حوار بين الماضى و الحاضر.

حوار بين الماضى و الحاضر.
كتب: محمود جاب الله
الحنين الى الماضي الجميل ذلك الشعور بالاستقرار النفسي والأمان الداخلى الذى يغمرك عندما تذهب الى بيتك القديم ، أو تقلب اوراق ذكرياتك ، أو تسترجع صورك القديمة مع الاهل والاقارب والأصدقاء وتعيد شريط ذكرياتك ايام المدرسة ولعب الكرة فى الشارع مع أصدقاء الطفولة ، وكيف كانت وأصبحت عادات وتقاليد الناس وأخلاقهم كل واحد منا يحن لهذا الماضى ويتمنى أن يستنشق هواء عبيره النقى الخالى من الشوائب والمخاوف والمسئوليات .
كل منا يراها ايام مشمسة ودافئة فى عمق العلاقات الإنسانية بين الأهل والجيران ،روح الود بين أبناء القرية والحارة المصرية ، الشوارع النظيفة والنفوس الطيبة والترابط الأسري،تلك الحالة تأتى مع تسارع وتيرة الحياة والانشغال بتفاصيلها التى ترهق العقل والقلب والروح ، والشعور بأن قطار العمر قد مر سريعا ليقف الإنسان عند محطة يسترجع من خلالها ذلك الحنين لأيام ولحظات تركت ذكريات وأثرا طيبا
وبسمة تتجدد كلما تذكر هذه الفترة الزمنية ،عندما ننظر إلى الماضى نجد الرحمة والإنسانية والتعاطف والاحترام فى المعاملة بين الناس،عكس ما نراه فى حاضرنا فى مجتمعات من الغلظة و الجفاء وعدم احترام الناس بعضهم البعض، وحب النفس والأنانية والنفاق ،كم تمنينا
ونحن صغار أن نكبر وياتى المستقبل الذى رسمناه فى خيالنا لنحقق آمالنا باعتقادنا أن الحياة سهلة وبسيطة ، ليتنا لم نكبر .. ليتنا لم نضع طفولتنا البريئة فى التفكير في المستقبل التى جعلته الشعوب قبيحا رغم ما فيه من تقدم وتطور ، تطور العالم ولكن نسوا أن التطور الحقيقى فى حب الخير وتهذيب النفوس واحترام الآخر .والا نحن جميعا ذاهبون إلى الهاوية بدون رجعة .