
أين المبصرون ؟
بقلم/ زيد الطهراوي
قد شاهدوا هذي الجداول و المنابر و الصور
قد شاهدوا العصفور يمرح في الغصون
لكنهم غفلوا عن الآمال لا يرقى لها سيل النظر
لأقول : أين المبصرون؟
و أقول ما لي لا أرى إلا خيالا أو ظنون؟
صور تجيء كأنها البشرى و يسحبها السفر
هل تقنعون ببعض قطرات تجف على وريقات الشجر ؟
أم قد قنعتم بالسكون ؟
………
قد شاهدوا الأفكار تشرق في الجبال مع الصباح
قد شاهدوا الأجيال تقطفها المنون
فبكى على الأموات أموات و أُرهقت العيون
حتى أتى الموت الثقيل كأنه فوج الرياح
ليواجه الباكون ما وارته أشباح الظنون
هذي الحقيقة لا جموع الحائمين على المقابر و الغصون
و الطامع المختال يركض نحو قصر و انهمار و انشراح
و المستنير المختفي يرتاح من كل الشجون
………..
نمشي على السهل المذلل ثم نرحل عنه قسرا
و لربما طال المسير على ممرات تعاند أو تخون
هذي المسرات استحالت في حضور القوم عطرا
يفنى و يعقبه الحنين كأنه محض الظنون
لكنهم خلف الخيال مع الدجى يتراكضون
يأتي الممات و لا ينال الظامئ المخذول قطرا
لأقول و الحزن العنيف يميط أوهاماً و سترا :
يا قومِ أين المبصرون ؟
يا قومِ أين المبصرون؟