
قصيدة إلى عينيك
بقلم . الشاعر محمد الدالي
إلى عينكِ ألقيتُ الخطابا
تركتُ الآهَ تروي ما استطابا
فهاجت مقلةٌ بالدمعِ فاضتْ
فشلَّت مقلتي شلَّتْ سَحابا
بطرفِ هائجٍ سحرتْ عذابي
وزادتْ سحرهَا زادتْ عذابا
فَرَاقَ الدمعُ من عينيِّ نهراً
ضفافُ النهرِ قد صلحت مآبا
وغنَّى الصمتُ فينا كلَّ لحنٍ
وكادَ الموتُ أن يسْرِي عبَابا
وكادَ القول أن يَمضي سريعاً
فَمرَّت راميات السَّهْمِ غَابَا
وأحْرَقَتِ المَليْحُةُ في فؤادي
حَنِينَ الشَّوقَ زادَتْه التِهَابَا
فلا واللهِ ما أخْفَيتُ عَشِقِي
وَدِدْتُ الهَمَّ أَيْقَنْتُ العذابا
تلاقينا على سَفْحٍ مَتِيْنٍ
ولقياها رمى قلبي خضابا
ملأتُ القَلَبَ حتى ماجَ حبا
كبحر ساد وانساب اضطرابا
ورغمَ القَهْرِ لن أمضي بَعِيداً
سأتْبَعُكُم ذهاباً أو إِيَابا
فواللهِ التي حَرَقَت شغافي
وأضْحْتْ كاللهيب تَلوذ بابا
وأعتقتِ الحبيبَ بِجَوفِ غَمِّ
وباعدتِ الهوى عنِّي اجتنابا
لأمْضِي في منايا الموت حبَّاً
فإن عبتم فؤادي لن يعابا
أباح الطِّرف أسري ثم قتلي
ويا للطرف إن القلب ذابا