أخبار محلية

العدالة تنتصر و المؤبد للشيطان

العدالة تنتصر و المؤبد للشيطان

بقلم : حماده عبد الجليل خشبه

في مشهد يبعث على الغضب والحزن، طوت العدالة صفحة سوداء من حياة الطفل “ياسين”، بعد أن قضت المحكمة بالسجن المؤبد على المتهم الثمانيني الذي تجرد من كل معاني الإنسانية وارتكب جريمة هتك عرض بحق طفل بريء لا حول له ولا قوة. حكم مؤبد، نعم، لكنه لن يعيد البراءة التي سلبت، ولن يداوي الجرح الغائر في قلب أسرة ياسين والمجتمع بأكمله.

الشيطان الذي بلغ من العمر ثمانين عامًا لم يكن شيخًا وقورًا، بل كان ذئبًا في جسد رجل طاعن في السن. استغل ضعف الطفل وثقة أسرته، ليزرع الخوف والرعب والصدمة في قلب صغير لا يزال يخطو أولى خطواته في الحياة.

ورغم أن المحكمة نطقت بالحكم الذي يليق ببشاعة الجريمة، إلا أن الشارع لا يزال يغلي بمشاعر الغضب والأسى، خاصة مع تداول أنباء تفيد بتورط آخرين ساعدوا المتهم بشكل مباشر أو غير مباشر، إما بالصمت أو بالتستر أو حتى بتسهيل الجريمة.

“اللي ساعد لازم يدفع التمن”… هكذا رد الكثير من المواطنين على الحكم، مشددين على أن العدالة لن تكتمل إلا إذا تمت محاسبة كل من شارك في هذه الجريمة، ولو بالصمت أو الإهمال. فالجريمة ليست فقط من نفذها، بل من سكت عنها أيضًا.

الطفل “ياسين” اليوم بحاجة إلى علاج نفسي ودعم مجتمعي كبير، لكن الأهم هو أن يشعر أن الدولة والمجتمع وقفا إلى جواره، وأن المجرمين نالوا جزاءهم العادل، دون استثناء أو تهاون.

القانون لا يعرف التساهل مع من يتستر على الجرائم، ولا يرحم من يهين كرامة طفل أو امرأة أو أي إنسان ضعيف. وعلى الجهات المختصة ألا تكتفي بالحكم على الفاعل الرئيسي فقط، بل لا بد من فتح التحقيقات مع كل من له علاقة أو علم بالجريمة ولم يبلغ أو تستر.

العدالة لا تتجزأ، والحق لا يسقط بالتقادم. فلتكن هذه الواقعة درسًا قاسيًا لكل من تسوّل له نفسه أن يعبث بأمن الأطفال وبراءتهم، أو أن يتواطأ بالصمت أو المشاركة.
حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى