Uncategorizedمقالات

خمسة صحافة بين المصداقية والإبداع لكل صحفي )

خمسة صحافة بين المصداقية والإبداع (لكل صحفي 

 بقلم. : مهاالسبع

الصحافة هي أولًا المصداقية، ثم المهنية، ثم قلم يُعبِّر عن صاحبه.
فالصحافة في جوهرها حدثٌ وقع بالفعل يُكتب ويُترجَم إلى خبر، قد يكون سياسيًا أو فنيًا أو رياضيًا أو حتى خبر حوادث. والخبر يُعَدُّ الخط الأول لكتابة التقرير الصحفي والتقارير والتحقيقات.
وهنا لا بُد للصحفي أن يلتزم بالمصداقية، فيكتب الأحداث كما هي ويترك الرأي للقارئ، حتى لا يؤثر على اتجاهاته. نعم، للصحفي الحق في إبداء آرائه الصحفية، لكن ذلك يكون فقط في التقارير والتحقيقات، وغالبًا ما يأتي في نهايتها. كما يمكنه وضع عدة أسئلة مفتوحة وتركها للقارئ، خاصةً في حالة التحقيقات التي ما زالت تثير الرأي العام أو تحيط بها بعض جوانب الغموض. وغالبًا ما يُختتم مثل هذا النوع من التحقيقات بجملة: “سنترك الأيام القليلة المقبلة لتكشف لنا ما سيحدث في هذه القضية.”
أما التقرير الصحفي فهو سرد مُلخَّص لجميع الأحداث بشكل مرتب وواضح. ثم يأتي بعده ما يُسمى التوثيق عبر جوجل، وهو من أهم العناصر في العمل الصحفي الرقمي، إذ يُسهم في تصدُّر الخبر بمحركات البحث، ما يرفع من قيمة الموقع واسم الصحفي صاحب الخبر.
وهنا يطرح الصحفيون سؤالًا مهمًا:
كيف يمكن أن نجعل خبرًا تم نشره بالفعل متصدرًا في جوجل، رغم أن السَّبق الصحفي قد انتهى؟
الإجابة ببساطة: بعد قراءة الخبر جيدًا، يمكن تحويله إلى تقرير صحفي أو تحقيق بعنوان جذاب. بهذه الطريقة نُعيد إحياء الخبر عبر جوجل.
وقد مررت بهذه التجربة بالفعل. كان هناك خبر عن سرقة فيلا الكابتن محمود الخطيب أثناء وجوده في رحلة، وبعد مرور ساعات على نشره، رغبتُ في إعادة إحيائه. فقمت بسرعة بكتابة تقرير صحفي بعنوان:
“الخطيب في نزهة.. واللصوص في الفيلا”
وبالفعل نجح التقرير في تصدُّر البحث وإعادة إحياء الحدث باسمي واسم الموقع.
ثم يأتي دور المقال، وهو مساحة مختلفة تمامًا. فالمقال يحمل موضوعًا بعينه، وقد يكون سياسيًا أو ساخرًا أو أدبيًا. وأنا أميل إلى المقالات الأدبية، فهي تحمل موضوعًا في صورة رسالة مكتوبة بطابع أدبي رشيق، بكلمات جاذبة تتسلل إلى القارئ دون أن يشعر.
المقال الأدبي، في رأيي، هو أصعب أنواع المقالات، لأنه يتطلّب من الكاتب الالتزام بالأسلوب الأدبي والرسالة معًا. والجدير بالذكر أن المقال الأدبي لا يُمكن أن يكتبه أحد دون أن يمتلك موهبة الحس الأدبي، لأنه يبدأ أولًا كإحساس داخلي، ثم يُترجم إلى كلمات تُهدى للقارئ.
وهناك قراء قادرون على معرفة كاتب المقال من أسلوبه فقط، حتى قبل أن ينظروا إلى اسمه.
وفي النهاية، تبقى هناك قواعد وقوانين ثابتة لكتابة الخبر والمقال والتقرير الصحفي والتحقيقات. والحديث عن بلاط صاحبة الجلالة – أي الصحافة – لا ينتهي.
هذا مجرد جزء من كم ولنختم بالقول: شكرًا لكل من قرأ واهتم واستفاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى