مقالات

التعدُّد فى الزوجات ..؟

التعدُّد فى الزوجات ..؟
كتب الشريف_ أحمد عبدالدايم

إن تعدد الزوجات فطرة من الله لقوله تعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء”آل عمران14 .
لذا فإن الأصل في المرأة أن تحب رجلاً واحداً وتصبر عن الرجل لكّن الرجل في الغالب لا يصبر عن المرأة.

وتعدُّد الزوجات أصبحت في هذه الآونة صداع يؤرق مجتمعنا لما فيه من أضرار قد تنشأ عنه والسبب هو أخذ منهجية الله عز وجل في شق واحد ويترك الرجل الوجه أو الشق الآخر وهو العدالة الزوجية .
فحين يُبيح الله للرجل أن يفعل ما هو المُرجح في فِعلهِ، هو رغبة الرجل فى الزواج فقط دون النظر لإشياء أخرى، ويغض النظر بأن يأخذ الحُكم من كلِ جوانبهِ .
أى لايأخذ الرجل الحُكم بإفادة التعدُّد، ثم يكُفُّ عن الحُكم بالعدالة، وإلا فسينشىء الفساد في الأرضِ، و أول الفساد هو أن يتشكك بعض الناسِ في حُكمِ الله، لأنه أخذ شقِ واحد من الحُكم وهو التعدٌّد وتركَ الآخر الا وهي العدالة بينهن .
لماذا بعض الناس يرفض التعدُّد :
بعض الناس شاقو كثيراً من التعدُّد بعض الأزواج يأخذون بِحُكم اللهِ في التعدُّد و يتركون حُكم الله في العدالة .
بل يجب المنهج الإلهي لابد بأن يُأخذ كاملاً ، لذا قد تجد الزوجة تكره التعدُّد، لإنك إن سألتها ها أنا رأت بأن عواقب التعدُّد يلتفت الزوج بِكُلّيتهِ وخيرهِ وبزمنهِ وببسمتهِ وبعطفهِ وبحنانهِ عنها، لذا تجدها لابد أن تكره هذا التعدُّد وهذا حق بها .
ومن هنا ترى عامة النّساء أنّ زواج شريك حياتها من أخرى مصيبة كبيرة، وتعتبره كابوساً ينغص عليها سعادتها، ويظل هاجسًا بغيضًا تحاول التخلص من مجرد التفكير فيه. ولعل بعض الرجال يستغربون عظيم قلق المرأة، وشديد رغبتها في استفرادها بزوجها، ورد فعلها العنيف أحياناً عند علمها بمجرد عزم زوجها على التعدّد.
فلابد من الذين يأخذون حُكم الله في إباحة التعدُّد، يجب بأن يلزموا أنفسِهِم بِحُكم اللهِ في العدالة، فإن لم يفعلوا ذلك يُشيعون التمرُدْ بين الناس على حُكم الله .
حيث أن يجعل من يجد بعضاً من الناس حيثيات هذا التمرُد، بأنه ترك زوجته، وترك أولاده وأنصرف إلى الزوجة الثانية بكُليّتهِ، وبهذا يكون قد أوجد للناس سبب حيثيات لتشكك الناس في حُكم الله عز وجل . التمرُدْ عليه .
ويجعل السطحيُّون في الفِهم يشيرون بأصبعهم بالرفض إلى هذا الحكُم بسبب الرجل الغيرعادل فى حياته .
آفة الأحكام بأن يُأخذ الحُكم جُزّئي دون مراعاة الظروف:
والمعنى يأتي بأن يُأخذ الحُكم جُزّئي دون مراعاة الظروف كلها والذي يأخذ عن الله لابد أن ياخذ كل منهج الله .
فلنعطي مثالاً لتوضيح الأمر -:
نأتي بِرجل عدلاً في العِشرة والنفقة وفي البيتوتة وفي المكان وفي الزمان ولم يجد هناك مُبرراً بأن يُرجح واحدة على الأخرى .
فإن فعل هذا فلم يجد حيثيات أمام الناس لهذا الحُكمْ الإلهي .
وإن حدث غير ذلك نجد الصراخ الذي نسمعه من بعض الناس ضد منهج الله .
أقوال بعض العلماء السطحيين:
ومن بعض العلماء السطحيين من أستند على قول الله : { ولن تستطيعوا أن تعدِلو } النساء الاية 129.
والرد على هؤلاء هل هذا يصح أن يكون تشريع، بمعنى هل الله عز وجل يُعطى بيمينه ويسلب بيسارهِ .
أفلم يُشرّع على عدم الأستطاعة فى نفس السورة بأنه قوله تعالى : (فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء الاية 129.

وطالما شرّع على عدم الأستطاعةِ في العدل المُطلق فإنه أيضاً أبقى على الحُكم ولم ينسخُه.
وكأن عند بعض الناس يقولون أبغض الحلال عند الله تعدد الزوجات .
الختام:
إن تعدد الزيجات فطرة من الله سبحانه وتعالى لقوله: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء”آل عمران14 .
وأن الأصل في المرأة أن تحب رجلاً واحداً وتصبر عن الرجل لكّن الرجل في الغالب لا يصبر عن المرأة.
ولهذا أحلّ الشرع للرجل الإجتماع بأربعة زوجات في مخدع عشرته ولم يحل للمرأة مثل ذلك حرصا على عدم اختلاط المياه وفساد الأنساب .
لذا يجب على مجتمعنا بنشأ قنوات توجيه تساهم في توعية الرجل إلى كيفية تسيير حياته الزوجية معدّدًا كان أو غير ذلك، وكذلك تعتني بتثقيف المرأة أنّ تعدد زوجها ليس بالضرورة علامة على عدم حبّه لها أو تقصيره في حقّها، وألاّ تهتم بكلام الآخرين مادامت في حياتها سعيدة، ومادام زوجها قائماً بالواجبات الشرعية على أحسن وجه.
كما إنّه من المهم أن تنظر المرأة التي أختار زوجها أن يعدد إلى الحياة نظرة إيجابية، وتحاول أن تهئي وسائل السعادة وهي كثيرة. وإنّ المؤمل بالرجل الذي يعزم على التعدّد أن يعلم بأنّ هذا الأمر ليس هيناً على المرأة مهما بلغت من مكانة، وعليه بأن يُبالغ لاسيما في الأيّام الأولى من زواجه من إظهار ألوان المودة للأولى وإشعارها بأنّ مكانتها في إزدياد، وأنّ زواجه من أخرى لا يعني بحال موقفاً منها ولا انصرافاً عنها.
كما أنّ على من عدّد أن يتجنب كافة أنواع الظلم بالكلمة أو بالتقصير في النفقة أو البخل أو غير ذلك، وأن يدرك الرجل المعدّد أنّ أستهانته بالعدل قد يتسبب في إنتكاسة المرأة الصالحة وتركها لطريق الخير ويتحمل هو نتائج هذا الأمر.
إنّ الأمل كبير في أن يحرص الجميع على تقوى الله عز وجل وأن توزن الأمور بموازينها الصحيحة دون إفراط أو تفريط في الواجبات أو الحقوق، والله يتولى الصالحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى