العازف زياد دياب لـ صدى مصر : ” الناي آلة أوسع من الآلات الغربية رغم تعدد القطع المستخدمة “

العازف زياد دياب لـ صدى مصر : ” الناي آلة أوسع من الآلات الغربية رغم تعدد القطع المستخدمة “
حاوره محمد نذير جبر
زياد محمد خير دياب، مواليد دمشق 2001
يدرس هندسة ميكاترونيكس سنة ثانية عازف ناي و إيقاع على كافة الآلات الإيقاعية ، شارك في العديد من الحفلات الموسيقية والغنائية في المراكز الثقافية و كان له أكثر من ظهور في دار الأوبرا السورية، مدّرس و مدرّب إيقاع في معهد شبيبة الأسد للموسيقا
1_في أي سن بدأت مشوارك مع الموسيقى ، وهل كان انجذاباً ذاتيّاً بحتاً أم أن أحداً من أفراد عائلتك اختار لك هذا المجال ، أو كان عازفاً وتأثرت به ؟
والدي كان إيقاعيًا منذ زمن بعيد ، ونشأنا مع الحس الإيقاعي لكن لم تكن لي أي تجربة مع العزف حتى سن ال ١٨ سنة عندها بدأت الخوض في العزف وشراء الآلات والتدرب عليها.
2_كيف استطعت التميز كإيقاعي في حفلات الإنشاد الديني بدمشق؟
الآلات المشاركة في حفلات الإنشاد الديني هي آلات الإيقاع فقط على الرغم من تعدد أشكالها وأصواتها لكن تبقى مندرجة تحت عنوان الإيقاع، وهناك العديد من الأساتذة الذين كانوا مصادر معرفة لي اتابع حركاتهم وقدراتهم وأحاول أن أطور من عملي ، ثم انتقلت إلى النوتة (قراءة وتمارين ليونة وغيرها) وأعطتني قوة كبيرة في هذا المجال وحاولت اكتسابها من مصادر متعددة في مجال الإنشاد الديني ومن عازفين ليس لهم أي دور في نطاق هذا المجال كليًا، وأحيانًا أتابع نوتات وايقاعات غربية بعيدة كل البعد عن المجال الشرقي ، وحاولت أن أخد مقياسها وأجمعه مع مقياس آلة شرقية لاخلق انسجامًا ايقاعيًا وأضيف روح جديدة في هذا المجال.
3_من هو قدوتك من عازفي الناي العرب ؟
بعلمهِ ومعرفتهِ وخبرته الواسعة الأستاذ زياد قاضي أمين الأستاذ الأول بالموسيقى الشرقية اضافةً إلى كونه باحث موسيقي بعلم المقامات..
وكعزف وتقاسيم وروحه الموسيقية الأستاذ يوسف الابراهيم..
والأستاذ محمد فتيان بهدوءه وميوله الغربية خاصة في مؤلفاته..
كما أدهشني الأستاذ أحمد عبدو بطرقه الغريبة كعزف الناي بالمقلوب مثلًا.. وتقاسيمه في المقامات الهندية كما لديه بصمة خاصة في مجال الإنشاد الديني وشخص معطاء وكريم جدًا ولا يبخل بالعلم..
والأستاذ طارق قاضي أمين دائمًا ما تلفتني مهارته في أداء السولو والمقاطع الفردية وعلمه في قراءة النوتة..
4_أي المقامات أحبُّ إلى قلبك ؟
لمقام الكرد فروع كثيرة والتبحر به يوصلك إلى عدة مقامات لأن علامة ارتكازه ذات علامة الارتكاز في مقام البيات و الحجاز و الصبا.
5_هل نستطيع القول بأن عزف الناي من أصعب الآلات الموسيقية ؟ نجد في الغرب هناك آلات نفخية كلارينت ، فلوت .. إلخ ، ما الفارق بينها وبين الناي؟
الناي آلة أوسع من الآلات الغربية رغم تعدد القطع المستخدمة لكن يبقى الناي أوسع وأكثر متعة في العزف كما أن علاماته فيها روح الموسيقى الشرقية..
بحسب رأي الكثير من العازفين نعم هي من أصعب الآلات الموسيقية أما من وجهة نظري فلا أستطيع أن أقيمها كوني أحبها وأنحاز إليها رغمًا عني.
6_ لماذا اخترت آلة الناي على الرغم من صعوبتها وماهو السر الذي جذبك إليها؟
الناي آية من آيات الله
قطعة قصب مجردة عطشى مرمية على قارعة الطريق تُثقب بطريقة معينة فتصبح آلة موسيقية فيها الكثير من الأحاسيس وتظل أقرب إلى الطبيعة أكثر من كل الآلات الشرقية، رأينا الكثير من الآلات الشرقية والغربية لكن لا تستطيع أي آلة أن تأتي بما يأتي به الناي من الأحاسيس المرهفة..
الشهيق العميق ثم الزفير بهدوء وآلية حركات الأصابع، حالة فريدة من الرهافة والتطهير الروحي والتعايش مع الطبيعة والنغمات الموسيقية وسحرها.
7_للناي صوت خفيض مقارنة بآلاتٍ أخرى ذلك أنه صوت انفاس الإنسان وليس صوت نقرٍ على اوتار او ضرب على أسطح ، فهل ترى أن الناي مظلوم في العزف ضمن فرقة موسيقية كثيرة الآلات على المسرح ، وأن استديوهات تسجيل الموسيقى فقط تنصفه ، كونه يتم موازنة الاصوات فيها ، أم ما رأيك ؟
الاستديوهات لها دور كبير في حل هذا الأمر
أما بالنسبة للمسارح فهناك امكانيات صوتية لرفع الصوت الخفيض
أما بدون الامكانيات والمؤثرات الصوتية فيظلم الناي كثيرًا مقارنة بالآلات الثانية. وهناك آلات تظلم أكثر من الناي أيضًا كآلة الجرة والكالمبا..
8_مالذي تطمح إليه؟
أن أقدم رسالة الفن على أكمل وجه وتكون لي بصمة خاصة ومميزة في عالم الفن والموسيقى.