تناقض

تناقض
الشاعر جود الدمشقي
هَلْ فِي التَّنَاقُضِ رَابِحٌ أَبْكِيهِ
جَسَدِي يُرِيدُ وَمَبْدَئِي يُشْقِيهِ
حَاوَلْتُ قَمْعَ الذَّاتِ مِنْ أَصْقَاعِهَا
حَتَّى سَمِعْتُ اللَّهَ فِي التَّأْوِيهِ
مِنْ كَبْتِ لَذَّتِهَا لَمَحْتُ بِمُقْلَتِي
نَهْدَاً يَثُورُ وَسُنَّةً تَكْويهِ
فَالنَّفْسُ إِنْ رَغَّبْتَهَا تَبْغيِ الْهَوَى
وَالنَّفْسُ إِنْ جَوَّعْتَهَا تَبْغِيهِ
أَبْكِي رَغِيفَاً ثُمَّ أُقْنِعُ غَصَّتِي
فَلْتَشْبَعِي مِنْ لِذَّةِ التَّشْبِيهِ
مَا زَالَ ظِلِّي وَاقِفَاً وَكَأَنَّهُ
فَزَّاعَةٌ مَلَّتْ مِنَ التَّمْوِيهِ
أَنَا مَنْ أَنَا مِنْ أَيِّ تَارِيخٍ هُنَا
فَمَلَامِحِي نُسِفَتْ مِنَ التَّشْوِيهِ
إِنِّي أَنَا وَأَنَا كَأَنْتِ وَإِنَّنَا
كَالنُّورِ لَنْ نَفْنَى بِمَا نُعْطِيهِ
أَمْسَيْتُ أَفْدِي لِذَّتِي وَمَذَابِحِي
كَالطِّفْلِ يَفْدِي أُمَّهُ بِأَبِيهِ
هَلْ فِي التَّنَاقُضِ رَابِحٌ أَبْكِيهِ
جَسَدِي يُرِيدُ وَمَبْدَئِي يُشْقِيهِ