” المستجير ” بقلم المستشار الثقافي السفير د.مروان كوجر

” المستجير ” بقلم المستشار الثقافي
السفير د.مروان كوجر
قد حلَّت الرمضاء في أجوائي
وتنازعت والفقر في بيدائي
الهمُّ ذلٌّ قد أتي بشجونه
وكأنها الظلماء في أرجائي
لحفت بنا النكبات نشكو همها
ما حيلة المكلوم غير بكاءِ
يا فقر قد أوجعت جسمه بالضنا
ونأت جفونه راحة الأغفاءِ
طرد الكرى من جفنتيه لأنه
يمضي الليالي خاوي الأحشاءِ
يا فقر ما لكَ لا تحن لبؤسه
فالعيش لا يسوى مع الضراءِ
يبكي بكاءاً كالمفارق أهله
حتى كأنه فاقد الأعضاءِ
عاش الحياة ببأسها وبظلمها
ويصارع الأيام كالأعداءِ
قل للغني المستفيض بماله
مهلاً لقد أسرفت في الفحشاءِ
فمن القساوة أن تعيش منعماً
وبنيكَ رهن مذلةٍ وبلاءِ
أنت الجهود وكلنا قيد البلا
فلما التباهي وكلنا لفناءِ
قدر أقام الفقر بين ضلوعه
والحزن نارٌ لم تكن بضياءِ
في قلبه شبَّ السعير بقيظه
زرفت عيونه أدمع الخنساءِ
يرعى نجوم الليل في أسفارها
والليل أسفر سهده بعناءِ
حيران لا يدري أينهي روحه
لخلاص نفسٍ من دنا الوصباء
أم يستمر على الغضاضة والأذى
والهم أعسر قد رماه بداءِ
يافقر حسبه ما لقى فيها الشقا
رحماكَ لست بصخرةٍ صماءِ
ما حيلتي والفقر يرخي ظله
غير المتاحِ وحفنة بعطاءِ
ساعد عسيراً إن فعلت كفيته
ذلَّ السؤال وجفوة البخلاءِ
قم يا ظلام وغاده فلربَّما
طلع الصباح وعاده بثراءِ
(فاروقنا) بالعدل كان كراية
أرسى المبادئ ثورة بقضاءِ
الله يجزي خيِّراً في فعله
وعطاء ربِّي واسعٌ بسخاءِ
قم للفقير وداوه من جرحه
واحميه من شرِّ الونى بكساءِ