مقالات

موقف تاريخي: ملك المغرب يمُدُّ يده للجزائر.. ونبيل أبو الياسين يُطالِب بالاستجابة

موقف تاريخي: ملك المغرب يمُدُّ يده للجزائر.. ونبيل أبو الياسين يُطالِب بالاستجابة

موقف تاريخي: ملك المغرب يمُدُّ يده للجزائر.. ونبيل أبو الياسين يُطالِب بالاستجابة

 

 

 

يدٌ ممدودة من الرباط: شمعة أمل لمغربٍ عربي متجدد… فهل تلتقطها الجزائر؟

 

 

في لحظةٍ تاريخيةٍ مفعمة بالرمزية، اختار جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد، أن يخترق جداراً من الجفاء دام أربعة أعوام، ومن على أعلى منبر في المملكة، امتدت يده بحرارة نحو “الشعب الجزائري الشقيق”، داعياً إلى حوارٍ “صريح ومسؤول” لدفن خلافات الماضي، لم تكن مجرد كلمات؛ بل كانت نبض قلبٍ يذكر بوشائج الدم والدين واللغة والمصير المشترك الذي لا يُنسى. خطابٌ حوَّل ذكرى وطنية إلى منارة أملٍ لمستقبلٍ مغاربيٍّ موحد، يرفض أن تُسرق منه إرادة الشعوب.

 

نداء القصر الملكي: حوار أخوي فوق ركام الخلاف

 

بلهجةٍ تخلو من التهويل، مفعمة بالصدق، رسم الملك محمد السادس صورةً مؤثرة للعلاقة مع الجار الشرقي: الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، لم يكتفِ بالاعتراف بالأخوة بل عبَّر بوضوحٍ عن “الاستعداد لحوار صريح ومسؤول… حوار أخوي وصادق، والتأكيد على “اليد الممدودة” ليس مجرد دبلوماسية؛ إنه إعلانٌ عن إرادة سياسية وعاطفية عميقة لتجاوز “الوضع المؤسف”، نابعٌ من إيمانٍ راسخٍ بوحدة الشعوب وقدرتها على صنع المصير.

 

جذور الأزمة: قطيعةٌ أرهقت الشعبين

 

تعود الأزمة الحالية إلى أغسطس 2021، حين أعلنت الجزائر رسمياً قطع العلاقات الدبلوماسية، مُعللةً ذلك بـ”استفزازات المغرب المتكررة”، والرباط وصف القرار آنذاك بـ”الأحادي” و”غير المبرر”، رافضة المبررات “الزائفة والعبثية”، وأربع سنواتٌ من الصمت الدبلوماسي الثقيل، والحدود المغلقة، والخطاب الإعلامي المتشنج، تركت أثراً عميقاً على المواطنين البسطاء في البلدين الذين تجمعهم روابط عائلية واجتماعية واقتصادية أصيلة، تحاول السياسة طمسها.

 

الاتحاد المغاربي… حلمٌ معلق بيدَي الرباط والجزائر

 

لم يغب حلم التكامل الإقليمي عن خطاب الملك، حيث أكد تمسك المغرب “بالاتحاد المغاربي”، مشدداً بحسم: “لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر” والتصريح يأتي كردٍّ واضحٍ على تحركات جزائرية سابقة – لا تزال متعثرة – لإنشاء اتحادٍ بديلٍ يستثني المغرب وموريتانيا، والملك يضع الكرة في الملعب الجزائري: مستقبل المنطقة وازدهارها رهينٌ بالعمل المشترك بين قاطرتَيْها الكبيرتين، وليس بالتجزئة والاستقطاب.

 

التوحّد المغاربي: درعٌ ضد التفتيت الصهيوني والغربي

 

حان الوقت لطي صفحة الخلافات! فالتاريخ يُثبت أنَّ الفرقة بين الأشقاء تُغري الأعداء، ومنذ حرب الإبادة الجماعية في غزة، ظهر جلياً كيف حوَّل الغرب وإسرائيل الخلافات العربية إلى أداةٍ لـ”إضعاف الأنظمة وتفكيك الاقتصادات”، ثم يظهرون كـ”وسطاء سلام” مزيفين، ومبادرة المغرب الجريئة لخرق جدار الجفاء ليست خطوةً دبلوماسية فحسب، بل “ضربة استباقية” لمخططات التقسيم، فالقوة تكمن في “الحل العربي-العربي”، دون وصاية خارجية تزرع الألغام وتُزيّنها بأكاليل الزيتون!.

 

ملف الصحراء… الحلقة المفقودة في مسار الانفراج

 

بينما ثمن الملك الدعم الدولي المتصاعد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، خاصةً من بريطانيا والبرتغال، قدم رؤيةً مصالِحةً: إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف الإشارة الذكية تُلمح إلى استعداد المغرب لمرونةٍ في هذا الملف الشائك – العائق الأكبر أمام المصالحة مع الجزائر – شريطة أن لا تمس جوهر السيادة، وتفتح الباب لحلولٍ وسطٍ تُنهي معاناة السكان.

 

وأختم مقالي بفرحة وأقول  كفى.. ليعانق الشقيق شقيقه!

أيها القادة في الجزائر الشقيقة: إنها ساعة الحقيقة! لقد مدَّ المغرب يده بمحبةٍ وإخاءٍ من قلب القصر الملكي، معترفاً بكم شركاءً في المصير، ولم يعد للصمت والجفاء مبرر! دمٌ واحدٌ يسري في عروق الشعبين، وأرضٌ واحدةٌ لا تعرف الحدود المصطنعة، والتاريخ لن يُذكرنا ببناء الجدران، بل بقدرتنا على هدمها، والفرصة الذهبية بين أيديكم: اقبلوا الحوار المباشر والصريح، دون وسيطٍ أو أجنداتٍ خارجية، وليكن شعارنا “كفى خلافات!”.. فالشعب يريد أن يعانق أخاه، والتاجر يريد أن يعبر الحدود، والطالب يريد أن ينهل من علم جاره، والمصالحة ليست تنازلاً؛ إنها انتصارٌ لإرادة الحياة على ثقافة الموت، لتبدأ اليوم صفحةٌ جديدة، يُكتب عنوانها بأحرف من نور: المغرب العربي.. أمة واحدة لا تتجزأ!، والمستقبل ينتظر.. فهل من مُجيب؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى