مقالات

بناء مجتمع عربي صيني ذي مستقبل مشترك عالي المستوى

بناء مجتمع عربي صيني ذي مستقبل مشترك عالي المستوى

بناء مجتمع عربي صيني ذي مستقبل مشترك عالي المستوى

بقلم … نور يانغ اعلامي صيني

يوافق هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. منذ انعقاد القمة الأولى بين الصين والدول العربية، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، وازدهر التعاون العملي في مختلف المجالات وحقق نتائج مثمرة. حظي المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد في بكين يوم الـ 30 من مايو باهتمام واسع، وسيصبح فرصة مهمة لمواصلة المضي قدمًا بروح الصداقة الصينية العربية، وتعميق التعاون الشامل بين الجانبين، وحشد القوة لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي رفيع المستوى.

وفي ديسمبرعام 2022، حضر رئيس جمهورية الصين الشعبية والقادة العرب القمة الأولى بين الصين والدول العربية، ورسموا بشكل شامل مخطط تنمية العلاقات الصينية العربية، واتفقوا على بذل كل جهد ممكن لبناء المجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك في العصر الجديد. وحتى الآن، أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية. وفي إطار منتدى التعاون الصيني العربي، تم إنشاء 19 آلية تغطي مختلف المجالات، وتم إصدار 85 وثيقة ختامية من مختلف الأنواع، والتي أصبحت نقطة انطلاق فعالة لتعزيز التعاون العملي الصيني العربي.

وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، دأبت الصين والدول العربية على دعم بعضهما البعض، حيث تلتزم الدول العربية التزامًا راسخًا بمبدأ الصين الواحدة وتدعم الصين في حماية سيادتها وسلامة أراضيها. في الـ16 من مايو، عقدت الجلسة الـ33 لمجلس رؤساء دول جامعة الدول العربية، والتزمت الدول العربية بمبدأ الصين الواحدة في قرار اجتماع المجلس.

وبالمقابل، ما فتئت الصين تدعم بقوة البلدان العربية في تعزيز استقلالها الاستراتيجي وتضامنها واعتمادها على الذات، وفي اتباع مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية، وفي جهودها الرامية إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. لقد سهلت الصين استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، الأمر الذي يفضي إلى التنمية المستقرة في الشرق الأوسط. أما فيما يتعلق بقضية فلسطين، فتؤيد الصين بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وملتزمة بإيجاد حل شامل وعادل ودائم لهذه القضية.

وعلى صعيد الاقتصاد والتجارة، تعد الصين أكبر شريك للدول العربية منذ سنوات عديدة، حيث ارتفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة قدرها حوالي 11 مرة، وتجاوز رصيد الاستثمار المباشر ثنائي الاتجاه 30 مليار دولار أمريكي. ووقعت الصين وثائق تعاون الحزام والطريق مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية، واتفقت مع استراتيجيات التنمية للعديد من الدول العربية. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع واسع النطاق، استفاد منها ما يقرب من ملياري شخص من كلا الجانبين، مما ضخ زخمًا جديدًا في تحقيق رؤاهما التنموية في الدول العربية.

وفي الوقت نفسه، اضطلعت الصين والدول العربية بأشكال متنوعة من التعاون في مجالات الصحافة والتعليم والثقافة والشباب والصحة والسينما والتلفزيون، ففي إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أنشئت آلية للتبادل الشعبي في مختلف المجالات، مثل الحوار بين الحضارات والصداقة بين الشعوب؛ تم تأسيس تحالف مراكز الفكر الصينية العربية ومركز النشر الثقافي الصيني العربي رسميًا وتشغيلهما، مما وضع الأساس للتعلم المتبادل بين الحضارتين. وقد أدرجت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتونس ودول عربية أخرى اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية الوطنية، مع أكثر من 20 معهدًا كونفوشيوس ومئات المدارس التي تقدم دورات اللغة الصينية. ترجم المشروع ونشر ما يقرب من 100 عمل كلاسيكي صيني عربي وأعمال أدبية حديثة ومعاصرة.

إن الصين والدول العربية عضوان مهمان في البلدان النامية، وقوى مهمة في المجتمع الدولي، وتتحملان المهمة التاريخية المشتركة المتمثلة في تحقيق النهضة الوطنية وتسريع البناء الوطني. إن تنمية العلاقات الصينية العربية مفيدة لشعبي الجانبين وللتنمية السلمية في الشرق الأوسط. والصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لمواصلة تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية، واغتنام هذا الاجتماع الوزاري كفرصة لتجديد الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وبذل كل جهد ممكن لبناء المجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك في العصر الجديد.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى