الموعظة الحسنة بقلم :العارف بالله طلعت

الموعظة الحسنة
بقلم :العارف بالله طلعت
إن أجمل ما في الحياة الإيمان بالله وأعظم ما في الوجود حب الله وأروع ما في الدنيا السير في طريق الله وأحلي ما في النفس الإنسانية التحلي بما جاء به القرآن الكريم من خلق كريم وأدب حميد وسلوك عظيم فتنعم بالأمن وتهنأ بالسكينة وتسعد بالفيض الإلهي العظيم في نور القرآن الكريم .
والأخلاق لا وزن لها بدون الإخلاص في النية والعمل والإنسان الغني بحق هو الإنسان الذي يتمتع بغني النفس وغذاء الروح ولكن قبل ما يتحلي الإنسان بالخلق القرآني يجب أن يكون حبه لله كاملا وعظيما وأن يملأه الإيمان العظيم بالله سبحانه وتعالي الذي سيدفعه إلي الرغبة القوية في التحلي بالخلق القرآني الذي يجعله يراقب نفسه في كل أفعاله وتصرفاته من خلال الكلمة التي ينطق بها الإنسان
فيكون له نورا في الحياة يملأ قلبه ووجدانه وعقله ونفسه وروحه وحياته وطريقه كله إذا كانت كلمة طيبة .والإيمان ضرورة حية للحياة الإنسانية ..واللسان مطالب بالعفة وهذا واجب وضروري فالإسلام أخلاقيات عظيمة وقيم دينية رشيدة وتعاليم سديدة توجه الفرد لصالح الجماعة ليكونوا كالبنيان المرصوص في تأسيس الأمة والمجتمعات الصالحة .
الإنسان المسلم الحق الذي يرضي عنه الله سبحانه وتعالي هو الإنسان الذي يكون ظاهره كباطنه وأفعاله وأقواله ترجمة حية حقيقية لما في داخله فتصبح أخلاقه فاضلة وسلوكياته حميدة فيكون ذلك نموذجا طيبا وقدوة صالحة في المجتمع .
لقد كرم الله سبحانه وتعالي الإنسان بأن منحه عقلا يميز به بين الخير والشر وبين الضار والنافع ثم جاء الإسلام ودعا إلي التمسك بأمهات الفضائل من حلم وعلم وكرم وشجاعة ووفاء ودعا المسلمين إلي الأخوة والمحبة والصفاء لأنهم أمة واحدة دينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد يستظلون تحت رايته فقال تعالي :(إنما المؤمنون أخوة ) وقال:(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ) وقال عليه الصلاة والسلام :(المؤمن أخو المؤمن ) . إن الكلمة في الإسلام لها أثرها الفعال في تغيير السلوك وإشباع الوجدان . و(الكلمة الطيبة )تفوح بالطيب وتعيق بالمحبة والإخاء والإيمان فهي شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
وأما إذا كانت (كلمة خبيثة) فهي تفتك بالإنسانية وتعمق جراح الإنسان وهي كما يقول الحق عز وجل 🙁 كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .
والكلمة يجب أن تحث الفرد علي الصدق والمحبة والإخلاص وأن تعمل هذه الكلمة علي إقامة العلاقات القوية بين أفراد المجتمع الإنساني كله .ولنا في رسول الله أسوة حسنة تجدها في سلوكه ومعاملاته وعباداته .
ونحب للناس ما نحبه لأنفسنا ونكره لهم ما نكره لأنفسنا تلك سماحة الإسلام وآدابه في توثيق الروابط الإنسانية نهدي إلي الطيب من القول بالموعظة الحسنة لنكون مؤمنين حقا في أقوالنا وأعمالنا فلنحافظ علي ألسنتنا ونجعلها معاول للإصلاح لنحقق القول في العمل حتى نحيا حياة طيبة .ويمكن الاعتماد على الحوار الهادئ بعيداً عن العنف والغضب والتفكير قبل الإقدام على أي فعل وممارسة
التمرينات الرياضية بشكل منتظم فهي تحد من جميع أنواع التوتر بما في ذلك الغضب. ويعد التسامح حلا فعالا للتخلص من المشاعر السلبية المسببة للغضب. ونهى الرسول الكريم المسلمين عن الغضب مبيناً ان الغضب آفة ينبغي تجنبها وقد
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب والتخفيف من حدته أن يقوم الإنسان بالتغيير من الوضع الذي كان عليه حال الغضب من القيام إلى القعود أو الاضطجاع فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ).أن مجتمعات الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إلي الكلمة النافعة المفيدة التي ترقي بالمجتمع وتصل به إلي الصلاح والفلاح .
رحم الله امرءا عرف قدر نفسه ورحم الله امرءا عاش علي المبادئ والأخلاق الحميدة ويحتذي به الآخرون وينعم الله عزوجل عليه بأن يدخله في رحمته وأن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين