Uncategorized

الإعلامي الأديب جمال ظريفة : ” الثقافة مخزون الشعوب التاريخي والحضاري ونتاجهم الفكري والاعلام حامل لتلك الرسالة الراقية “.

الإعلامي الأديب جمال ظريفة : ” الثقافة مخزون الشعوب التاريخي والحضاري ونتاجهم الفكري والاعلام حامل لتلك الرسالة الراقية “.


 

حاوره سامر منصور

 

الإعلام هو رسالة إنسانية راقية قبل كل شيء, وهو ليس منفعلا مع الأحداث فقط ,بل هو فاعل وبقوة, ولا يقتصر دوره على نقل الأحداث والوقائع بل يشارك في صناعتها لكن الاختلاف يحصل هنا بين ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي وهو حاجة ملحة لكل شعب وأمة لبناء حاضرها ومستقبلها وللحفاظ على تاريخها وذاتها وتحقيق آمالها وتطلعاتها.

 

وفي مقابلة مع الصحفي جمال ظريفة أمين تحرير في الوكالة العربية السورية للأنباء سانا .. حول واقع الاعلام والعلاقة مع الثقافة والمجتمع أوضح :

 

أن الثقافة لا يمكن أن تصل إلى مبتغاها بمعزل عن الإعلام فهو الام الحاضنة لها المروج لأفكارها وقيمها الحضارية التي تحض على المتابعة وكما هي اللغة حامل الفكر فالإعلام هو الحامل الاساسي للرسائل الثقافية المراد توصيلها الى اوسع شريحة من المتلقين .

 

وتلك الأهمية للإعلام تزداد مع العزوف عن القراءة لدى اجيالنا ,فكيف يمكن أن نتصور كاتبا ما يمكن له أن يوصل أفكاره دون الإعلام بمختلف أشكاله من مكتوب أو مسموع أو مرئي ..هذا مستحيل لاسيما في الوقت الراهن مع انتشار الثورة الرقمية التي باتت المشغل الاساسي للإعلام, إضافة إلى الوسائل الكلاسيكية المعتادة من صحف وتلفزيون وراديو.

 

وحول ما إذا كان الإعلام يلعب دورا أفضل في الحياة الاجتماعية والثقافية لو سلك طريق الفرز والاستقصاء ..لفت ظريفة إلى أن التوجه العالمي للصحافة والإعلام هو الاستقصاء وإن الطريق وجدت في إعلامنا وهناك الكثير ممن سلكوه سواء إعلاميين أو وسائل إعلامية كاملة بواسطة تقارير مكتوبة أو متلفزة وهذا الأمر بات ضرورة من ضروريات العمل الإعلامي

وذلك لجذب المتلقي وشده نحو إعلامه الوطني ويتم هذا الأمر بالتعبير عن الواقع وعكس هموم الناس وآمالهم وأحلامهم وهنا لابد من الإشارة إلى أن العملية الإعلامية تتألف من وسيلة اعلامية ومتلق ورسالة اعلامية يراد ايصالها الى المتلقي وهنا تختلف الحوامل الاعلامية للرسالة فمنها ما يجد استجابة ومنها يكون الرفض حليفة .

 

وفي سؤال عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في ايصال الرسالة الثقافية ومنافستها لوسائل الاعلام التقليدية قال الصحفي ظريفة:

 

مع ازدحام وثقل أعباء الحياة وسرعة إيقاعها بدأ المتلقي استسهال الحصول على المعلومة والسرعة في الوصول إليها, إذ لا يمكنه مشاهدة التلفاز مثلا إلا في ساعات محددة نتيجة عمله أو ظروفه

وبدأ الانتقال إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت في الآونة الاخيرة بسحب البساط من تحت وسائل الاعلام الكلاسيكية المعروفة وبدأ مع عصر النت الغزو الازرق في منطقتنا أي الفيس بوك وفي مجتمعات أخرى تويتر هو المسيطر والبعض انستغرام, فيمكن أن أتابع ما أريد من خلال هاتفي النقال دون الانتظار للوصول الى وسائل الاعلام التي قد تكون بعيدة المنال لساعات

فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المسيطرة إلى حد بعيد وفي نفس الوقت لا يمكن أن ننفي أهمية التلفاز والراديو والصحف فيبقى لهم رونقا خاصا وتلك الوسائل لجات الى مواكبة العصر فكل وسيلة اعلامية لها صفحة على الفيس وتويتر وانستغرام وتبث رسائل معينة على التلغرام وبذلك ردمت الهوة التي بدأت منذ عدة سنوات مع بداية انطلاق وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام التقليدية ردمت الهوة واصبحت تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي

وهنا تكمن اهمية ما تنشره تلك الوسائل على مواقع التواصل الاجتماعي فهي تعطي المصداقية والمهنية والمسؤولية على عكس الكثير من صفحات التواصل التي تهدف الى جمع المعجبين فقط ولو بعبارات اقل ما يقال عنها ( تافهة ) فمن يبحث عن المضمون الجيد يذهب الى وسائل الاعلام التقليدية والى صفحاتها فلا مجال للمقارنة من حيث المهنية والمصداقية وحسن الصياغة واللغة الجيدة مع تلك الصفحات رغم جذبها للكثير من الجهلة وهنا استثني الصفحات الثقافية المتخصصة بالشأن الثقافي.

 

* ماهي مقومات الثقافة والإعلام وما هو الرابط بينهما؟

 

الثقافة هي مخزون الشعوب التاريخي والحضاري وهو نتاجهم الفكري وسمتهم التي يتميزون بها وهي عملية تراكمية تأتي عبر العصور وعلى المستوى الفردي هي مدى ادراك الفرد للمرحلة التي يمر بها ومخزونه المعرفي وتناوله لقضايا وطنه ومجتمعه الاخلاقية والفكرية ، ومدى تحليله وتركيبه للمعطيات التي حوله وايجاد حلول لها وتنوير من حوله بأفكار خلاقة يرتقي بها المجتمع

لذلك لا يمكن ان تكون تلك الثقافة في مكانها الصحيح دون وسائل حمل الرسائل الثقافية وايصالها الى عامة الناس فالإعلام ضرورة كبيرة للثقافة والمثقف والعلاقة وطيدة جدا لا يمكن فصلها حتى القائمين على الاعلام يجب ان تكون لديهم مدخرات فكرية وثقافية تؤهلهم لفهم المنتج الثقافية وتسويقه بطريقة يتقبلها المتلقي ويتفاعل معها وتنعه بصوابية الافكار التي يتم طرحها في مجتمع ما في فترة زمنية ومكانية معينة .

 

وبالنسبة لغياب النقد نهائيا عن الإعلام وقول البعض ان ذلك بسبب الادارات رغم توصيات وتوجيهات رئيس الجمهورية بإعلان صادق واستقصائي.. اوضح ظريفة ان النقد موجود ولا يمكن لاحد ان ينكر لكن بدرجات معينة وفي مراحل معينة فلا يمكنني ان انتقد اداء وزارة الكهرباء على سبيل المثال

وانا أعلم أن هناك حصارا جائرا يمنع عن بلدي النفط والغاز وقطع الغيار إلى آخره .قد يكون هناك تقصير في مكان ما تم تسليط الضوء عليه أكثر من مرة وأنا هنا لا أدافع عن أحد فأحد أهم مطالب الإعلام لمن هم في موقع القرار هو الشفافية وإطلاع الإعلام على كل المستجدات وهذا الأمر غير متوفر أقله إلى الآن. فعندما يظهر صاحب القرار في مؤسسة ما ويشرح للرأي العام وضع الخدمة التي يقدمها والمعوقات التي تعيق حركة تلك الخدمة يتفهم المواطن ويكون إلى جانب تلك المؤسسة لكن ما يحصل هو العكس ولا يمكن ان نلوم الاعلام في هذا وانا مع النقد لأنه مؤشر صحي مهم جدا في تطور مجتمعنا .

 

 

 

ورداً على سؤال حول انعكاس الفوضى الظالمة في الثقافة على مستوى الثقافة الوطنية مع تصوير الاعلام العكس لاسيما على صعيد الشعر قال ظريفة :

 

هنا أوافقك الراي في كثير من الجوانب وان هناك كتابات تسمى شعرا تشوه الذائقة و تشوه السمع والنظر وهي ضعيفة لغويا وتعبيريا وتحشر في انوف المتابعين بطريقة ما وتنعكس سلبا على بعض جوانب الثقافة لان تقدم أي شعب يقاس بمدى ثقافة ابنائه لكن هل يمكن للإعلام مثلا رفع سوية الكتاب

وما يسمون انفسهم شعراء لا نحن في الاعلام سنتابع المنتج الثقافي أيا كان وسنحاول اظهاره بالشكل الافضل أي تجميله بالقدر المستطاع حفاظا على سمعتنا الثقافية وان لم نكن مقتنعون بهذا الشعر لكن هنا لدور النشر وللمراكز الثقافية الدور الاكبر في كبح هذه الظاهرة من خلال منع المستشعرين اذا صح التعبير من تلويث ذائقتنا فان على سبيل المثال من المعجبين بالمتنبي واشعاره وصوره البيانية كيف لي ان اعجب بشاعرة او شاعر لا يفرق بين المبتدأ والخبر .

 

وحول رسالته للإعلامي في وضعنا وخاصة في ظل الحرب الإرهابية ختم ظريفه حديثه بالقول :

 

على الإعلامي كي ينجح ويكون له دور في بناء وطنه أن يمتلك ناصية مهنته أولا وأن يكون في صف جمهوره الذي يتابع وسيلته وما يكتب وان يكون على اعلى درجات المسؤولية في الدفاع عن وطنه وجيشه وان يعي حجم المؤامرة التي حيكت

وما تزال على هذا الوطن وان يفند المزاعم والشائعات لأنه قائد للرأي وان يلتفت الى ثقافته الشخصية لاسيما لغته.. والاعلام قدم عشرات الشهداء في سبيل اعلاء كلمة الحق واظهار الحقيقية للحرب الاجرامية على سورية ولدينا قامات ترفع لها القبعات ضحت بكل شيء من اجل الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى