خطوات واضحة متقدمة نحو تطوير الرعاية الصحية بمصر

خطوات واضحة متقدمة نحو تطوير الرعاية الصحية بمصر
كتب : ماهر بدر
أزجار رانجونوالا الرئيس التنفيذي للأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لشركة ” جانسن ” الذراع الدوائي لمجموعة شركات جونسن اند جونسن العالمية
مصر تقدمت بخطوات واضحة نحو تطوير الرعاية الصحية
استمرار تطوير مصر لرعايتها الصحية سيجعلها رائدة في مجال أنظمة المستشفيات خلال أعوام قليلة
مصر قلب إفريقيا النابض، ومؤتمر (إكس كون) جاء في وقته لمناقشة تنمية الرعاية الصحية، فيما تؤكد الشركة ثقتها في زيادة ازدهار ونمو السوق المصري، مما يدفعها لزيادة استثماراتها لرفع جودة الرعاية الصحية، واستمرار تطوير مصر لرعايتها الصحية سيجعلها رائدة في مجال أنظمة المستشفيات خلال أعوام قليلة، وجائحة كورنا كانت بمثابة رسالة إنذار وإيقاظ للعالم الغربي بأن الفيروس قادر على إيقاف العالم وتجميده لفترة طويلة.
كان ذلك أهم محاور الحوار مع أزجار رانجونوالا الرئيس التنفيذي للأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا على هامش حضوره المعرض والمؤتمر الأفريقي الطبي (إكس كون) الذي عقد أخيرًا في القاهرة. وإليكم تفاصيل الحوار:
بداية.. ما هو الغرض من زيارتك لمصر؟
غرضي من الزيارة هو حضور مؤتمر (إكس كون) الصحة الأفريقية، لأنها تمثل فرصة لفهم القيادة الحكومية في مصر وأفكارهم فيما يخص الرعاية الصحية، كما أنه من الأهمية أن أتعرف على كافة المستجدات والأحداث المتعلقة باستراتيجيات المستقبل لأن ” جانسن” الذراع الدوائي لمجموعة شركات جونسن اند جونسن العالمية الرائدة في مصر وبلدان أخرى، كما لوحظ بوضوح الخطوات المتقدمة التي اتخذتها مصر في مجال القيادة الإبداعية في قطاع الرعاية الصحية، وخاصةً ما يتعلق بالعمليات والإجراءات في الاتحاد الإفريقي والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ما هي رؤيتكم لمؤتمر ” إكس كون ” الصحة الإفريقية؟
نؤمن بشده أنه لا توجد دولة قادرة على الازدهار في نظام الرعاية الصحية بدون دعم حكومتها. وهنا أنا لا أتحدث فقط عن مباركة الحكومة، بل أيضاً عن الدعم الفعَّال من القيادة العليا والتفاعل الشغوف من أجل إيجاد حلول لجميع المرضى والتي تعتبر مهمة شاقة، وهناك جهود تنموية واضحة وخاصةً بعد كوفيد والتي أوضحت للجميع أهمية التنمية الصحية للمرضى حول العالم، وخصوصًا في القارة الإفريقية، وهذا أدعى لأن يكون الوقت الحالي هو الفرصة المثالية للنقاش والطرح.
ما هي استثمارات شركة ” جانسن” في السوق المحلي المصري؟ هل هناك أية خطط لزيادة الاستثمار في المستقبل القريب؟
نحن نستثمر في الكثير من المصادر ونقل المعرفة، ولكن السؤال الأهم هو: ما هي احتياجات مصر ومواطنيها؟ نظن أن مصر تحتاج بشدة لنقل المعرفة مثل الأدوية المبتكرة، والمهارات والطرق المُحسَنة لعلاج المريض، وتطوير مهارات التمريض والأطباء، وكلٌ ذلك يصب في المناطق والتخصصات العلاجية المختلفة.
وفيما يتعلق بالاستثمار في القريب العاجل، سنعمل على الاستثمار في السوق المصري لأنه سوق واعد ومزدهر. كلنا إيمان بأن السوق المصري سيزداد نموا وكذلك استثماراتنا لأننا سنجلب كل سوابق أعمالنا الابتكارية للمريض المصري الذي هو بحاجة لها، وكذلك الحكومة أبدت إرادة واضحة للاستثمار في جودة الرعاية الصحية التي ستصل لجميع فئات المجتمع، وهو الأمر الذي يشجعنا على ضخ المزيد من الاستثمار.
من خلال فترة خدمتكم في الصين، ما هي خبراتكم في النظام الصحي الصيني لنقلها لنظام الرعاية الصحية المصرية بما يفيد المرضى بشكل أفضل؟
في عام 2016 عندما أتيتُ إلى الصين، لم يكن لديهم نظم خاصة بالاستثمار في الصحة، وأهمية العائد المترتب على ذلك، وكل شيء كان يفتقد النمو المطلوب، ولدى مغادرتي كان هناك بالفعل تطبيق لاقتصاديات العلاج بمعايير دولية فيما يخص الرعاية الصحية والاختبارات السريرية، ونظرًا لأن دولة بحجم الصين تمكنت من تطبيق ذلك خلال 6 سنوات، فهذا يعني أنه يمكن لمصر تطبيق تلك النظم بسهولة وقوة نظرًا لدعم الحكومة المصرية، وخلال لقائي بهيئة الجودة والاعتماد للمستشفيات شاهدتُ جهودًا كبيرة لبناء القدرات، ولدى إيمان بأن استمرار مصر في هذه المساعي ستكون رائدة في مجال أنظمة المستشفيات خلال أعوام قليلة مع أفضل أطباء مُدَرَبين.
إن دورنا كشركة رائدة في الصين ومصر: هو المساهمة في بناء هذا النوع من القدرات لضمان وصول العلاجات المبتكرة للأسواق وإلى عامة الشعب، تعلمت ذلك في الصين، وترتب على ذلك رفع معدل الحياة للمواطنين الصينيين بشكل ملحوظ خلال العشر سنوات الماضية، مما عاد بالإيجاب على الاقتصاد الصيني، وبالاعتماد على نظم الرعاية الصحية الجيدة يتمكن الشباب من ذوي الأمراض المزمنة من العمل، لأنهم يحصلون على العلاج الفعَّال، وهكذا يعتبر النجاح الاقتصادي في الصين هو المعيار للكثير من الأسواق الأخرى، وكذلك مصر، ورغم نمو إجمالي الناتج المحلي في مصر إلا أنه يمكن زيادته بسبب قدرات ومقدرات هذا البلد الكبير.
لقد أظهرت لنا جائحة كوفيد أهمية وقيمة الشركات الدوائية. برأيكم، كيف يمكن الحفاظ على هذا التوجه الإيجابي وما هي الدروس المستفادة منه؟
أولاً: لقد تعلمنا أن المجتمعات تأثرت بشكل سريع بقضايا الرعاية الصحية. إذا نظرتَ إلى الأسواق المتطورة ستصاب بالإعجاب والدهشة معًا. كيف يمكن لمدينة مثل نيويورك أو برلين أن تصبح عاجزة. مما لا شك فيه أن الجائحة كانت رسالة إنذار وإيقاظ للعالم الغربي لأننا تعلمنا أن الفيروس قادر على إيقاف العالم وتجميده لفترة طويلة.
يمكننا القول إن الدرس الأهم هو قيمة الرعاية الصحية وأهميتها للجميع لأنه لا يوجد من يريد تكرار هذا الوقت العصيب، كل هذه الأمور هي الدافع الأساسي وراء العمل الدؤوب لجميع حكومات العالم لتقوية ودعم أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بهم.
لقد تعلمنا الكثير عن طرق الوقاية وغرف الرعاية المركزة والتهوية السليمة، وكلها أمور لا يعرفها القطاع العريض من الجمهور، بل كلها أشياء يهتم بها العاملون بالرعاية الصحية. ولأن الجمهور اهتم بهذه الأمور قامت الحكومات أيضا بالتركيز على الرعاية الصحية، وبالتبعية قامت الشركات الدوائية بدور مهم جدًا كنتيجة لهذه التحديات الجديدة.
ــ كيف تستجيب شركة ” جانسن ” لاحتياجات الرعاية الصحية التي ظهرت مؤخرًا أثناء الجائحة وما هي الفائدة العائدة على المرضى في مصر من ذلك؟
أثناء الجائحة، لقد رأينا الكثير من الأشياء. أولاً: نحن فخورون لأننا نتميز بنظام دعم وتوفير شامل من خلال استيراد المنتجات والمواد الخام، ونجحنا في استمرار توفير منتجاتنا حتى عندما كانت الظروف استثنائية.
أيضاً عندما نتحدث عن الرعاية المتخصصة، مثل رعاية السرطان والأمراض الأخرى، هؤلاء المرضى لن يحصلوا على الدواء أو العلاج في حالات الإغلاق أو حظر التجوال،
ونخص هؤلاء بالذكر لأنهم المرضى الذين يتوجب عليهم الحضور شخصيا لتلقى العلاج، واحيانا نظام الرعاية الصحية غير متاح لهم، تخيل أن هناك مريض سرطان عليه أن يذهب للمستشفى في هذه الظروف لتلقي العلاج، أنا أشجع الحكومة على التفكير في هذه الحالة وتداعياتها على المرضى في حالات الإغلاق وكيف ستؤثر على المرضى.
ثانيًا: الوقاية والتطعيم أمر هام، ولكن الأكثر أهمية وشيوعًا هو مشاكل الرعاية الصحية للجماهير مثل: الصحة النفسية. عندما تتأمل الأمر، هناك الكثير من الأشخاص الذين واجهوا حالات من الضغوط والاكتئاب في العام الماضي. أظن أن معدلات الاكتئاب والمشاكل النفسية زادت بنسبة كبيرة لأن الطبيعة البشرية مخالفة لفكرة العزلة؛ ولذلك، يتوجب علينا نشر التوعية حول أهمية الرعاية الصحية في مصر وجميع أنحاء العالم.
لقد قمنا بعمل نقاش جاد ومهم حول دعمنا للحكومة المصرية والمجتمع الطبي لزيادة الوعي حول الأمراض النفسية. إن الصحة العامة هي تعريف أكبر من التطعيم أو الوقاية من كوفيد، وينطوي تحتها الصحة النفسية بكافة أمراضها، ومنها الأمراض غير المعدية والتي يمكن الحديث عنها وعلاجها الآن.
لذلك نحن ملتزمون بزيادة الاستثمار في الصحة النفسية، كما أننا نستثمر في هذا المجال لأكثر من 60 عاماً، ونفتخر كوننا الشركة الرائدة في علاج الفصام، واضطراب فرط الحركة، والاكتئاب، والآن الأمر أصبح محط الاهتمام وأنظار الجميع، لقد عملنا على إحداث التغيير الإيجابي للجميع مثل وضع الرعاية الصحية على أجندة الرأي العام والحكومات حتى يتسنى للجميع التركيز عل…