شعر و ادب

صَوتُ سُنبُلَةٍ في بَثقَةِ حُلُم نثرية بقلمي: صالح أحمد (كناعنة) *

صَوتُ سُنبُلَةٍ في بَثقَةِ حُلُم
نثرية بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

سَيَجمَعُنا حُزنٌ ما !
لا أَستَطيعُ تَخَيُّلَ عُمقِهُ
لَكِنَّني أَستَطيعُ أنْ أَمنَحَهُ لَونَ الفَرَح
خِلسَةً…
وَقَبلَ أنْ تَبتَلِعَ صَمتَنا لَحظَةُ الغُروبِ
وَتَضِجَّ في وِجدانِنا ذاكِرَةُ الرَّحيلِ
وَنَنسى…
حينَ يَسري الهَمُّ الصاعِدُ مِن هَدأَةِ اللَّيلِ
أَنْ نَبحَثَ عَن بَثقَةِ حُلُمٍ
فَنَأوي…
كُلُّ إِلى بَردِ ظَلامَتِهِ
وتَستَيقِظُ الصَّحراءُ فينا…
والصَّحراءُ ريحٌ
لُغَةٌ غامِضَةُ الصَّوتِ في أُفُقِ بَعيدٍ
وَكَأَنَّما فَرَّت مِن ذاكِرَةِ تيهٍ
لا أَمسٌ لَهُ، لا غَدٌ، ولا رَبيعٌ
تَخنُقُهُ حُزمَةٌ مِن ضَبابٍ
مَنْ يُحيِي الكَلِمَةَ حينَ تَصيرُ سُدًى؟!
مِنْ حَلقِ النّاياتِ في زَحفَةِ عَتمٍ
يَنطَلِقُ النَّغَمُ حائِرًا
يَسأَلُ سُنبُلَةً مُعتَصِمَةً بِلَوْنِها
عَن ناصِيَةِ مَطَرٍ لاذَتْ تَحتَ جَبينِ مَساءٍ مُقيمٍ
عُمرُهُ عَتمَةٌ تَبحَثُ عَن نَبضٍ كانَ لَها
قَبلَ أَنْ يَنطَلِقَ الهَوَى المَرئِيُّ
في لمعةِ سَرابٍ هَبَّ يَبحَثُ عَن صَداهُ عارِيًا
إِلا مِن بَعضِ هَديلٍ خَجولٍ حَزينٍ
غَابَت عَنهُ إِشراقاتُ عيونِ العاشِقينَ
أَبَى السِّرُ أَن يُعيدَها سيرَتَها الأولَى
تَقَمَّصَت شَهقاتُ النّاياتِ عُمرَها
اعتَنَقَ الصَّبرُ سِرَّ صَباباتِها
وَاللَّهفَةُ… عاشَت مُثقَلَةً بالنارِ
* بقلمي: صالح أحمد (كناعنة)*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى