مقالات

” طوفان الصمت ” بقلم عبدالرحمن أحمد البياع

" طوفان الصمت " بقلم عبدالرحمن أحمد البياع

” طوفان الصمت “

بقلم عبدالرحمن أحمد البياع

هنا، حيث الليل لا يعرف الرحيل، وحيث الشمس ليست أكثر من إشاعة بعيدة… يقف الإنسان بين فكيّ الغربة والخذلان، يتنفس دخان الأحلام المحترقة، ويرتشف مرارة الأيام كأنها قهوة بلا سكر، بلا دفء، بلا غد،
كم من وطنٍ صار تابوتًا؟
كم من حلمٍ صُلب على جدار الصمت؟
كم من قلبٍ تحوّل إلى حجر، لا لأنه قاسٍ، بل لأنه تعب من النزيف؟
نحن أبناء الظلّ، نعرف كيف نغرس أقدامنا في الجراح دون أن نئن، نضحك كمن يحفر قبره بيديه، ونحمل أرواحنا على أكفّنا كأنها ريشة في مهب العواصف،
أما أولئك الجالسون في أعلى القلاع، الحاكمون بالحديد والنار، السابحون في بحار الذهب والدم… فليعلموا أن الصمت ليس استسلامًا، وأن الظلام لا يعني غياب العيون، بل هو مهلة أخيرة قبل أن يهدر الطوفان، قبل أن تُكسر الأقفاص، قبل أن يتحول الصبر إلى زلزال يبتلع كل من ظنّ أنه فوق الحساب،
حينها، لن يكون للركض مهرب، ولا للأبواب حصانة، ولا للجدران أمان، لأننا حين نقف لا نعرف كيف نجلس من جديد… وحين ننطق، يكون الصوت عاصفة تهزّ الحجر والبشر معًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى