تركيا تدق ناقوس الخطر ونبيل أبوالياسين: نار الشرق الأوسط بوقود واشنطن
تركيا تدق ناقوس الخطر ونبيل أبوالياسين: نار الشرق الأوسط بوقود واشنطن

تركيا تدق ناقوس الخطر ونبيل أبوالياسين: نار الشرق الأوسط بوقود واشنطن
لهيب الشرق الأوسط.. صرخة أردوغان في زمن الخداع
تتراقص ألسنة اللهب في قلب الشرق الأوسط، والمشهد يتجاوز حدود الأزمات المعتادة ليلامس حافة الكارثة الشاملة، فبينما تتخبط المنطقة في دوامة من الدماء والدموع، يرتفع صوت تركي مدوٍّ، محذرًا من خطورة التجاوزات، وهجمات إسرائيل المتهورة على إيران ليست مجرد استفزاز، بل هي شرارة جديدة في خطة محكمة لإغراق المنطقة في فوضى عارمة، وإنها لحظة فارقة تفضح زيف الادعاءات وتكشف أبعاد لعبة خطيرة يديرها سياسيون لا يهتمون لأرواح الشعوب، بينما العالم يراقب بصمت يكاد يكون تواطؤًا.
غطرسة الإغراق: إسرائيل تدفع بالمنطقة نحو الهاوية
لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء، رافعةً استراتيجيتها في إغراق المنطقة بالدماء والدموع إلى مستوى غير مسبوق، خاصة في غزة التي تنزف منذ قرابة العامين، والهجمات على إيران، في هذا التوقيت الحرج الذي تزداد فيه الضغوط الدولية ضد جرائم غزة وتكثف فيه مفاوضات الملف النووي، هي دليل قاطع على عقلية متغطرسة تتجاهل القانون الدولي والأعراف الإنسانية، وإنها استراتيجية متهورة لا تسعى إلا لزعزعة الاستقرار وجر المنطقة بأكملها إلى كارثة، بينما يظل الرد الحاسم غائباً.
ترامب: شريك في الجريمة وخادع للعالم
في قلب هذه الفوضى، يبرز دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي خدع العالم بادعاءاته، بينما هو في الواقع شريك أساسي في تأجيج الصراع، وتصريحاته عن “نجاح الضربات” الإسرائيلية وتهديداته بالمزيد، مع تأكيده على دعم أمريكا غير المحدود لإسرائيل، تكشف عن استهتار سافر بأمن واستقرار المنطقة وأرواح شعوبها، وليس هذا دعماً لحليف، بل هو تواطؤ مع العقلية الإجرامية التي تسعى لإشعال الحروب لتحقيق مكاسب سياسية، متجاهلاً دعوات المجتمع الدولي للسلام وضبط النفس.
الموساد: ذراع الأشباح في عمق إيران
لم تكن الضربة الإسرائيلية مجرد هجوم عسكري تقليدي، بل عملية معقدة كشفت عن مستوى مرعب من التغلغل الاستخباراتي، وتقارير هيئة البث الإسرائيلية عن زرع عملاء الموساد لأنظمة هجومية دقيقة وقواعد مسيرات مفخخة في عمق الأراضي الإيرانية قبل الهجوم، تفضح حجم التخطيط المسبق والعمليات السرية التي تهدف إلى شل القدرات الإيرانية واغتيال القادة والعلماء، وهذا الكشف عن عمليات الموساد السرية يؤكد أن ما حدث هو عدوان مُخطط له بدقة لضرب أمن واستقرار المنطقة، وليس مجرد رد فعل.
صمت دولي وتأهب متأخر: ثمن باهظ تدفعه الشعوب
بينما تُرفع راية الانتقام الحمراء في مدينة قم الإيرانية، وتُعلن حصيلة الشهداء والمصابين، وتدوي الإدانات الخجولة من بعض الدول العربية، يبقى الصمت الدولي المهيمن مثيراً للقلق، وتحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من عواقب وخيمة على المنشآت النووية، ودعوات قطر والسعودية لوقف التجاوزات، تُقابل بتأهب متأخر من دول المنطقة كالكويت، بينما إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم، في إشارة واضحة لتوقع ردود فعل، وهذا التباطؤ الدولي يعكس تواطؤاً غير معلن مع سياسة قطّاع الطرق الإسرائيلية التي تستهدف الاستقرار العالمي والإقليمي.
الرد الإيراني: بين التهديد وواقع الانتهاك
في ظل هذه الأجواء، تتوعد إيران بـ”عقاب قاسٍ”، ويؤكد رئيسها أن البلاد ستخرج من الأزمة مرفوعة الرأس، بينما تشير بعض المصادر إلى أن الرد الحقيقي لم يأتِ بعد، والسؤال هنا: هل سيكون الرد هذه المرة بحجم التهديد، أم سيظل “ماسخاً” كما اعتادت المنطقة؟ فالهجمات التي استهدفت أحياء سكنية وشلّت دفاعات جوية، كشفت هشاشة أمنية لم تكن متوقعة، والعالم يراقب ما إذا كانت طهران ستكتفي بوعود الانتقام، أم ستقوم بخطوات عملية تعيد التوازن، أم ستظل تحت سطوة الضربات الاستباقية التي يتبجح بها العدو؟.
رؤية للخروج من الأزمة: ما البديل؟
في خضم هذا التحليل القاسي للواقع، يبرز سؤال ملحّ: كيف يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة من العنف؟ ليست التنديدات وحدها كافية، بل نحتاج إلى خارطة طريق عملية تعتمد على:
أولًا: تصعيد الضغط الشعبي الدولي: تنظيم حملات ضغط على الحكومات الغربية عبر منصات التواصل ومنظمات المجتمع المدني لكشف التناقض بين شعارات حقوق الإنسان ودعمها للانتهاكات الإسرائيلية، ودعم مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال “حركة BDS نموذجًا”.
ثانيًا: تفعيل آليات المحاسبة الدولية: رفع ملفات جرائم الحرب الإسرائيلية إلى محكمة العدل الدولية بشكل مكثف، مع توثيق الانتهاكات عبر تقارير قانونية موثقة، ومطالبة الأمم المتحدة بإنهاء حق النقض “الفيتو” الأمريكي الذي يحمي إسرائيل من المساءلة.
ثالثًا: بناء تحالفات إقليمية بديلة: تعزيز التنسيق بين الدول الرافضة للهيمنة الأمريكية “مثل تحالف تركيا-إيران-قطروغيرهم” لخلق توازن قوى يُضعف الاحتكار الغربي، ودعم مبادرات التكامل الاقتصادي والعسكري بين دول المنطقة لتقليل الاعتماد على الغرب.
رابعًا: إعلام موازٍ لكسر الاحتكار: تطوير منصات إخبارية مستقلة تُعرّي التناقضات الغربية، وتوثّق جرائم الحرب بلغة عالمية كما فعلت بعض الفضائيات مع مجازر غزة، والخلاصة: المواجهة تتطلب أكثر من الغضب؛ فهي معركة قانونية، إعلامية، وشعبية متعددة الجبهات، فهل تتحول الإدانات إلى فعلٍ يُغير المعادلة؟.
وختامًا: هل يستفيق الضمير العالمي قبل احتراق الجميع؟
إن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس صراعًا إقليميًا معزولًا، بل هو انعكاس لسياسة دولية متهورة تدفع بالعالم نحو الهاوية، دعوات أردوغان لوقف هذا الجنون، وإدانات الدول التي ترفع صوتها، يجب أن تُترجم إلى أفعيل حقيقية قبل فوات الأوان، فبينما تحترق الأراضي وتنزف الشعوب، يواصل السياسيون اللعب بالنار، غير آبهين بمستقبل الأجيال القادمة، هل سيستفيق الضمير العالمي من غفلته ويتحد لوقف هذا العدوان الذي يهدد السلم والأمن الدوليين؟ أم سنظل نشاهد بصمت حتى تُدفن كل آمال السلام تحت ركام الأكاذيب والمصالح الجشعة، ونجد أنفسنا جميعًا وقودًا لحروب لا تنتهي؟ إنها لحظة الحقيقة، والخيارات باتت مصير