شعر و ادب

قصيدة حانوت جدي

قصيدة حانوت جدي

قصيدة حانوت جدي

بقلم . الشاعر جود الدمشقي

حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
بِلَّورُهُ الذِّكْرَيَاتْ
أَبْوَابُهُ مَاضٍ تَعَمَّدَتِ النَّجَاةْ
عَتَبَاتُهُ الآَتِي وَحَاضُرُهُ اْلهُرُوبُ
مِنَ الْهَلَاكِ إِلَى الْهَلَاكْ
*********
هَذِي الْحَيَاةْ
**********
حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
شُبَّاكُهُ خَشَبٌ سَمِيكْ
لَمْ تُجَدِّدُهُ الظُّرُوفْ
فَجَدَّدَتْهُ الْعَاصِفَاتْ
مُتَهَالِكٌ مُتَمَاسِكْ
مِثْلُ الْمَبَادِئِ
فِيْ جُحُورِ الْبَاغِيَاتْ
**********
يَخْشَى الْحَقِيقَةَ خَائِفَاً مِنْ نَفْسِهِ
وَكَأَنَّهُ رَأْسُ النَّعَامَةِ ظَنَّتْ
أَنَّهَا اخْتَبَأَتْ
وَتَشْوِي رِيْشَهَا شَمْسٌ وَذَاتْ
**********
هَذِي الْحَيَاةْ
***********
حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
أَسْتَارُهُ أَثْوَابُ يُوسُفْ
وَالْقَمِيصُ سِتَارَةُ الْحَيْرَى
وَجَدِّي عَيْنُ يَعْقُوبَ النَّبِيْ
تَرَى الْبَعِيدَ بِقُرْبِهَا
رَغْمَ الْبَيَاضْ
وَلَولَا أَنَّ لِخَوفِكُم لَتُفَنِّدُونْ
مَا كُلُّ مَنْ قَدْ مَاتَ مَاتْ
هَذِي الْحَيَاةْ
**********
حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
يَأْوِي السَّمَاءَ إِذَا بَكَتْ
وَيُرَاقِصُ الْأَرْضَ الْحَزِينَةَ
إِنْ زَهَتْ
اَلْكَونُ ضَيفٌ عِنْدَهُ
اَلرَّاسِيَاتُ تَعَلَّمَتْ
مِنْهُ الثَّبَاتْ
شَمْسُ النُّبُوَّةِ
طِفْلَةٌ فِي حَارَةِ الْحَانُوتِ
رَبَّاهَا
لِتَحْصُدَ لِلنُّجُومِ الْأُمْنِيَاتْ
**********
هَذِي الْحَيَاةْ
حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
لَا يَعْرِفُ التَّارِيخْ
لَا يَرْضَى بِأَنْ يَبْقَى
رَهِينَ الْمُنْجَزَاتْ
اَلْمَاضِيَاتِ الْغَابِرَاتْ
قَدْ زَارَهُ الْقَعْقَاعُ
هَارُونُ الرَّشِيدْ
وَقَبْلَ فَتْحِ الْقُدْسِ
سَنَّ صَلَاحُ أَفْئِدَةَ الرِّجَالِ
بِقُرْبِهْ
وَابْنُ الْوَلِيدِ بِمُؤْتَة وَبِفَتْحِ مَكِّةَ
زَارَهْ
كُلُّ الْعِظَامِ زَبَائِنُ الْحَانُوتْ
يَكْفِي
لَا أُرِيدُ مَدَائِنَ الْمَاضِي
وَأَبْقَى فِي خِيَامِ اللَّاجِئِينْ
جُدْرَانُهَا صُوَرٌ لَهُمْ
وَأُحِبُّهُمْ، لَكِنَّ جُوعِيَ
يَنْهَشُ التَّارِيخَ وَالتَّأْرِيخْ
وَالْقِصَصَ الْقَدِيمَةَ وَالْمَعَارِكَ
وَالْفُتُوحْ
أُرِيدُ بَعْضَاً مِنْ غَدِيْ
يَكْفِي حَيَاةً لَا تُشَابِهُهَا الْحَيَاةْ
*********
هَذِي الْحَيَاةْ
حَانُوتُ جَدِّي مُتْعَبْ
بَلُّورُهُ الذِّكْرَيَاتْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى