Uncategorized

« عندما يسود الجهل ويغيب المنطق »

« عندما يسود الجهل ويغيب المنطق »

« عندما يسود الجهل ويغيب المنطق »

بقلم . أشرف ماهر ضلع

يحكى أنَّه كان في قديم الزَّمان في أحد الممالك الصَّغيرة ملك يعشق الصَّيد في الغابات..
وكان لهذا الملك وزير مختصٌّ بحالة الطقس، فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصَّيد أمر الوزير أن ينظر في أمر الطَّقس فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النُّجوم ثمَّ يعود للملك فيخبره إذا كان الطَّقس مناسبًا للخروج أو غير ذلك.

حتَّى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصَّيد وقرَّر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتَّى يشاهدا براعته في الصَّيد، وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطَّقس، فقال الوزير الطَّقس رائع ومناسب جدًّا يا مولاي.

فخرج الملك في موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن أوغلوا فى قلب الغابة حتَّى إنقلب الجو فجأة، رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة في الطين والوحل وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيَّما نقمة..

وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطَّابين يخرج منه الدُّخان فطرق الباب فخرج إليه الحطَّاب فسأله الملك: “لماذا لم تخرج لجمع الحطب؟”
فأجاب الحطَّاب: “كنت أعرف أن الطَّقس سيكون اليوم سيِّئا فلم أخرج”
فاندهش الملك وقال: “وكيف عرفت ذلك؟”.
فقال الحطَّاب: “عرفت من حماري هذا!”
فقال الملك: “كيف ذلك؟”
قال الحطَّاب: “عندما أصبح أنظر إلى حماري هذا، فإن وجدتُّ أذناه واقفتان عرفت أنَّ الجو سيئ، وإن وجدتُّ أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب.!”

فنظر الملك إلى وزيره وقال له، أنت مفصول، وأمر بصرف راتب شهري للحطَّاب وأخذ منه حماره، وأصدر الملك مرسوما ملكيًّا بتعيين الحمار وزيرا للطَّقس.

ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولَّى المناصب الرفيعة.

عندما يتفشَّى الجهل والخرافة ويعمَّ الفساد، يتولَّى الحمير المناصب وتضيع البلاد والعباد، ولن تنهض الأمَّة إلَّا حين ينتشر العلم والفضيلة ونبذ الخرافات والجهل، حينها يسودها الأخيار وترقى الأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى