شعر و ادب

وداعا يا عاشق البحر ! — بقلم خجالي لطيفة

وداعا يا عاشق البحر ! — بقلم خجالي لطيفة

وداعا يا عاشق البحر، بعدما علمتني الابحار و صرت من المتفرجين عبر الاطلال، و جعلتني أخاف من لغة العيون، و كشفت لي عن دائرة الاسرار، و هذا ما اسميه انتحار!

فماذا استفيذ من كل هذا ان لم ترافقني إياه في الاستثمار؟
و الله، و الله لقسوة البرد في هذه الظروف كان وداعا مخفيا، في ظل هذا الطغيان، و على مستوى العصيان، حددت اعتقال المصير!
إذا كان على مستوى الإتصال، فلا تنفع حينها كلمة الوصال!
لهذا ينفلت اللاشعور من الوعي، و يحدد هذف الايواء!
” و قوة الدفع نحو السلام تجعل العالم من حولي يندفع لظلي مع اني لا استفيذ منه”
و داعا يا عاشق البحر! و يا عاشق القمر !
قرار لا مفر منه, كنت أعرف أن هذا اليوم سيأتي بدون شك، و اصبح عرضة، للشبهات، فيتكلم الناس عني، لا بصفتي جزء من الوجدان، و لكن لاني قررت الصمود امامهم، بتوضيف افكاري، و الخروج من صمت الاهات، و سقي حبر اوراقي!.

هذا هو التحدي!؟
لمواكبة كل ماهو جميل في هذا البساط!
و استفيذ من دراسة إلا بحار، و أكون قدوة لقبطان السفينة.
فوداعا لا عاشق البحر !
لن انزل دمعة واحدة مع أنها روت سطور اوراقي، فجعلت منها املي الباقي !

لا تقل لي وداعا بل لقاءا يا معلم الأجيال!
فتوامك لم يلد بعد و لن يكون أبدا!

علمتني أن احمي شوقي بالنسبان، و استمد تخفيفه من الوجدان، فهل ترى اني كفؤ لهذه المهمة ؟

و أني استطيع صنع أبيات جديدة من الشوق و الحنين إليك؟
الم تكن رحلة الاستطلاع و في تعليم الآخرين مثلي مؤقتة ؟
مع أنها ليست كذلك!
وداعا يا عاشق البحر !
فالفراق معهود ، و ظل اخرها فناء للذات المخلود، و نجمة الوداع تجني اشواكا لتلذعني، و نار العذاب لا ينتهي.

وداعا يا عاشق البحر !
و لكن ليس من اقدام البعد ان تجعل لنفسك وسيلة للهروب من المسؤولية، فلابد من ذاكرة حقيقية لتستحضر خصوبة صفحات العمر المجهول و الحب المفقود، و النقاد عبر الحدود، و اختراق جسر مسيرة العبور!.

وداعا يا عاشق البحر !
غصبتني بسم الفراق، اخاف عليك من نفسي، و من برد النقاد القاسي، و لكن بدونه لن تجد قلمي بين اناملي، و استحضر من روى عروقي بالحنين للطفولة! و من كان سببا في احياء ابتسامة الحياة من جديد، و من كان سببا في زرع الفتنة بين القلب و العقل !
الواقع يفرض علينا تباشير الامل المطلة على الافق و استجابتها لرغبات الذات التي لم تكن يوما لتسعد بما تجنيه من الخارج علما ان الكمال لله وحده، فاذن لا يجب ان ننسى إرتداء جلباب القناعة لكي نحضن السعادة لتلازمنا في كل خطوة نقوم بها.
فهل من عاشق عشق البحر يستطيع العيش بدون ان تلازمه شروط القناعة؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى