
**… يراك قلبي …
شعر/ نهى عمر / فلسطين
أتُراكَ طيباً أَمْ طبيبَ هواجسي
ويَراكَ قلبي والعيونُ تَحَرَّقُ
القلبُ طِفلٌ ليسَ يُدرِكُ ما بهِ
إذْ شاخَ جذعي والدموعُ تَلاحَقُ
أخشى انكِساري .. لا أُطيقُ مَذَلَّةً
وكَرامَتي كَنزي الوَحيدُ الأَليَقُ
شَغَفي طَموحٌ والجَحيمُ غِيابُهُ
هذي المَسافاتُ اللَئيمَةُ تُطبِقُ
يا شاعري كيفَ الهَوى أَوْدَى بِنا
قبلَ التَلاقي والنَوابِضُ خُفَّقُ
تَعِبٌ فؤادي .. بينَنا بينٌ طَغَى
روحي الشَفيفةُ بالخِداعِ تُمَزَّقُ
أُنظُر لِقاعِ القلبِ تَلقَ دُموعَهُ ..
بين الجُفونِ بَريقُهُا يتَرَقرَقُ
فارْفِق بِحِسّي مُرهَفاً مُتَألِّماً
رَبِّت على وَجَعي .. حَنانُكَ أعمَقُ
الحبُّ زادي والجَفافُ فَجيعَتي
أحيا بِنبضِكَ فالعناقُ تَلاصُقُ
هيهاتَ نَحظى باحتِضانٍ وارِفٍ
كي لا نُضامَ ويستَريحُ المُقلَقُ
فَمَتى يَرِقُّ فوادُ فاتنِ مُهجَتي ..؟
ومَتى يَعودُ لِيَ البَهاءُ الأسبَقُ ..؟
في الروحِ روحٌ يا رفيقُ، فَضُمَّها
لو طالَ نَأيٌ فالمَشاعرُ تُرهَقُ
تَبقَى الشِغافُ مع العيونِ كَليلَةً
ظَمأى الحَنايا بانتِظارِكَ تَأرَقُ
هَيّا نُتَمِّمُ بالهُيامِ عُروجَنا
همسُ العيونِ مع الأيادي أصدَقُ
سِحرٌ لُغاها إذ يَفيضُ عُذوبةً
نبضاتُنا مثلُ الفَراشِ تُحَلِّقُ.