مقالات

تعدد الزوجات… بين وهم الذكورة وحقيقة الإنجاز

هنا نابل بقلم: المعز غني

 

تعدد الزوجات… بين وهم الذكورة وحقيقة الإنجاز

 

منذ الأزل ، كان الزواج في حياة الرجل أحد أشكال الإستقرار أو الإستعراض … لكن عند البعض يتحول إلى ماراتون إثبات للذات ، أو إستعراض ذكوري خاوٍ من أي قيمة إنسانية حقيقية.

 

خذوا مثلًا حكاية الفنان المصري الكبير محرم فؤاد ؛ الرجل الذي قدّم بصوته روائع خالدة ، لكن حياته الشخصية كانت حافلة بزواجات متلاحقة أقرب لمسلسل درامي طويل.

تزوج في عز نجوميته من أيقونة الرقص الشرقي تحية كاريوكا ، ثم ماجدة بيضون اللبنانية ، وبعدها ميرفت أمين التي كانت بدورها أسطورة جمال وموهبة إحدى زوجات الفنان المصري الكبير حسين فهمي ، ليفترق عنها ويكمل مغامرته بالزواج من الصبوحة صباح… نعم صباح نفسها ، صاحبة الألف زيجة تقريبًا …!

 

لم يكتفِ محرم فؤاد بحوريات السينما ، بل جذبته أضواء ملكات الجمال، فتزوج جورجينا رزق التي حازت على لقب ملكة جمال الكون سنة 1971.

أي رجل قد يظن أن زواجه من “ملكة جمال الكون” هو قمة المجد … لكن لا ، لم يهدأ قلب محرم ، فترك جورجينا ليرتبط بنجمة الرقص الشعبي عايدة رياض ، ثم تركها أيضًا ليجرب حظه مع مذيعة مصرية تدعى منى هلال.

 

سلسلة زيجات لم تنتهِ عند هذا الحد ، وقلوب أحرقت ، وصور متكسرة في الذاكرة … وكلما ظننت أنه سيهدأ ويقول ” كفاية “، كان يواصل الركض خلف سراب إسمه ” الجديدة الأجمل “.

 

أما اليوم ، يقف كثير من الرجال في حياتنا مفتونين بهذه النماذج ؛ فيحلم أحدهم بالجمع بين أربع زوجات ، وهو بالكاد يقنع واحدة أنه فارس أحلامها .. ! يعيش في وهم “ أنا مثل محرم فؤاد ”، بينما إنجازاته في الحياة لا تتعدى تصفح هاتف زوجته ليلاً ونهارًا أو إشعال معارك من لا شيء ، ظنًّا منه أن الغيرة والحصار هي مظاهر الرجولة.

 

أيها الرجل الذي تشعر أنك لا تقل رجولة عن فنان الأمس: ماذا قدّمت؟ ماذا حققت؟ ما أثرُك الحقيقي في حياة الناس؟

 

تعدد الزيجات لم يكن يومًا معيارًا للفحولة ولا عنوانًا للنجاح … بل قد يكون دليلاً على فراغ داخلي وهروب مستمر من مواجهة الذات.

 

‏لعل قدوة الرجال ليس من تزوج نساء الأرض جميعًا ، بل من إستطاع إسعاد امرأة واحدة بصدق ، وبقي وفيًا لها حتى آخر أنفاسه.

 

يخرب بيت سنينك يا فنان …

علمتنا أن الأرقام في دفتر الزواج لا تصنع قيمةً لرجلٍ خالٍ من الإنجاز والوفاء.

 

وأخيرا وليس آخرا

وفي النهاية…

ليست البطولة في كثرة الزوجات ولا في التفاخر بعدد القلوب المكسورة ، بل في إنسانية الرجل التي تجعله سندًا حقيقيًا لمن إختارها قلبه.

‏فيا من تظن أن الرجولة تُقاس بأعداد النساء في حياتك ، تذكّر أن المرأة ليست محطة تتوقف عندها لتلتقط صورة ، بل روحًا تبحث عن الأمان والصدق.

‏أمضِ في حياتك لتترك أثرًا طيبًا ، لا سلسلة من الحطام العاطفي … ولتكن قدوة في الأخلاق والوفاء قبل أن تحلم بأن تكون بطلًا في قصص الحب العابرة …

وتكون زيجات جميعها فاشلة ../.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى