الدين و الحياة

وتظن أنك لا تعاقب بذنبك!

وتظن أنك لا تعاقب بذنبك!

وتظن أنك لا تعاقب بذنبك!

 

إننا نعيش في زمن يغلب عليه الغفلة، حيث تُرتكب الذنوب والخطايا دون تأمل في عواقبها، فيظن الإنسان أنه بمنأى عن العقاب طالما أن حياته الظاهرة مستقرة. لكنه يغفل عن حقيقة أشد مرارة: أن أعظم العقوبات ليست بالضرورة في الابتلاءات الظاهرة، بل في الحرمان من القرب من الله.

 

 

 

الحرمان من الطاعات: العقوبة الخفية

 

يظن الإنسان أحيانًا أن الذنب يُمحى سريعًا، أو أنه مجرد زلة لا تؤثر في حياته، لكنه لا ينتبه إلى العلامات التي تدل على أن الله قد حرمه من بركات القرب منه:

 

1. حرمان قيام الليل:

قيام الليل هو وصال القلوب مع الله في وقت الخلوة، وقت العطاء والرحمة. فإذا حُرمت نفسك هذه الطاعة، فاعلم أن هناك ذنبًا يقف حائلًا بينك وبين هذا الخير.

 

 

2. حرمان قراءة القرآن والتدبر فيه:

وِرد القرآن هو غذاء القلب، فمن حُرم منه أو وجد ثقلاً في قراءته، فليتأمل حاله، وليبحث عن الذنوب التي أثقلت روحه.

 

 

3. حرمان السنن الرواتب وذكر الله:

إذا شعرت أن الصلاة أصبحت مجرد عادة بلا خشوع، وأن لسانك انعقد عن الذكر، فهذا مؤشر خطير على أثر الذنوب في قلبك.

 

 

 

قال الحسن البصري رحمه الله:

 

> “إن العبد ليُذنب الذنب، فيُحرم قيام الليل وصيام النهار بسبب ذنبه.”

 

 

 

 

 

طُبع على قلبك وأنت لا تشعر

 

إن أشد أنواع العقوبات هي طبع القلوب على الغفلة، حيث يصبح الإنسان غير واعٍ بحاله، فيظن أنه بخير لمجرد أن أموره المادية تسير بسلاسة. قال الله تعالى:

 

> “كَلَّا ۖ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (سورة المطففين: 14).

الذنوب تتراكم على القلب كالرّان، تمنعه من إدراك النور، وتغلق أبوابه عن التوبة.

 

 

 

 

 

أعظم الابتلاءات: البُعد عن الله

 

قد يعتقد البعض أن الابتلاء مقصور على فقدان المال أو الصحة أو الأحباب، لكن الابتلاء الحقيقي هو في فقدان وصال الله. قال ابن القيم رحمه الله:

 

> “إن أعظم عقوبات الذنوب هو أن يحرم العبد من حلاوة الطاعة، ويُبتلى بالبعد عن الله.”

 

 

 

فأي ابتلاء أشد من أن يتحول القلب إلى قلب قاسٍ، لا يخشع عند سماع القرآن، ولا يتأثر بالموعظة؟

 

 

 

كيف نعود؟

 

إذا شعرت بهذا البعد، فلا تيأس، فباب التوبة مفتوح، والله أرحم الراحمين. ابدأ بخطوات بسيطة:

 

1. الاستغفار الصادق: أكثر من قول “أستغفر الله” بقلبٍ منكسر.

 

 

2. التوبة العملية: اترك الذنب الذي يحول بينك وبين الله، وابدأ طاعة جديدة.

 

 

3. العودة إلى القرآن: اجعل لنفسك وِردًا يوميًا من القرآن، ولو آيات قليلة.

 

 

4. الصحبة الصالحة: ابحث عن رفقة تُذكرك بالله وتعينك على الطاعة.

 

 

5. الدعاء: اسأل الله أن يعيدك إليه، فدعاؤك هو دليل على بقية خير في قلبك.

 

 

 

 

 

الخاتمة

 

وتظن أنك لا تُعاقب بذنبك، لكن حرمانك من الطاعة هو العقوبة الكبرى التي تحتاج إلى استيقاظٍ من غفلتك. راجع نفسك، وأعد حساباتك مع الله قبل أن تُغلّف روحك بطبقات من الغفلة فتفقد حلاوة الإيمان.

اللهم لا تحرمنا قربك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى