Uncategorized

نصر الناشئين وابتسامة شعب

 نصر الناشئين وابتسامة شعب
كتب : محمد الحمامي
فرحة الشعب اليوم ارتسمت مرةً أخرى في انصع صورة مذ غابت الفرحة مع مرور بضعة أعوام رافقتها الحرب والشتات والبؤس ، كيف لا وقد امتلأت أمس شوارع اليمن _دون استثناء_ بالمشجعين المبتهجين بهذه الفرحة العطاشى على قارعة الحرب لمثل هكذا فرحة ..
نعم فاز المنتخب الوطني الأحمر حتى تعالت الصفارات والأهازيج والزغاريد ورأيت الشوارع تملأها السيول البشرية ليلاً وكأنها الحج في موسمه الأول مهللين مكبرين رافعين علم وطنِِ واحد مرددين بشعار واحد وهتاف هو الأقدر والأسمى والأعلى عن كل الهتافات السياسية الشاحبه إنه هتاف (بالروح بالدم نفديك يا يمن) واكتست (صنعاء الأم) بحلتها الزاهية المموسقة بإكليل الفرحة وطعم الإنتصار ..
ما أعظمها من فرحةِِ وقد عمت كل أرجاء هذا الوطن البائس وأخذت به إلى أسمى معاني الوحدة والإخاء الحقيقي الذي نرومه، احتفل بها كل من يقطن شمال هذا الوطن وجنوبه حتى شرقه وغربه ، فرأيت هذا يهنئ ذاك وآخرٌ يرسل التهاني ويبادل التبريكات بهذا النصر ، أما جميعهم فقد احتفى كلٌ بطريقته الخاصة رقصات ، وزوامل، وأناشيد رياضية تنوعت، وشيلات، وشعارات وسماءٌ غطتها رقعة حمراء رسمتها الرصاص والألعاب النارية لحظة إعلان نتيجة الفوز الساحق في مشهد حماس سرى في جمهورِِ هذا الشعب الذي لطالما انتظر مثل هذه الفرحة أيام وأعوام ..
قد يقول البعض إنها مجرد مباراة لا تستحق هذا الكرنفال ، وحين يرى ابتسامة ثغر شعب بأكمله قد طغت على كل أصوات الرصاص والحرب وأزيز الطائرات حينها يدرك معنى وحجم هذا السرور حتى يقف لربما باكياً مستغرباً هذا الفخر الكبير ..
ومنتخبنا يحقق تقدمه هذا والفوز بكأس (بطولة غرب آسيا) لكأنه يصنع لحظات فرح استبدلها شعبنا اليوم بلحظات التشرد والنزوح والغربة والمعاناة ومن بين ركام الأسى انتزعها دون سابق إنذار، ليرى نفسه اليوم الأجدر والأقدر والأكبر من كل تمزق وجراح أصابه بفعل الساسة الأغبياء محققاً هذا النصر على أيدي صغاره الناشئين صانعي الفرحه للشعب كل الشعب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى