مقالات

زمن المشاعر الزائفة! بقلم: محمود جاب الله

زمن المشاعر الزائفة!
كتب: محمود جاب الله

اين ذهب الحب الحقيقى والمشاعر الصادقة بيننا ؟ بين الرجل والمرأة ، والصديق وصديقه ، والاخ وأخيه ،والجار وجاره, والموظف وزميله ، والغنى والفقير ؟ هل مات ؟ ومن قتل الحب ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ واين ؟ام أنه مازال على قيد الحياة يختبئى فى قلوب أولئك الانقياء الذين ما زالوا يدركون القيمة الحقيقية للحب ؟

ولكن أترى ألا زال هناك أشخاص يمتلكون هذا الحب الحقيقى والمشاعر الصادقة، أم أصبحوا عملة نادرة يصعب إيجادها في زمن أصبح الحب الصادق نادرا،، وحتى مشاعر الحب النبيلة أصبحت تتداخلها بعض المشاعر التي تنقص من كمال الحب. كثير من الأحيان نفتقد تلك المشاهد المحفورة فى ذكرياتنا منذ أيام الطفولة، نشتاق لمشاعر الحب التي كانت موجودة في قلوب الجميع، الزمن الذي كان الأشخاص لا يعرفون سوى الإخلاص والوفاء لبعضهم بعيداً عن النفاق والمجاملة الكاذبة التي اجتاحت قلوب الكثير في وقتنا الحاضر.

تلك الحياة البسيطة التي لم تكن تحتاج لمعاناة وتزييف فى المشاعر للوصول إلى السعادة. قلوب نقية أحبت الجميع وأحبت الحياة، ، مشاعر وأحاسيس صادقة فقدت في زمن ساده حقد وجفا القلوب. لم يخطر ببالنا بأن هذه المشاهد ستحذف نهائياً من الحياة، وستصبح القسوة والتجاهل و الانحدار الاخلاقى العادة الأكثر انتشاراً، وسيفقد الإنسان رحمته ، وسيأتي على المرء يوماً لن يجد سوى نفسه في هذا العالم الكبير وحيداً، رغم وجود الكثير من الأشخاص، يحزن ولن يجد من يسنده ، وإذا فرح لن يجد من يشاركه الفرحة، وستكون هذه المشاعر قد أصبحت مجمدة،

تَجمد فينا شَغف التواصل والتسامح وتقوية العلاقات ، بين الأفراد بشتى أنواعها، بل وفاقَ الأمر ذلك بأن أصبحنا نجلس خلف المفاتيح عبر وسائل السوشيال ميديا ننسخ العبارات التي تُعجبنا ونلصقها، صداقات مزيفة وعلاقات كاذبة فى عالم افتراضي ونسينا حياتنا الحقيقية !

فقد أصبحنا في زمن المشاعر الزائفة. والمشاعر الإلكترونية !

تَجمد فينا شَغف التواصل وإدامة العلاقات بين الأفراد بشتى انواعها. لقد كنا سبباً مباشراً في موت المشاعر وتهميشها، وانطفاء الروح وانتحار العاطفة، ، وكيف سمحنا باختفاء المشاعر الجميلة والإحساس الصادق ؟هذه ليست نظرة متشائمة إلى الحب والعلاقات الإنسانية لكنها واقع يحيط بنا بل يلاحقنا كالظل ، واقع أصبح من الصعب تجاهله ومن الغباء اخفاؤه أو تجميله ..اصبحنا فى زمن المشاعر الزائفة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى