Uncategorized

حفل توقيع وقراءات في المجموعة الشعرية ” سفر تكوين الحب ” للشاعر بلال أحمد

حفل توقيع وقراءات في المجموعة الشعرية ” سفر تكوين الحب ” للشاعر بلال أحمد

سامر منصور
أقام المركز الثقافي العربي في ” أبو رمانة ” حفل توقيع وندوة نقدية للمجموعة الشعرية ” سفر تكوين الحُب ” للشاعر والإعلامي بلال أحمد بحضورٍ حاشد لإعلاميين وأدباء ومهتمين ، أدار الندوة الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر وشارك فيها كلٌّ من الشاعر سليمان السلمان والإعلامية فاتن دعبول .
استهلّت الفعالية بقراءات لقصائد عذبة من المجموعة الشعرية ألقاها الشاعر بلال أحمد :
” سلام “
ركامٌ أنا .. روحي بقايا .. ومُهجتي
رمادٌ .. وحُبي ميِّتٌ .. وحُطامُ
كهذي البيوت الشاهقاتِ تحطَّمتْ
بيوتٌ لآمالي .. رؤىً وغرامُ
كهذا التُرابِ القحطِ في القلبِ تربةٌ
من الشوقِ عطشى والحقولُ ضرامُ
و وردُ الأماني ذابلٌ في رياضهِ
ولا غيمةٌ حُبلى تقولُ .. سلامُ
سلامٌ لهذا الجوعِ .. للبردِ .. للحيا
لأطفالنا في النائباتِ سلامُ
سلامٌ على الخبز الذي تحملونهُ
ويمنعهُ عنا الجميعُ .. سلام
ومما قرأه من قصيدة ” أنا بانتظاركِ ” نقتطف :
أنا بانتظاركِ فاعبريني
وإلى مداركِ … فاحمليني
يا نفحة الشعر الشجيَّة
بين شكي أو يقيني
وجاءت المحطة الأولى مع الشاعر والناقد سليمان السلمان الذي أشاد بهذا المنجز الشعري الجديد للشاعر بلال أحمد قائلاً : ” لقد احتنكَ الشعر باكراً ” ومما تطرق له من نقاط نقتطف:
– العنوان ، الذي رأى فيه إحالة إلى سؤال ثلاثي بعدد كلماته قائلاً : ” ” سفر تكوين ” إنه يوحي بالتكوين فلا بدَّ من الدخول في التكوين ، بينما ” الحُب ” يوحي بالمضمون في كلِّ اتجاهاتهِ ، كما نرى من خلال أسماء قصائد المجموع الشعرية هاجس الشاعر بلال أحمد ومثال ذلك القصائد التي حملت عناوين ” حُلم ، صلاة ، وطن “.
وأردف السلمان قائلاً : يظهر الوطن في المجموعة الشعرية كمكون لكل حُب ويربط الشاعر بين دمشق والقدس في واقع المرارة والتقديس.
– يُطلُّ الوهم على مركب الحُلم أملاً في قصيدة جديدة نطالعها ، ويميل الشاعر بلال أحمد غلى الأمل المصيب لغاية يأمل منها تحقيق مُراده.
– نجد في المجموعة الشعرية “سفر تكوين الحُب ” صوراً مركبة تُظهر إمكانيات الشاعر ” .
” سفر تكوين الحُب “
كان روحُ الحُب يجري في سماهْ
لم يكن ثَمَّ إلهْ
في أعالينا سواهْ
لم يكن أنثى ولا كان ذكرْ
إنما كان متاهْ
حكَّ يمناه بيسراه فكانت غيمتان
ثم كان الرعدُ والبرقُ وكانت غوطةٌ
بعدها كان مطر
وسقاها بردى من صلبه الماء لكي يزهو الزمانْ
وتمتاز المجموعة الشعرية كما أكد الشاعر سلمان ، بالجرأة وانتقاد من يتاجر بلقمة عيش الناس ، ومن الأمثلة التي أوردها..
” على قيد الحياة “
من يشتري اسمي
بخبزٍ أو فتاة
وجعي وتاريخي وحفنة أغنيات
من يشتري حُبي
وأقداسي بهذا القحط .. كي أبقى
وإن أصبحتُ محسوباً على قيدِ الحياة
ومن جهتها رأت الإعلامية فاتن دعبول في محطتها النقدية أن القصائد تطرقت إلى الحزن والقهر الإنساني والشعور بالهزيمة أحياناً والحُب أحياناً أخرى ، وأن هذه التنقل كان الشاعرُ يَعبرُ فيه جغرافيا الروح .
” حروب الكبار “
ويسألني الطفل .. عن حقه
أقول :
قد ضاع يا ولدي
في حروب الكبارْ
كما نوهت إلى كونه قدَّم المجموعة الشعرية عبر ” الإهداء ” إلى الحُب .
وأشادت بخيارات الشاعر بلال أحمد على صعيد الألفاظ المستخدمة قائلةً : ” استخدم الفاظاً دقيقةً واضحة وبسيطة وابتعد عن الألفاظ الصعبة وصاغ تراكيباً جميلة عذبة ، كما استطاع أن يبرهن أن ” الأوزان الشعرية ” قادرة على أن تحمل الحداثة في عناوينها وطروحاتها وموضوعاتها ” .
وأشارت إلى أن القارئ يلمس في عديدٍ من قصائد المجموعة الشعرية ” سفر تكوين الحُب ” الحسرة على وطن خربتهُ الحروب وضيعت أوابدهُ ومن الأمثلة التي أوردتها :
” مشرد “
يقولُ المشرَّدُ فوقَ الرصيفْ
من يشتري وطني برغيف
كما أكدت أن الهم الوطني استأثر بجُلِّ قصائد المجموعة الشعري ، وأن الوجع والألم يوقفه بصيصُ أملٍ تبعثهُ ابنتهُ بشرى .
” إلى ابنتي بُشرى “
صباح الورد يا ورد الصباحِ
و يا لمس المسيحِ على الجراحِ
و يا طَلَّاً يُبللُ جدبَ روحي
ويرويهِ من العذبِ القُراحِ
عقب ذلك حفل توقيع المجموعة الشعرية ” سِفر تكوين الحُب ” حيث أهدى الشاعر بلال أحمد مجموعته إلى كل الراغبين باقتنائها وفق المتعارف عليه لدى المثقفين السوريين الذين لا ينشدون الربح ” المالي ” بل ينشدون استمرار الرسالة الحضارية و الإنسانية لوطنهم الحضاري العريق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى