شعر و ادب

… نُقوشُ ثِيابي … شعر .. نهـــى عمـــر / فلسطين

... نُقوشُ ثِيابي …
شعر .. نهـــى عمـــر / فلسطين

سَخَّرْتُ حَرفي للخِيانَةِ فاضِحاً
فِعلَ الخَؤون وقَولَةَ الكَذّابِ

أشهَرتُ فِكري بالحقيقةِ صادِحاً
عَلَماً يُرَفرِفُ فوقَ خُضرِ هِضابي

ورَفَعتُ صوتي مُرعِداً مِلءَ الفَضا
يَستَنهِضُ الثُوّارَ لَمعُ حِرابِ

ما عُدتُ أشكو للحياةِ أُناسَها
في الناسِ لُؤمٌ يَستَلذُّ عَذابي

قلبي مَكانُكَ مَوطِني .. مُتَوجِّعٌ
تأتي مُقيماً في رُبَى أعصابي

مِن بَعدِ كنعانٍ تُمَرَّغُ تُربَتي
حتى تَمادَى الفَتكُ بالأحبابِ

وأَنا أُرَمِّمُ ما تَآكَلَ عُنوَةً
مُذْ حاوَلوا سَلبي نُقوشَ ثِيابي

ورأيتُ وجهَ شُعوبِنا مُتَلَوِّناً
عُمّيْ عليهِ بِغَبشَةٍ وضَبابِ

تِلكَ الوُجوهُ غَريبَةٌ وَكَأنّها
رُسِمَت بِكَفٍّ حاقِدٍ مُتَغابي

خُلِطَت بأشباهِ الرجالِ تَيَمَّنوا ..
خُطَطَ الغَريبِ، وساهَموا بِمَصابي

ورُؤوسُهم رغمَ اتِّساعِ عُلومِها ..
صَدِئت، وتُحشَى مِن سَناجِ هُبابِ

يَبكي الغَمامُ بلا دموعَ تَجَلُّداً
غابَ الفَوارسُ .. دُنِّسَت أعتابي

ضَلَّ الأَنامُ، تَشَرذَموا بينَ الوَرَى
كالعيرِ تاهَت في خِضَمِّ عُبابِ

وَطَني عَريقٌ بالأَصالَةِ إنَّما
عاثَ الجَرادُ بِأيكَتي وَرِحابي

والقابِضونَ على الثَوابِتِ هُجِّروا
والأرضُ تُنهَشُ مِن قَطيعِ ذِئابِ

فَصَرَختُ مِلءَ الكونِ جاوَبَني الصَدَى
خانَ الجَبانُ مُشَوِّهاً أنسابي

عَسَسٌ وأصنامٌ بِها رُهِنوا فَلا ..
عَقِلوا، ولا سَمِعوا لِصوتِ عِتابي

كَمْ كانَ طَعمٌ لِلحَياةِ يَروقُنا ..
أيّامَ عِزٍّ يا صَبا الغيّابِ

والبَيدَرُ المَعروفُ يَسهَرُ مِثلَنا
والشايُ والسَمراءُ شِرْبُ صِحابي

والشِعرُ أسفارُ العُروبَةِ مَوئِلٌ
يَروي القَصيدُ خَوافِيَ الأحقابِ

وعن البُطولَةِ فالقَصائدُ وَثّقَتٔ
عُمَراً .. صَلاحاً، والحُسينُ مَآبي

مَخَروا البِحارَ مُعَمِّرينَ بِعلمِهِم
واليومَ صاروا الظِلَّ لِلأذنابِ

يا قدسُ لا تبكي .. تُرابُكِ صامِدٌ
شاهَتٔ وُجوهٌ واستُبيحَ خِضابي

صارَ الرِعاعُ بَيادِقاً قد طُوِّعَت ..
بِيَدِ العُصابَةِ، يَقضُمونَ قِبابي

والغَزَّةُ العَنقاءُ تَنهَضُ رَغمَهُم
مَن دَمَّروا إرثاً بِقَصدِ خَرابِ

قَتَلَت وُحوشُهُمُ البَراءَةَ وانتَشَت
صَدُّ المُجاهِدِ فاقَ كلَّ حِسابِ

ماذا نَقولُ وليس يحدُثُ خِفيَةً
في القدسِ والوطنِ الكبيرِ عِقابي ..

بَلٔ مُعلَناً والكونُ طَأطَأَ باصِماً
نَهَشوا هُنا بالظُفرِ والأنيابِ

فَلَقَد غَدَونا لِلتَفاهَةِ مَرتَعاً
تاريخُنا يُشوَى على الأحطابِ

أبقَى أُحَرِّضُ بالحُروفِ ضَمائراً
فالقدسُ تَحضُنُ خيرَةَ الأَنجابِ

للبيتِ ربٌّ والدليلُ كِتابُنا
سوحُ الجهادِ مَغانِطُ استِقطابِ

يَعدو إليكِ أَشاوِسٌ هَزَموا الخُنا
مِن كُلِّ فَجٍّ .. عَمَّروا أقطابي

لِلنورِ لِلأحلامِ تَضحَكُ شمسُنا
يا فرحَةَ الأجواءِ يومَ إِيابي

يَوماً تَثورُ الأرضُ تلفُظُهُم مَعاً
مَن عَكّروا صَفوي وشَهدَ سَحابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى