان وبأى منطق، فهو يدل على أننا مهرجون فاقدوا الأهلية، فتجد المستوى فائق حتى لأولاد الانجليز أنفسهم بما تحمله ثقافتهم ..الخلاصة: إننا ضائعون تحت شعارات التطور الوهمى بعقلية غير علمية..والنجاح طبعا بجهد المعلم فى حل الإجابات بنفسه، ونستكمل مسيرة تخريج جيل جاهل للأسف ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى