الشعر

(رُبَّ أَخٍ) بقلم الشاعرة / ياسمين عبد السلام هرموش

(رُبَّ أَخٍ)

لا تَقلْ أَخي
لِكُلِّ هَويَّةٍ عَربيَّةٍ
وَ تَنسِبُ الأُخُوَّةَ
للأصُولِ العِرقيَّةِ
أَخي.. مَنْ كانتْ
لهُ القدسُ أُختًا سِنِّيَّةً
وَ مَنْ جَرتْ بِعرُوقِهِ
الشَّهامةُ الحَقيقيّةُ
أَخي.. مَنْ اِسْتنكَرَ
وَ عارضَ العُبوديَّةَ
مَنْ رَتَّلَ الرَّحمَةَ
في كُتبِهِ المَقدِسيَّةِ
أَخي.. مَنْ خَلعَ
نَعلَ الدُّولِ الإرهابيَّةِ
وَ رحَّبَ بآبنِ آدمَ
حفاوةَ المَّحبةِ الوديّّةِ
لمْ يقلْ: أبيضُ وَ أسودُ
أو أَديانٌ وَ مَذهبيَّةٌ
قالَ: أَمقتُ الإجرامَ
وَ المَشاهدَ المأساويَّةَ
سُحقًا لأُمَمٍ جَعلتْ
مِنَ العربِ مسرحيّةً
وَ تضحكُ دونَ ضميرٍ
كَمشاهدٍ كوميديّةٍ
كُنَّا فَخرًا وَ رايةً ساميَّةً
لِلنَّهضةِ الإسلاميّةِ
فَكمْ لَنا مِنَ الفتُوحاتِ
وَ الحضاراتِ التَّأريخيَّةِ
قَدْ سجَّلَها الأوَّلونَ
وَ ذَوو النُّفوسِ الأبيَّةِ
عَجَبي لِزمانٍ!
صارَ فيهِ الإفريقيُّ خيرَ البشريَّةِ
وَ العربُ مَحطَّ سُخريَّةٍ
لِلمجازرِ وَ الدمويَّةِ
يَستمتِعُ بأَرواحِ البَّشرِ
وَ كَأنَّها تمثيليَّةٌ هزليَّةٌ
فَرُبَّ أَخٍ لمْ تَلدْهُ أُمَّةٌ
قَدْ أَزهقَتِ الإنسانيَّةَ!
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى