ﺎلأنثى ﻭﺎݪـﻘﻬـﻮﺓ متشابهان

ﺎلأنثى ﻭﺎݪـﻘﻬـﻮﺓ متشابهان
بقلم المعز غني
ﺎݪقهوة : ﺗﻤﻨـﺢ ﺎﻟﻠـﺬﺓ ﺑﺎﻷﺣﺘﺴـﺎﺀ ، وﺎلأنثۍ : تـﻣﻨـﺢ ﺎݪـسـگينة ﻋﻨـﺪ ﺎﻟﻠﻘـﺎﺀ ، ﺎݪقهوة تعيد ﺎݪعقل ﺈݪۍﺻﺤـﻮﺗﻪِ ، وﺎلأنثۍ تسݪبه ، ﺎݪقهوة تعدݪ ﺎݪمزاج ، والأنثۍ تخلقهُ …!
ثمة علاقة سرية تربط بين الأنثى والقهوة ، علاقة لا تُقاس بالكلمات بل تُستشعر بالحواس ، وتُفهم بالحدس فكلاهما يحمل في داخله عمقًا لا يُقرأ من أول نظرة ، وسحرًا لا يُفك شيفرته بسهولة.
القهوة مثل الأنثى تمامًا ، لها حضورٌ قوي لا يمكن تجاهله.
رائحتها تسبقها ، تأسر القلب قبل أن تُلامس الشفاه ، كما تفعل الأنثى بنظرتها – بابتسامتها – بصوتها العابر كالنسيم وبينما ترتشف فنجانك بهدوء ، تجد نفسك تغوص في طبقاتها ، كما تغوص في عيني امرأة صامتة ، تخفي خلف سكونها عوالم لا تنتهي.
القهوة مثل الأنثى ، ليست لكلّ أحد من لم يعرف كيف يحتسيها ، لن يعرف كيف يحبّها فيها مرارة ، كما في قلب الأنثى جراح قديمة لكن مرارتها لا تنفّرك ، بل تُغريك تشدّك لتفهمها أكثر ، لتتذوق عمقها ، وتستسلم لسحرها.
ومثلما تختلف كلّ أنثى عن الأخرى ، تختلف نكهة القهوة من فنجان لآخر ، من مزاج لآخر من لحظة لأخرى.
الأنثى والقهوة لا يُناسبهما الإستعجال ، فهما من طقوس التأمل لا تُشرب القهوة واقفًا ، ولا تُفهم الأنثى على عَجل كلاهما يحتاج وقتًا وإهتمامًا ، وإحساسًا. كلاهما يفيض بالدفء إن إقتربت منهما بحبّ ، ويبرد إن إقتربت بفتور.
تتقلب القهوة في المزاج ، تمامًا كما الأنثى فقد تكون داكنة وساكنة ، أو خفيفة ومبهجة ، لكن في كلّ حالاتها تظلّ حيّة ، نابضة ، تحمل في عمقها سرًّا من أسرار الحياة.
وكذلك الأنثى ، تحمل في تقلباتها تفاصيل لا تُمل ، تحيي القلب ، وتلهم الروح.
في نهاية المطاف ، الأنثى والقهوة كلاهما يوقظان شيئًا ما في داخلنا شيئًا يجعلنا نُفكّر ، نتأمل ، نبتسم ، وربما نشتاق.
هما طقس من طقوس الحياة الجميلة ، لا يُكتب لهما أن يُفهما بالعقل فقط ، بل بالقلب أيضًا.