قصص قصيرة

قصة “المكلوم” بقلم نشوة أبوالوفا

قصة "المكلوم" بقلم نشوة أبوالوفا

قصة “المكلوم”
بقلم نشوة أبوالوفا
المكلوم
الجزء الثاني والختام
حضر أهل باسل واتفقوا على موعد تقديم الشبكة وعقد القران
كانت عشق تقف بالشرفة، اقترب أدهم من عشق قائلًا: عشق أريدك في أمر هام.
– تكلم.
– هنا.
– نعم هنا.
– أنا آسف على كل دمعه نزلت من عينيك بسببي، آسف على كل لحظه ضاعت في حياتي بدون أن أكون بجوارك.
قامت بادعاء اللامبالاة مع أنها تكاد تقفز فرحًا: والمهم.
– أريدك لي زوجتي.
– وأنا لا أريدك، سأتزوج بقرد ولا أتزوجك.
– كاذبة عيناكِ تفضحانك، ثم لن تجدي قردًا يحبك مثلما أحبك.
اقترب من طرف الشرفة وقال: إن لم توافقي سألقي بنفسي.
– لا يهمني.
فوقف على طرف الشرفة
بخوف عليه قالت: يا مجنون انزل.
تجمع الكل: انزل يا أدهم أيها المجنون انزل ستسقط.
– ليس قبل أن توافق عشق على الزواج مني.
قالت باكية: أوفق، انزل أرجوك.
قال منتهزًا الفرصة: سنعقد القران مع باسل وشيما.
– موافقة، انزل.
فنزل؛ فضربته على صدره: لا تفعلها مرة أخرى يا فاقد العقل.
فهمس لها: أحبك.
خجلت وتركته.
كانت السعادة ترفرف على المنزل وتجري التحضيرات على قدم وساق
في يوم عقد القران…
ارتديت أنا وعشق فستانين متماثلين في اللون والتصميم بسيطان بدون بهرجة، كان لونهما نبيتي.
بعد عقد القران جاء أدهم وباسل إلى حيث كنا نجلس
دخلا يتصنعان عدم الرؤية ويقولان: أين أنت يا زوجتي؟
قلنا أنا وعشق (ممسكتان بأيديهما): أنا هنا يا سلامه.
ليضحك أدهم وباسل: سلامه من؟
لنضحك نحن أيضًا: وهل نترككما تمثلان وحدكما؟
وانفجر الكل ضحكًا
خرجنا سويًا للاحتفال وذهبنا لمكان مولد حبي بئر مسعود
كان يومًا غاية في الروعة انتهى وعدنا للمنزل.
أكملنا سهرتنا نتحدث في الهاتف حتى الصباح، استيقظنا متأخرين بالطبع.
في أثناء نزول عشق لشقه الجد، قابلت أدهم على السلم
فقلت: سأسبقكما أنا لكيلا أكون عزولًا (وتركتهما على السلم)
قال أدهم ممسكًا بيد عشق مقبلُا ليدها ناظرًا في عينيها: هل هناك صباح أجمل من هذا الصباح يا مليكة القلب والروح؟
تورد وجه عشق: رؤيتك هي صباحي.
ليقترب منها ويضمها إليه، كان قلبها يتسارع بالنبض حتى أن أدهم سمعه، كان
صدرها يعلو ويهبط متسارع الأنفاس فابتعد أدهم
ابتسم أدهم وما زال ممسكًا بيدها: اهدئي، أحس أنك ستصابين بنوبة قلبية.
تلعثمت قائلة: أنا أنا…
ضمها إليه مرة أخرى مقبلًا إياها، لم تتحمل عشق وسقطت بين يديه مغشيًا عليها.
أخذ يربت على خدها، فتحت عشق عيناها فاحتضنها أدهم قائلًا: أفزعتني يا حبيبتي كل هذا من قبلة بريئة.
قالت مستنكرة بصوت خافت: بريئة!
هنا نادت القوة الثلاثية في نفس واحد عليهما: هيا، الإفطار جاهز.
قال ناظرًا في عيني عشق وهي ما زالت بين ذراعيه: بالنسبة لي لقد أفطرت.
تماسكت عشق ووقفت معتدلة وقالت: أنا جائعة.
تركته ونزلت مسرعة وجهها بالطبع كان ما زال أحمرًا ولاحظت الجدة ذلك، فقالت مبتسمة: ما بك لماذا أنت محمرة الوجه هكذا؟
رأت الجدة أدهم داخلًا ورائها
فقالت: عرفت الآن.
وأمسكت بأذن أدهم: اصبر قليلًا.
فقال: وهل أستطيع الصبر على هذا الشهد.
لتضربه على رأسه قائلة: تأدب أيها العاشق.
وانفجر الكل في الضحك فقد كن يتابعن الموقف.
مرت علينا أيام جميلة هادئة يغلفها الحب والجو الأسري، لكن الأيام تأتي بما لا نتوقع، في أحد الايام بينما والدا باسل قادمان ليسهرا معنا سهرة عائلية كالعادة إذ بسائق في غير وعيه يصطدم بالسيارة، ليتوفيا في الحال، كانت الصدمة شديدة الوقع على الكل فلقد كانوا من خيره الناس وأطيبهم سيرة، ولم نر منهم أو نسمع عنهم سوى كل الخير، بعد مراسم العزاء أصر الجد أن يظل باسل مقيمًا معنا، فهو وحيد لا أحد له بعد وفاة والديه، لم يكونوا ليتركوه وحيدًا يقاسي مرارة الفقد.
وبعد عدة أيام تم الاتفاق على أن نتزوج أنا وباسل في الشقة المخصصة لي بالدور الخامس، لكيلا نقيم بعيدًا عن العائلة.
كان سكن أدهم في الدور الرابع بالمنزل.
تم الزفاف بسيطًا، عائليًا، في أجواء هادئة احترامًا لذكرى والدي باسل، صدحت طيور الغرام تتوج اتحاد قلوبنا التي أضناها العشق، وأنهكها البعد، سبحنا في بحار الحب برباط مقدس.
بعد شهران اكتشفنا حملنا كانت فرحة لا مثيل لها، وجهزت كل منا احتفالًا بالشموع لزوجها الحبيب.
باسل كاد أن يطير من الفرحة بعد أن أخبرته، وأمضينا فتره بعد العشاء في أحضان بعضنا أمام التلفاز.
أدهم كان في قمة سعادته بالطبع وأصر أن ينزل مع عشق للتنزه على البحر، أسرت إليه عشق بأنها كانت مرهقه قليلًا وقلبها منقبض، لكن أدهم أصر أن تنزل معه للسير.
سارا سويًا يده تعانق يدها على الكورنيش، لم يلاحظا أنهما ابتعدا عن العمران ودخلا منطقه هادئة، لسوء حظهما كانت هناك مجموعة من الشباب السكارى موجودة على الجانب الآخر ورأوهم
ليصيح أحدهم: انظروا لهذه الفاتنة.
نظروا جميعـًا لعشق وأطلقوا صفيرًا
سمع أدهم الصفير وأحس بالخطر، فأمسك يد عشق التي ارتعبت بقوة، بعد أن لاحظت أنهما في منطقة نائية، وسارا بسرعة في اتجاه العمران
لكن الفتية لحقوا بهم وهم ينادون على أدهم: أيها الرجل انتظر.
أسرع أدهم يخرج هاتفه المحمول واتصل بباسل.
تعجب باسل من اتصال أدهم متأخرًا هكذا فرد عليه، ليأتيه صوت أدهم
مضطربًا: بسرعه يا باسل، نحن في منطقه ميامي، مكان خارج العمران، أسرع إنهم يلاحقوننا.
لم يكمل أدهم فقد أمسكه أحد الفتية من يده وقد وصل الحديث لمسامع باسل وهو
يركض على السلم، قال ذلك الذي أمسك بأدهم: إلى أين يا رجل لا تتعجل هكذا؟ سنعطيك فيها ما تطلبه إنها حقًا تستحق كل جنيه سندفعه، هل يكفيك خمسمائة جنيه.
صاح أدهم: هل جننت؟ ابتعد من أمامنا.
ليرد الفتى: جننت بجمالها، حسنًا سأعطيك ألف إنها تستحق.
صفعه أدهم بقوة، فأمسكه ثلاثة منهم وأمسك اثنان عشق وهي تصرخ فوضع أحدهم يده على فمها لإسكاتها.
وقال أحد الممسكين بأدهم: إذن سنأخذها وبدون مقابل.
صرخ أدهم محاولًا التملص منهم: أيها الأوغاد إنها زوجتي لن تأخذوها إلا على جثتي.
لتأتيه الإجابة على هيئة طعنة بالسلاح الأبيض في صدره.
حاول جاهدًا رغم إصابته أن يدافع عن عشق ويخلصها من أيديهم، ضربهم وأوجعهم، وهم أيضًا أوجعوه وضربوه كثيرًا لكن عددهم كان يفوقه.
ليخرج أحدهم مسدسه منهيًا ذلك القتال وأصابه في قدمه.
وأخذوا عشق وهربوا بها إلى سيارتهم، حاول التقاط أرقام لوحة السيارة وحفظ شكلها جيدًا قبل أن يسقط مغشيًا عليه.
وصل باسل ليجد أدهم ملقى على الطريق، غارق في دمائه، أخذ باسل يصرخ مناديًا على عشق لكن ما من مجيب.
في المستشفى كانت حاله أدهم خطرة، فالطعنة كانت قريبه من القلب، والرصاصة مزقت شريانًا في قدمه.
الكل كان في حاله فزع أين عشق؟
كانت نسرين تبكي صارخة: أريد ابنتي، أين ابنتي؟
بينما كانت لبنى تدعو: سترك يا الله، نجي ولدي يا الله، احفظ عشق.
وقضينا الليلة أمام غرفه أدهم، لا حول لنا ولا قوة، لا نملك إلا الدعاء لأدهم بالنجاة وأن نجد عشق سالمة.
حضرت الشرطة، لا معلومات بالطبع فصاحب المعلومات مغشي عليه بين الحياة والموت، أخبرهم باسل باتصال أدهم به واستنجاده به من مجموعه شباب، بدأت الشرطة البحث في المنطقة التي طعن بها أدهم لكن لم تجد شيئًا.
أما عشق فقد اختطفها الأوغاد في سيارة أحدهم وانطلقوا بها بعيدًا لشاليه في منطقه نائية، فبعد أن أدخلوها السيارة خدروها بمخدر كانوا يحملونه معهم.
أفاقت عشق صارخة تبحث عن قرين روحها، ليخبروها أنه قد مات، وأنها لهم ولن يتركوها أبدًا، قبل أن يستمتعوا بها ومعها، وخيروها أن يكون ذلك برضها، لكن صرخاتها وركلاتها لهم وبصقها عليهم كان أبلغ رد.
توسلت لهم أن يتركوها فهي حامل، لم يشفع ذلك لها، صفعة قوية من زعيمهم أسكتتها حين فقدت وعيها.
ليقوموا بالاتفاق فيم بينهم أن يستمتع بها شادي زعيمهم أولًا في يوم خاص به، ويتشارك كريم ووائل باليوم الثاني، واليوم الثالث من نصيب هاني وتامر، فالفتاة تبدو رقيقة، وهي معهم لن يتركوها.
طلب منهم شادي مشاهدته وتعلم كيفية معاملة الجميلات منه، وما أن اقترب منها محاولًا تقبيلها إلا وقد أفاقت، وخدشت وجهه بأظافرها، وأخذت تضربه محاولة التخلص منه، فما كان منه إلا أن ساعده الباقون في تثبيتها، لينال منها مبتغاه، لم يستطيعوا الصبر كما اتفقوا وتنابوا عليها، ينتهكون روحها قبل جسدها، لم يرحموا صراخها ولا توسلاتها، كانت تسقط في نوبات إغماء وتفيق، لم يتركوها أبدًا لقد استنزفوها استنزافًا بسبب ذلك المخدر الجديد الذي كانوا يتعاطونه، ماتت عشق، لفظت أنفاسها الطاهرة تحت وطأة خستهم، تيقنوا من موتها، لكن جمالها ما زال يعميهم، وذلك المخدر ما زال ينتشيهم، فعمدوا لانتهاكها مرة أخرى، حتى وهي جثة هامدة، دنسوها.
أفاق أدهم صارخًا باسمها
جاءت الشرطة أخذو أرقام السيارة ووصفها، ووصف لهم أوصاف المختطفين،
انطلق رجال الشرطة ليبحثوا وعمموا الأوصاف على باقي الأقسام.
أحد رجال الشرطة، الصول علاء شحاته الذي كان مرتشيًا ومن رجال شادي ابن رجل الأعمال أبو عزام تعرف أوصاف السيارة وعرف أن شادي المقصود فاتصل به وأبلغه بما كان، وطمأنه إنه سيعد محضرًا بسرقة السيارة بتاريخ قديم، ونبه عليهم بأن يلقوا الفتاة في مكان مهجور وأن يهددوها أنهم سيقتلون أهلها إن فتحت فمها وتكلمت، طمأنه شادي بأنها لن تتكلم، فلقد ماتت، فأخبره أين يلقيها ويتخلص من جثتها، وكيف يتخلص وأصدقاؤه من آثارهم عليها.
أغلق شادي مع علاء وتوجه لشياطينه، فعلوا ما أمرهم به علاء، وألقوها في المكان الذي أخبرهم به.
في الصباح وجد أحد السائرين الجثة وأبلغ الشرطة.
وقع الخبر على رأس أدهم والعائلة كالصاعقة، الجد والجدة لم يتحملا الصدمة، مات الجد من فوره، وسقطت الجدة ليتم نقلها للعناية المشددة.
أما نحن النساء أنا وأمي وخالتي فأصبنا بانهيار عصبي حاد، تماسك والدي، عمي
وباسل من أجل الجميع، تحامل أدهم على نفسه وصمم أن يتعرف هو على جثة عشق.
طلب منهم أن يتركوه وحده، كشف عن وجهها وقبلها من جبينها قائلًا: لا أسف سيعيدك إليّ يا حبه القلب، لا عذر لدي لأتركك لهم.
ووضع يده على بطنها: أنت يا طفلي الذي لم يولد، هذه قبلتك الوحيدة مني.
وقبل بطنها
ووضع يده على قلب عشق وقال: أقسم بالذي زرع الحب في قلبينا أن أنتقم لك من هؤلاء الأوغاد، قسمًا برب السماء يا صغيرتي لن أهدأ ولن أذرف الدمع، ولن أسمح لجسدي أن يذوق للراحة طعمًا قبل أن أثأر لك ولفقيدي الصغير.
دفن الرجال الجد، انتهى تشريح جثة عشق، وطبعت النتائج كما أراد شادي ورفاقه بلا أي دليل يثبت تورطهم، لقد تحدثت سطوة المال، وتغلب الفساد على أي ضمير.
تم التصريح بدفن الجثة، دفن أدهم قلبه معها، دفن حبه، دفن حياته، لم يقم عزاء ولم يقبل بتقبل العزاء، ذهب مستندًا على عكازه ليتابع ما وصلت إليه الشرطة، فلقد علم أنهم أمسكوا بهم طبقًا للأوصاف التي أدلى بها.
وهناك قابله الصول علاء شحاته، ليعلمه بأن تقرير الطب الشرعي لا يربط أبدًا بينهم وبين جثة زوجته، وبأنهم أحضروا شهود كانوا معهم وقت وقوع الخطف،
وأفهمه بكل صراحة أنه لن يستطيع أن يثبت شيئًا، ولن يناله سوى العداوة التي ستصبح بينه وبينهم وبأن مراكزهم في الدولة كبيرة، وهدده بأنه ما زال لديه أمه وأخته ويجب عليه أن يخشى من وقوع سوء لهما.
تم إخلاء سبيل المتهمين، تأكد أدهم أنه لا سبيل لأخذ ثأر زوجته وولده إلا بقانونه هو، ولكن أخذ الحق حرفه، ومن يفعل لا يقول سأفعل.
الكل كان مصدومًا، محتقنًا، حزينًا، خائفًا.
وكأن تلك النوازل لم تكن كافية لتفيض روح الجدة أيضًا لبارئها.
ذهبنا لدفنها في المقابر وهناك أقسم أدهم ومعه باسل على أخذ حق عشق، قال
أدهم أمام قبر عشق: أنا المكلوم في قلبي وفي ولدي، أنا الميت الحي، أقسم بالذي تركني حيًا أن هذا القلب سينتقم وسيكون انتقامي شديدًا وسأجعلهم يتذوقون العذاب جزاء ما فعلوه بك يا عشقي.
قام أدهم بتصفية أعمال الجد وشركته، وقرروا جميعًا السفر لإيطاليا، فسيعمل أدهم وباسل هناك في مستشفى سيد ناصر الاستثماري في فرعها بإيطاليا،
وصحبنا معه، اشترينا بيتًا كبيرًا هناك ليسعنا جميعًا، مرت أيام حملي وأنجبت ولدًا أسماه أدهم “مهند” أي السيف الرقيق الحاد.
أدهم وباسل لم يكونا ليتركا حق عشق يضيع، لكنهما أيضًا لم يكونا ليخسرا أحدًا آخر يكفينا ما خسرناه، لقد أوهموا الجميع أنهم رضخوا لطغيان وتزوير شادي أبو عزام وتركوا البلد بأكملها.
لكن عيونهم كانت على شادي وشياطينه.
كان أدهم أو باسل بالتناوب يعودان لمصر في مهمات للمستشفى ويجمعان المعلومات عن شادي ورفاقه، عام كامل يجمعان كل ما يستطيعان عنهم وليتأكد الجميع أنهم لن يفكرا في الانتقام.
قررا أن يظفرا بهم كل على حده، تواصل أدهم مع تامر على الفيس بوك على أنه فتاه وعاش معه قصه حب وكان يرفض أن يحدثه في الهاتف بحجة أن أهله محافظين ولكنه أرسل له صورة فتاة فاتنة، وبعد أن استبد به الشوق اتفق معه أنه سيلاقيه ويحضر معه ابنه عمه، وطلب منه أن يحضر معه أحد اصدقائه ليجلس كل اثنان سويًا.
أخد أدهم وباسل أجازة بحجه الذهاب معنا لمنتجع سياحي لكنهما نزلا مصر سرًا في أحد المراكب.
وأكملا خطتهما مع تامر، في ذلك اليوم أعدا العدة لكل شيء، أرسل أدهم لتامر أنه سيقابله مع ابنه عمه واتفقا على مكان اللقاء، ثم قام باسل بالدخول لحساب تامر
ومسح الرسائل المتبادلة فيما بينهما.
في المساء ارتدى أدهم وباسل ملابس نسائية ونقاب، وذهبا للمكان الذي سيقلهما منه تامر كما اتفق.
جاء تامر مصطحبًا معه هاني، فقد كان أقربهم له.
ركب أدهم وباسل السيارة ولم يعطيا لتامر أو هاني فرصه، خدروهما وقادا بهما لمكان في الطريق الصحراوي، وعندما أفاقا عرف منهم أدهم ما فعلوه بعشق بالتفصيل وعلم أن اسمه كان آخر ما نطقته.
ظل يضربهم إلى أن خارت قواه، وحقنهما بعقار يجعلهما يشعران بكل شيء ولكنهما لا يستطيعان الحراك، وقطع باسل لهما شرايين يديهما وتركاهما في الصحراء ينزفان فريسه لضواريها وغادرا في عربة أعداها مسبقًا.
عادا لإيطاليا سرًا، استقبلناهم بالترحاب.
اقترب أدهم من خالتي نسرين: اطمئني خالتي اليوم بداية الثأر لن أهدأ حتى أنتقم من الجميع.
اكتشفت الشرطة الجثتان ولم يستدل على الفاعل.
بعد أن هدأت الأمور، نزل أدهم وباسل سرًا هذه المرة لينالا من وائل وكريم
حدثاهما في الهاتف أن لديهما الدليل أن من قتل هاني وتامر هو شادي وأنه يخطط أيضًا لقتلهما واتفقا على لقاءهما في يخت بالميناء.
صعد كريم ووائل على اليخت المقصود، فخدرهما أدهم وباسل وجرداهما من ملابسهما وقام أدهم بتكسير كل عظمه في جسديهما، حرفيا لقد سحقهما بكل ما في الكلمة من معنى، كما سحقا روح عشقه، ترك وجههما فقط ليستدل عليهما بسهوله وألقاهما على رمال شاطئ مهجور.
وغادرا لإيطاليا كما جاءا.
بدأت الحياة والبهجة تعود لعائلتنا المنكوبة، لم يبق سوى رأس الأفعى ذلك المأفون شادي.
عجزت الشرطة عن الوصول لقاتل وائل وكريم ولم يشك أحد في أدهم فضحايا هؤلاء الأوغاد كثيرون والكل فرح بمقتلهما،
كان شادي حذرًا في تلك الفترة خائفًا، انتظر أدهم حتى بدأ حذر شادي ينتهي وعاد لروتين حياته السابق وسكره وعربدته، راقباه مراقبة كثيفة حتى يتحينا فرصة للقبض عليه وحيدًا، لتأتيهم الفرصة سانحة، كان برفقة بعض من السكارى وتركهم ونزل على الرمال بعيدًا عنهم ليقضي حاجته، فأمسكاه وانطلقا به بعيدًا بدون أن يراهم أحد، وضعاه في مخزن مهجور بالميناء في منطقة مهجورة، قيداه عاريًا.
واستدرج أدهم الصول علاء هو الآخر.
وقيده بجوار شادي، وسكب عليهما البنزين وأحرقهما.
أدهم أعد العدة لكل شيء، كتب خطابًا اعترف فيه بكل ما فعله، وبتحمله مسؤولية انتقامه بمفرده وأن لا أحد عاونه فيه وبانتقامه كاملًا، وأخبر الشرطة أنه سيكون متواجدًا أمام قبر عشق، وتدبر أمر من سيسلم الخطاب للمأمور.
ذهبا لقبر عشق، ركع أدهم أمام قبر عشق وانفجر في البكاء والصراخ وعندما هدأ وضع يده على قبرها وقال:
– أنا المكلوم في قلبي وفي جسدي، اليوم أكتمل انتقامي لأجلك يا عشقي أنت وفلذة كبدي الذي لم أره، اليوم تهدأ نيران انتقامي لكن نيران شوقي لك لن تهدأ أبدًا.
وصمت للأبد
كأن الله أمهله حتى يأخذ حق عشق، كان قلبه يصمد حتى ينتقم واليوم حقق المراد وكف القلب العاشق عن النبض.
تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى