الدين و الحياة

بداية اليوم وأثرها في حياة المسلم

بداية اليوم وأثرها في حياة المسلم

بداية اليوم وأثرها في حياة المسلم

محمود سعيدبرغش

 

تعتبر بداية اليوم من أوقات التأثير العميق في حياة المسلم، فهي بمثابة الأساس الذي يُبنى عليه اليوم كاملاً. إذا ابتدر العبد يومه بهمّ واحد وهو كيفية رضا الله والتقرب إليه، فإن ذلك له تأثير بالغ في توجيه جميع أفعاله، وتحديد مسار يومه كله. فتوجه القلب إلى الله في بداية اليوم، والنية الصافية في السير على طريق طاعته، هي خطوة عظيمة نحو تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة.

 

تأثير النية الطيبة في بداية اليوم

 

النية في بداية اليوم تُمثل نقطة الانطلاق نحو الإقبال على الله. كما قال ابن القيم رحمه الله: “إذا أصبح العبد وأمسى وليس همّه إلا الله وحده، تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمّه”. بمعنى أن العبد عندما يكرس تفكيره وهمّته في إرضاء الله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه ييسر له أموره ويفرج عنه همومه. لا يتوقف تأثير النية الطيبة على التيسير فقط، بل يمتد إلى شمول الطمأنينة على قلب المؤمن، فتتفتح له أبواب الخيرات ويقوى إيمانه.

 

التأثير الإيماني لبداية اليوم

 

تعتبر بداية اليوم أيضاً حالة إيمانية في حياة المسلم. حينما يبتكر العبد مع بداية اليوم رغبة صادقة في العبادة والتقرب إلى الله، فإن ذلك ينعكس على بقية يومه. تبدأ المعنويات في الارتفاع، ويكون لدى العبد القوة الداخلية لمواجهة التحديات المختلفة التي قد يمر بها خلال اليوم. هذه الحالة من الإقبال على الله هي التي تمد العبد بالحيوية والنشاط، وتجعله يواصل سعيه في اصلاح نفسه وأمته.

 

كما أن هذا الإقبال على الله في بداية اليوم يساعد في تحديد الأولويات. فإن التوجه إلى الله في أول ساعات اليوم يتيح للعبد التركيز على ما هو مهم وذو قيمة. يتأثر القلب بهذه البداية الطيبة، فتقوى الإرادة وتصبح الأعمال أكثر بركة.

 

أذكار الصباح والمساء وأثرها في طمأنينة القلب

 

من أعظم الوسائل التي تساعد المسلم في بداية يومه هي الأذكار الصباحية. فهي بمثابة حصن يحميه من هموم الدنيا ومتاعبها. الأذكار تُهذب القلب، وتُعين على التقرب إلى الله. ففي لحظات الصباح عندما يكثر ذكر الله، يصبح العبد أكثر استعداداً لملاقاة اليوم بحب الله ورضاه في قلبه، مما يجعل له التوفيق في خطواته.

 

الأذكار ليست فقط كلمات تُتلى، بل هي حالة روحية تعمل على ربط العبد بربه وتذكره بحقيقة الوجود. إن تذكر العبد لله في بداية يومه يجعل له شعوراً دائماً بمراقبة الله ووجوده، مما يبعث فيه السكينة.

 

 

بداية اليوم هي مفتاح صلاحه. عندما يبدأ العبد يومه بتوجيه همته نحو رضا الله، فإن هذا له تأثير عظيم في سعادته ونجاحه في الدنيا والآخرة. النية الطيبة والأذكار الصباحية تمنح العبد القوة الداخلية لمواجهة ما قد يمر به خلال يومه، وتجعله أقرب إلى الله. فليحرص المسلم على أن تكون بداية يومه مليئة بالتقرب إلى الله، والذكر، والإرادة الصادقة لتحقيق أعلى درجات الطاعة، ليجمع الله عليه شمله، ويرضي قلبه، ويوفقه في كل أمره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى