Uncategorized

كلمة سفير إيران بالقاهرة في الذكرى ال44 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران

كلمة سفير إيران بالقاهرة في الذكرى ال44 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران

كلمة سفير إيران بالقاهرة في الذكرى ال44 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران

كتبت . د نعيمه ابو مصطفى

بمناسبة الذكرى ٤٤ للثورة الايرانيه احتفلت سفارة إيران بالقاهرة بهذه المناسبه وهذا نص كلمة السفير الايراني بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم
أصحاب السعادة، السفراء ورؤساء البعثات المحترمين، الحضور الكريم أرحب بكم وأشكركم على تلبية الدعوة.

تمرُ علينا اليوم الذكرى الرابعةُ والأربعون لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني -قُدس سره-، هذه الثورة التي أشعلها الشعبُ الإيراني الذي أراد لوطنه الحرية والاستقلال وإرادة اتخاذ القرار. إن نيل الشعب الإيراني لحريته عام 1979 بقيام الثورة الإسلامية قد أدَّى إلى فرض عقوبات جَمّةً عليه لإثنائِه عن قرار الاستقلال عن التّبعية، إلا أن شعبَنا وطوال الأربعة عقود الماضية صمد وقاوم، وبالرغم من كل تلك العقوبات التي فُرضت عليه، إلا أنه بدأ بالاعتماد على الذات واهتم بالتطور العلمي والتكنولوجي حتى أصبح للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدوْر البارز إقليمياً ودولياً ويَظهرُ ذلك بما أنجزته من من نجاحات على كافة الأصعدة، فالإبداع دائمًا يَخرُج من رَحِمِ المُعَانَاة، فعلى سبيل المثال لا الحصر أصبحت إيران في المركز الرابع عالميًا في تقنية النانو، والأولى إقليميًا والثالثة عشرة عالميًا في مجال الخلايا الجذعية والثامنة عشرة في إنتاج السيارات والأولى إقليميًا والخامسة عشرة عالميًا في الإنتاج العلمي، ومؤخرًا نجحت إيران في تثبيت أول قمر صناعي في مداره.
تضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية صوب أعينها إقامة علاقات متوازنة وَوِدِّية مع جميع دول العالم، وعلاقات أُخوية مع دول العالم الإسلامي والدول العربية، وفي سبيل هذا المسعى تَبْذُل الدبلوماسيةُ الإيرانية قصارى جهدها لتقريب وجهات النظر وتُبادر بمد يد الصداقة والتعاون والشراكة على جميع الأصعدة وخاصة في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبما أننا واقفون هنا في قلب العاصمة المصرية القاهرة، يجب أن نلقي الضوء أيضًا على حرب مصر ضد الإرهاب ودأبها على التخلص من كل أَذْرُعِه، وحينما نتحدث عن العلاقات بين إيران ومصر علينا أن نُشير إلى مدى عمق تلك العلاقات وتقاربها والمودة التي تربط الشعبين والشراكة بين البلدين على مدى العصور في العالم القديم والحديث. فلدينا الكثير من المُشْتَرَكَات ومواقفنا من القضايا الدولية والإقليمية قد تصل إلى حد التطابق. ولن يسعنا هذا الموقف لسرد مدى أَصالة العلاقات الثنائية الضاربة في عمق التاريخ وذات الطبيعة الخاصة ولكن كلانا يسعى إلى إنهاء الصراعات ووقف الحروب بشتى أنواعها ويَتَجَلَّى هذا التنسيق والتعاون في القضية الفلسطينية على سبيل المثال لا الحصر، وكل ذلك في إطار الاحترام والود المُتبادَلين. لا ننسى أيضًا الدور الذي تلعبه إيران ومصر في قضايا أخرى تهم العالم أجمع مثل قضية المناخ، وشهدنا نهاية العام الماضي استضافة مصر لمؤتمر المناخ بأفضل ما يكون؛ وقد شاركت إيران تلبية لدعوة مصر الشقيقة بوفد رفيع المستوى من منطلق حرص إيران على القضايا المتعلقة بالمناخ ووقف التلوث البيئي والتحول نحو الطاقة الخضراء بمختلف أنواعها، وكذلك الاستضافة المشرفة لمؤتمر الدول المُصدرة للغاز وقد شاركت فيه إيران أيضًا وتم التأكيد في مُخْرَجات المؤتمر على ضرورة التحول نحو عالم يستخدم الطاقة النظيفة ووقف الانبعاثات الكربونية وقُدِّمَت الكثير من الحلول العَمَلِية من أجل ذلك.

أما فيما يخص القضية الفلسطينية فإن الجمهورية الإسلامية لا ولن نَعْترف بالكيان الصهيوني ودولته المزعومة، كما نرى أن التطبيع مع النظام الصهيوني لا يَصُب في مصلحة الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال وهو ما يقوله الفلسطينيون بالفعل، بل إن التطبيع يَخْدِمُ مصالح الكيان الصهيوني ويَحْرِمُ الشعبَ الفلسطيني الحق في الحياة والحق في إقامة دولته والحق في تقرير مصيره وتحرير المسجد الأقصى. وقد قَدَّمت الجمهورية الإسلامية بالفعل حلًا إلى الأمم المتحدة وتم تسجيله ضمن الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية بعمل استفتاء على تقرير المصير للسكان الأصليين بِشَتَّى أطيافهم، كما أن دعم الجمهورية الإسلامية لكفاح ومقاومة الشعب الفلسطيني ليس فقط نابعًا من عقيدتها وتوجهاتها، بل أن المقاومة حق مشروع كَفَله منشور وقرارات الأمم المتحدة للشعوب في مقاومة الاحتلال.

الضيوف الأحباء الكرام، إن من أهم أسباب السلام في العالم هي احترام الآخر واحترام مُعْتقداته وكفالة حق التعبير للجميع ولكن ما شهدناه مؤخراً مِن تطاول البعض على الإسلام وعلى نبينا الأكرم (ص) وحرق المصحف الشريف لا يدل إلا على مدى جهل هؤلاء بديننا الحنيف ونبينا الكريم ومدى فداحة ازدواجية قيمهم المزعومة حيث تُكال الاتهامات للمسلمين لِمُجرَّد التعبير عن آرائهم فيما يخص بعض القضايا الجدلية، فمن العجب، أن تعتبر إهانة الأديان حرية تعبير!

إن مثل هذه الأفاعيل وتبريرها لا يؤدي في النهاية إلا لحدوث خلافات وعداوات دينية وطائفية ونحن نرفض ذلك شكلًا وموضوعًا ونشجبه. إن عالمنا اليوم في أَمَسِّ الحاجة لنبذ الخلافات وترك الحروب والتناحر، وما نحتاجه هو التعاضد والتكاتف للخروج من الأزمات الحالية، فلقد عايشنا جميعًا الأزمات التي خلّفَتْهَا جائحة كورونا ولم نَكَد نَتَعافى منها إلا ودخلنا في مَخَاض حرب عالمية ثالثة أَطَلَّت هي الأخرى بظلالها وأثرت على الوضع الاقتصادي للعالم، والحروب ليست أقل من الفيروسات في تهديد البشرية، وعلينا التكاتف والعمل معاً لوقفة عقلانية للتخلّص من أسبابها، ومن الضروري أن نَحُثَّ على وَقْفِ الاعتداءات والتطاول على معتقدات الغير، كما نرفض أيضًا استهداف الدول والشعوب بالعقوبات لأسباب سياسية، فالخلافات السياسية لا تُحل إلا على طاولة السياسة ولا يجب أن تُستهدف الشعوب بالعقوبات الاقتصادية وتدمير اقتصادها لِثَنْيِها عن مواقفها، فما لا يأتي بالتوافق بالتأكيد لن يأتي بالضغوطات، ولا أعتقد أنه يوجد شيء لا يأتي بالتوافق إذا أراد الطرفان المصلحة المشتركة ونبذ العنف والابتعاد عن مَواطِن التناحر.

وفي نهاية كلمتي لا يسعني إلا أن أعبر لكم عن مدى شكري وامتناني لتلبية الدعوة والمشاركة في هذا الاحتفال وأرسل لكم جميعًا تحياتي وسلامي وأرجو لكم دوام الصحة والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى