قصيدة الحافية

قصيدة الحافية
بقلم محمد عادل الرسلان
معشوقتي في موطني لا الناس فيه سواسيةْ
لكن سأسعى علّني أرضيكِ بعض الثانيةْ
مثلي كمثل الناس ذي والناس بعضُ زبانيةْ
لا جُلُّ وقتي مُفعَمٌ والروح مثلي فانية
والحبُّ في أوهامنا والحلم كابن الزانية!
معشوقتي وطني يكبِّل أضلعي المترائية
قد زاد فيك سرابُه غبراء تبدو خاويةْ
فتراوحي فيني نسيماً ليس ريحاً عاتية
فالكون يبدو قاتلي ناجيت قُبح القافيةْ
وأراك ضوءاً شافياً يلقي بكلّ العافية
إن كان حبُّك هارباً ما كنتِ يوماً نائية
أغفلتِ بعض تأمّلي ما كنت يوماً غافيةْ
قد جفَّ صدري في النوى ولقد سرقتِ الساقية
في مثل دنياي التي تبدو لحبي نافية
آمنت أنك في النوى تبدين دوماً راقية
فلم المحبة كُدِّست لم تبدُ يوماً شافية
لا شيء يرضي قِبلتي دنياي تمشي حافية
وعرفت أنَّ صبابتي ذهبت لتُعرضَ عارية
والحُلم يسرق ساعتي عيني لذلك رائية
أعطيته كل الهوى خدماً وعرشاً حاشية
وظننتُ فيه تحققاً لكن أحبَّ الجارية
طوبى إليه بما هوى فالعرشُ مِثل الحاوية
فغزى المحبة خائناً واليأس جُنِّد طاغية
هارونُ يوماً قد فنى ويهود حُلمي نازية
معشوقتي! هذا أنا والدربُ يَعرف باقيَه
دنياي ضدُّ تنهُّدي ليست تجازي ساعية
ولقد قَصُرتُ بقامتي لأرى طموحي عالية
وسماءُ أرضي تعتلي لكنَّ أرضي جافية
لا غيمةً تسقي المُنى ومياهُ عشقك غالية
والعينُ دونك لا ترى والروح تُدفُنُ بالية
قد حُمِّلت حُزنَ الدنى حقَّت عليها الغاشية
معشوقتي هذا الطريق يقودني للغاوية
أدخلتُ حبَّك داخلي ووجدت نفسي خالية
دهرٌ مضى ما كنت أسأل أين كانت حاذية
قالت طريقي من هنا بل إنَّه للهاوية
حزمَت بأني غافلٌ ثمَّ استشاطت باكية
ونستْ بأنَّ الكون أتعبني لأصبح طاغية
ما كنت أرغب ما اهتدى والحال دوماً راعية
إن كان كلباً ها هنا فأرى بأنِّي الماشية
هذي حياتي كلُّها دوماً ستبدو داهية
والناس تسأل ما به؟! ألا يخاف القاضية
إن كنت أعشقُ عيشتي فلقد عشقت السادية
لكن أحبُّك دائماً والحال دوماً قاسية