صراع إسرائيل وإيران.. هل يقترب الشرق الأوسط من حرب شاملة؟
صراع إسرائيل وإيران.. هل يقترب الشرق الأوسط من حرب شاملة؟

صراع إسرائيل وإيران.. هل يقترب الشرق الأوسط من حرب شاملة؟
بقلم: صافي الكاشف
وسط تصاعد التوترات في المنطقة، يبرز الصراع بين إسرائيل وإيران كواحد من أخطر الملفات التي تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله. فمع كل يوم يمر، تتزايد التحذيرات من احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين، وهو ما قد يدفع المنطقة إلى أتون حرب واسعة النطاق، تزيد من معاناة شعوبها التي لم تتعاف بعد من ويلات الصراعات الماضية.
جذور الأزمة القديمة بين تل أبيب وطهران
ترجع جذور العداء بين إسرائيل وإيران إلى عقود طويلة من الصراع السياسي والعقائدي. ترى إسرائيل أن المشروع النووي الإيراني يشكل تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي، بينما تعتبر طهران أن السياسات الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة تمثل تحديًا لمصالحها وتدعم الحركات المناهضة لإسرائيل مثل حزب الله وحماس. هذا التوتر المزمن زادت حدته في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وعودة العقوبات الأمريكية المشددة على طهران.
جبهات محتملة قد تشتعل في أكثر من بلد
في حال اندلاع الحرب، فلن تكون المواجهة محصورة في الحدود الإيرانية أو الإسرائيلية فقط، بل قد تمتد إلى العديد من الساحات الساخنة بالفعل في المنطقة.
فمن جهة، تملك إيران حلفاء أقوياء في لبنان وسوريا والعراق واليمن، قادرين على فتح جبهات متعددة ضد إسرائيل في حال نشوب الحرب.
ومن جهة أخرى، قد تستفيد إسرائيل من دعم قوى إقليمية ودولية مناهضة للنفوذ الإيراني، مما يوسع دائرة المواجهة إلى صراع إقليمي واسع.
ضريبة الحرب على الشعوب والاقتصاد
لا تقتصر خطورة الحرب على الجوانب العسكرية وحدها، بل تمتد إلى الجانب الإنساني والاقتصادي بشكل بالغ الخطورة.
فاندلاع صراع كهذا سيؤدي إلى خسائر جسيمة في الأرواح والبنية التحتية، لا سيما في دول مثل لبنان وسوريا والعراق، التي تعاني بالفعل من أوضاع اقتصادية وأمنية هشة.
كما ستؤثر الحرب على أسعار النفط والغاز عالميًا، مع احتمالية تعطل الملاحة في مضيق هرمز، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي برمته، وعلى الاقتصادات العربية بشكل خاص.
الدور المرتقب للقوى العالمية
من المؤكد أن القوى الكبرى لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد. فمن جهة، ستدعم الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل عسكريًا واستخباراتيًا. ومن جهة أخرى، قد تسعى روسيا والصين إلى تعزيز علاقاتهما مع إيران، مما يزيد من تعقيد المشهد الدولي ويحول الصراع الإقليمي إلى أزمة عالمية تهدد الاستقرار الدولي.
هل يمكن تفادي الكارثة؟
ورغم كل هذه التهديدات، ما زالت هناك فرص لتجنب الحرب الشاملة عبر المساعي الدبلوماسية والوساطات الدولية، التي تحاول تهدئة التوترات وضمان عدم انزلاق المنطقة إلى حرب لا تحتملها شعوبها.
لكن تظل الحسابات السياسية الدقيقة، وردود الأفعال غير المتوقعة لأي من الطرفين، قادرة على إشعال فتيل الحرب في أي لحظة.
خاتمة
يبقى الشرق الأوسط اليوم في وضع بالغ الحساسية، وسط ترقب شعبي ودولي حذر لأي تصعيد جديد في المواجهة بين إسرائيل وإيران. وبينما تأمل الشعوب في حلول سلمية تنقذ المنطقة من مزيد من الدمار، يبقى السؤال المطروح بقوة: هل تنتصر لغة العقل والدبلوماسية أم ينفجر الصراع الكبير الذي يخشاه الجمييع