عندما يذرف الشعر دمعاً

  • شعر و ادب

    عندما يذرف الشعر دمعاً

    عندما يذرف الشعر دمعاً نوار حيدر رأى الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة أنّ الشعر يأخذُ دوره، ليس بوصفه حاملاً للشكل الفنيِّ واللغويِّ الذي يُقدمه كفنٍّ أدبي رفيع، كمفهوم إرساليٍّ فحسب، بل بجوهر تَمثُّله للقيميّة وما يُمثِّله من ضمير جمعيٍّ مُكاشف وناهض بالمجتمع ، ولا يتأتّى هذا الدور إلا بمصداق وصدقيّة محموله الثقافيّ السلوكيِّ الواقف باستقراء واستشراف المُستقبل بمُعطيات الماضي والراهن، فيتعدى بذلك ذاتيّة الخاص المسلوب من نزعة إلى الخاصِّ المبدع المتضمن للعام  والمنصهر به من نزعة النحن في التزامه القيميِّ بقضايا المجتمع والوطن والإنسانيّة، فللكلمة أدباً وثقافة تأثير بالغ يستطيع من خلالها الأدباء والمثقفون، والشعراء على وجه الخصوص، استنهاضَ إرادة الحياة وشحذ الهمم لتقوم بمسؤولياتها الوطنيّة في الأزمات والمحن، والتي لا تتوقف عند الوصف الانفعالي، بل تتّجه بذهنيّة الوعيِّ المُتّقد بوجدانها الجمعيّ إلى المُساهمة في تذليل العقبات، وإيصال رسالتنا إلى المجتمع الدوليّ والإنسانيّة جمعاء، والتي من شأنها إيقاظ الضمير الإنساني تجاه بلدنا الذي كابد اثني عشر عاماً من الحرب جاء معها الزلزال المُدمّر ليزيد من نتائج الحرب القاسيّة والمُثقلة بوجعها على بلدنا، وفضح المجتمع الدولي بأذرعه المتآمرة والصامتة، والطعن باللاشرعيّة واللاقانونيّة واللاأخلاقيّة، وتعرية الجرائم الإنسانيّة التي مُورست وتُمارس بأبشع صورها على وطننا وشعبنا. إنّ إرثنا الثقافي الحصن والمرجعيّة القيميّة، والمرتكز الإنمائي لديمومة الإنتاج الفكري والإبداعي في مواجهة أحلك التحديات التي مرّت في تاريخ سورية العريق، فالأنموذج كان حاضراً في  تُراثنا الفكريّ والأدبي القديم والمعاصر الحافل بروّاد الفكر والأدب والشعر ودورهم الرياديّ في الإضطلاع بقضايا الوطن والإنسان، وجدوى أقلامهم لجهة التصدي والمجابهة والتنوير والبناء، والشواهد كثيرة على ذلك كالشاعر  سليمان العيسى، والشاعر  نزار قباني.. ومنهم من دفع حياته في سبيل ذلك كالشاعر المناضل والمقاوم كمال خير بيك.. وأمثولات عديدة غيرهم كان لهم الدور البارز في المحن والأزمات التي حاقت ببلادنا.. وما زال لمصنفاتهم أثرها الحيَّ الذي يُحاكي عضويّاً ما نمرُّ به في حاضرنا من أزمات ومُلِمَّات، مِمَّا يُشكّل دافعاً ورافعاً ورافداً لكُتّابنا وأدبائنا للإحتذاء بهم، وإثبات بصمتهم التي لم تألوا جُهداً في الانبراء الماتح من قلب المعاناة في عزيمة لم تُقوضها تداعيات الحرب طيلة اثني عشر عاماً والكارثة التي حلّت مع الزلزال المُدمّر، وستقف الإنسانيّة جمعاء أمام مرويّاتها الأدبية والشعرية، وإنجازاتها الثقافية والفكريّة توثيقاً ورؤى تنهل منها ثَرائها الإنساني الوطني المبدع بقيم الحق والخير والجمال على درب الآلام إلى حتمية النهوض السوري ومن شفيف روحه كتب الشاعر فلاحة :…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى