تفكيك كوبري السيدة عائشة وممشى سياحي ومترو وحديقة كبرى على أنقاض العشوائيات

تفكيك كوبري السيدة عائشة وممشى سياحي ومترو وحديقة كبرى على أنقاض العشوائيات
كتب: مصطفى عتمان “مصطفى عبد الرحمن”
أسابيع قليلة تفصلنا عن بدء تفكيك كوبري السيدة عائشة، في خطوة تاريخية تهدف لتحويل المنطقة إلى أحد أبرز المقاصد السياحية والثقافية في قلب القاهرة. ويُقام في محيطه ممشى سياحي عالمي يربط بين مسجد السيدة عائشة وقلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن، في مشهد معماري يليق بعراقة مساجد آل البيت والتطوير الذي شهدته مؤخرًا.
الكوبري الذي شُيّد منذ عقود سيتوقف عن الخدمة بعد إنشاء محور بديل خلف مسجد المسبح، لتفادي التكدس المروري وتحسين المشهد الحضري. إزالة الكوبري تفتح المجال أمام مشروع الممشى الذي يعيد الربط البصري والفعلي بين أبرز المعالم الإسلامية في العاصمة، وسط تصميم حضاري وإضاءة وتشجير تضيف بُعدًا جماليًا وروحيًا فريدًا.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة شاملة لإحياء القاهرة التاريخية، بدأت بإزالة أبرز بؤرها العشوائية مثل بطن البقرة وتل العقارب وعزبة بني هلال وعزبة أبو قرن، وتحويلها إلى مجتمعات حضارية راقية مثل “روضة السيدة” و”الخيالة” و”معًا”، توفر حياة كريمة لسكانها.
وفي تحول نوعي للبنية التحتية، تنفذ الدولة خطًا جديدًا لمترو الأنفاق ضمن المرحلة الرابعة، يخترق قلب القاهرة التاريخية لأول مرة، لربط المناطق الأثرية والحيوية بالشبكة الأوسع للمترو، وتيسير حركة المواطنين والزائرين بعيدًا عن الزحام المزمن.
أما أبرز ملامح هذا التحول الحضاري فهو مشروع حديقة تلال الفسطاط، الأكبر من نوعها في القاهرة، والمقامة على مساحة تتجاوز 500 فدان في موقع إزالة العشوائيات. الحديقة تطل على معالم أثرية بارزة مثل جامع عمرو بن العاص ومتحف الحضارة، وتضم مساحات خضراء وبحيرات صناعية وساحات للأنشطة ومسارات للمشي والدراجات ومناطق عرض تراثي. المشروع يُنفذ بإشراف وزارة الإسكان وبالشراكة مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ضمن رؤية شاملة لتحويل قلب القاهرة إلى متحف مفتوح يعكس مجدها التاريخي بروح عصرية.