
.
التابلت.. جريمة بلا عقاب !
وجيه الصقار
فاجأنى زميل فى حفل إفطار “الأهرام” أمس بالسؤال, حول ما كتبته عن التابلت من زمن، بأنه جريمة مجسمة فى التعليم، ولماذا هى مستمرة؟! قلت؛ هناك ثلاثة أسباب مرجحة أولا: لأن الشركات المصنعة لن تجد سوقا مفتوحة على مصراعيها وبجنون مثل هذه الفرصة، بمساعدة أصحاب المصالح تحت أى مسمى ولو بخراب الدولة، ولو خربوا قاع السفينة،
والاحتمال الآخر أن الاستمرار ينقذ جريمة “وزير الفنكوش” لا سامحه الله – لأن الإلغاء يلفت النظر للجريمة وتبديد نحو 50 مليار جنيه حتى الآن، بل وتدمير جيل كامل لم يتعلم بسبب تبديد جهد الطلاب فى هذا “الفنكوش”، بل إن هناك اعتراف صريح من الوزارة بأن التابلت غير مفيد فى التعليم ، بدليل قرر الوزير الحالى بعدم تسليمه فى المدارس الخاصة، أى تصريح بالامتحانات الورقية، وازدواجية التعليم، مع استمرار أصحاب المصالح فى فرض التابلت. وأذكر أن هذا أن وزير التابلت قال على الهواء: إننا أصبحنا من الدول العشر الأوائل فى التعليم بعد شهر من عمله بسبب التابلت,
وأنه “علم من بنك المعرفة وقتها أن طلاب أولى ثانوى وحدهم بعد تسلمهم التابلت حملوا “126 تيرا بايت ” من المصادر التعليمية فى 28 يوما ، (والتيرا بايت تساوى تريليون بايت) ،مع العلم بأن محتوى مكتبة الكونجرس الأمريكية توازى 10تيرا، أى أن طلاب أولى ثانوى قرأوا مايوازى 12ضعفا لمكتبة الكونجرس فى أقل من شهر،.. تضليل ونصب باسم التابلت…أما السبب الثالث هو أن الوزارة مازالت تبيع طلاب الثانوية العامة لأباطرة شركات الكتب الخاصة، وهذا مؤكد الآن لأن التابلت لا علاقة له بالتعليم الثانوى بدليل عدم استخدامه فى امتحان السنة الثالثة بل هو مضيع للوقت ويساعد على الغش فى النقل ،
فأصبح الطالب يعرف ويدرس منهج الامتحان من كتب الشارع أو المكتبات، ويشترى عن كل مادة ثلاثة أو أربعة كتب خارجية بمبالغ تصل 3 آلاف جنيه فى كل سنة دراسية وهى مصدره الوحيد للتعليم ، لتحصل هذه الشركات المهيمنة على التعليم المصرى طوال العام الدراسى على المليارات من المنهج فى عدة سلاسل إلى الاختبارات والامتحانات حتى مراجعة آخر العام، بمكاسب مهولة، والفضل لوزير الفنكوش وجريمة التابلت ومن ساعدوه للهرب بجريمته بعد أن تسبب فى تبديد نحو 50 مليار جنيه فى دولة تتسول الرغيف،
ولا تعطى المدرس حتى أجر الحصة أحيانا، بينما المبالغ الضائعة كان يمكنها حل كل مشكلات التعليم ..بتعيين مئات الآلاف من خيرة أبناء مصر الذين أضعنا شبابهم ومستقبلهم وأسرهم، والارتقاء بخدمات التعليم..أفراد وشركات نهب التعليم ومستقبل مصر من مصلحتها استمرار هذه الجريمة بمسمى التعليم التكنولوجى …ماذا نقول ؟!
( إذا كان هناك رد أو رؤية أخرى للوزارة أو مسئول أتمنى أن أتلقاها لنشرها حتى لا نظلم أحد) .. شكرا جزيلا للزميل المحترم الذى أثار الفكرة على إفطار ليلة القدر .لعل الله يستجيب..