اغتيال القيم * وذبح الاخلاق *
——+—-
كتب: محمود جاب الله –
كان المجتمع المصرى منذ وقت قريب يتسم بالقيم النبيلة : الرضاء والقناعة والشرف والنخوة واحترام الكلمة والحفاظ على القانون وغيرها من الصفات التى كانت تعطى أبناء المجتمع التماسك والتراحم وتغذى فيهم الاحساس بالحب والود والأمن والطمأنينة . أين ذهبت هذه الفضائل ؟ كان من الصعب أن يسىء الجار إلى جاره أو يخون صديق صديقه .
كان من الصعب ان تجد ثريا لا يعطف على فقير اوشيخا يتاجر بالدين . الكل يعرف ما له وما عليه .فإذا تصدر للتربية السفهاء وأمسك بزمامها الجهلاء واستهين بالتعليم وبيعت المؤهلات وأصبح المنكر معروف والمعروف منكر فإننا نكون أمام جريمة اسمها اغتيال القيم وذبح الاخلاق .اغتيال القيم هو أصل كل بلاء ومقدمة لكل جريمة .
أن جرائم انهيار القيم متنوعة . قبل أن يقدم القاتل على جريمته يكون قد استحل القتل . وقبل أن يمارس التاجر الغش يكون قد استحل الخداع .وقبل أن ينسلخ رجل الدين عن آيات ربه فإنه يكون قد باع آخرته بدنياه .وهكذا فانهيار القيم يكون مقدمة لكل جريمة . موت الضمير هو محصلة طبيعة لانهيار القيم وذبح الحياء .ولكن لماذا انهارت القيم فى المجتمع المصرى ؟
غياب دور الأسرة خاصة فى الاهتمام بالقيم الدينية والأخلاقية وانشغالها بالكسب المادى من أجل تلبية حاجات أفرادها .كذلك غياب الرقابة والشفافية والتخطيط والتعليم والإعلام والقدوة والمشروعات القومية وغياب أشياء كثيرة كان من المفترض أن تسهم فى إعادة بناء وجدان الناس . اسباب كثيرة هدمت ثوابت المصريين وافقدتهم الثقة فى بعضهم وفى أنفسهم .حتى نحمى قيمنا ونعيد لها قيمتها فيجب أن تكون الدولة حاضرة والمجتمع حيا والأسرة يقظة . يجب أن يكون الفرد والمجتمع ايد واحدة لحماية القيم ..
