فصبرا جميل
بقلم الأديبة والشاعرة جيهان موسى الصياد
غيوم وضباب
أحتلت السماء غيوم وضباب
وليل حالك وسواد
وانتشرت حولها غربان سوداء
تصرخ بصوت مرتفع وكأنها فى عزاء
وجراد امتلئت بها الارض والسماء
وارض الوطن أصبحت مقابر الاموات
والمنازل صارت أنقاض تحتها اطفال تصرخ
ومشايخ وشباب ونساء
وحرقت أشجار الزيتون وأصبحت حطام
ومن تم إنقاذه صار سجين وأسير في سجن الاعداء
وبقيتهم امهات تصرخ وتنادي اين اطفالي ماتو ا وهم جياع
وقليل من الأطفال يصرخ وينادي بصوت مذبوح حزين به الم وحسرة وينادى ويقول يا عالم اين انتم الا تشاهدون الدماء
الا تسمعون صراخنا يدوي في كل مكان
أين حقوق الإنسان وحقوق الطفل في كل مكان
أين ضمير الإنسان هل مات وأصبح شهيد تحت الأنقاض
أين ذهبت طيور السلام والسماء الصافية التي كانت يوما تشرق بها الشمس فوق شجر الزيتون الاخضر
وفوق أرضنا التي كان بداخلها بذور الخير في كل مكان
لماذا تبدلت حياتنا وأصبحت شقاء وعناء
لماذا نحن ننام في العراء تحت هطول الأمطار بدون مأوي لنا ولا غطاء من يحمينا من البرد القارس وقت الشتاء
من يرحمنا من الجوع والعطش والخوف في الظلام من غدر الاعداء دموعنا انهار فوق التراب
تنهمر ليل نهار ولم نجد من يحنو علينا أو من يمسحها لنا
ماتت اهالينا وماتت امهاتنا وابائنا واصبحنا ايتام
الحجر لان لنا وبكي علينا وانتم قلوبكم اقسي من الحجر أو اشد قسوة منه لا رحمة لنا في قلوب البشر ولكن لنا رب في السماء في يوما ما سيبدل الأمطار بكسفا ينزل من السماء نارا موصدة
فوق رؤوس الاعداء وسينقذ اطفال فلسطين في كل مكان
وستشرق الشمس ولن تغيب وستمطر السماء ماء فوق الدماء التي ارتوت بها الرمال وستنبت مكانها زهور ورياحين
علي روح الشهداء وسينبت شجر الزيتون من جديد ويملأه الارض خيرا ومحبة وسلام
قريبا باذن من رب العالمين فصيرا جميل
صبرا جميل يا فلسطين
